أكد نائب رئيس دولة الجنوب السابق رياك مشار استعداده للحوار مع الرئيس سلفا كير ميارديت، لكنه اشترط إطلاق سراح المعتقلين أولاً وإجلاءهم إلى أديس أبابا، وقال: «يمكننا عندئذٍ بدء الحوار لأنهم هم من سيجرونه». الى ذلك أحكم الجيش الشعبي والقوات النظامية الأخرى بدولة الجنوب السيطرة على مدينة جوبا، بعد تشكيل قوة مشتركة وتقسيم المدينة إلى سبعة قطاعات بقيادة قائد الحرس الجمهوري اللواء مريال، في وقت لم يستبعد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما شن عمل عسكري لحماية الأمريكيين الذين يواجهون العنف في الجنوب، بينما هدد الجيش الشعبي قائد الفرقة الرابعة المنشقة عن الحكومة باقتحام بانتيو وقصف قواته بالمدفعية الثقيلة حال لم يعلن تراجعه عن التمرد والرجوع إلى حظيرة الدولة خلال ثلاثة أيام، بينما اعتبر الجنرال فيتر قديت ياك، الذي أعلن أخيرًا تمرده ضد سلفا كير، أن قراره بالقتال ضد سلطات جوبا هو الخيار الصحيح، موضحًا أنه يحارب من أجل حرية شعب جنوب السودان. في الوقت الذي تأثر من الصراع حوالي «25» ألف شخص مدني نزحوا من مناطق القتال، ولجأوا إلى مقرات الأممالمتحدة في العاصمة جوباوبانتيو. وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أمس، أن الجيش الشعبي جاهز للتوجه إلى مدينة بور، لاستعادتها من المسلحين الموالين لمشار. وقال سلفا كير إن قوات الجيش الشعبي والقوات الموالية للحكومة جاهزة الآن للتقدم نحو بور. سقوط تونجا وسيطرت قوات مناوئة للرئيس سلفا كير على منطقة «تونجا» أحد المعاقل التأريخية لقبيلة الشلك، ومسقط رأس زعيم المعارضة د.لام أكول أجاوين أمس عقب عملية عسكرية كبيرة، فيما سقطت منطقة الناصر بأعالى النيل في يد الانقلابيين، في وقت دعت فيه قيادة منطقة بور العسكرية بقيادة الفريق قديت كل الجهات الدولية والأممالمتحدة إحاطتها برحلاتها إلى بور لإجلاء الأجانب. من جانبها أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية إجلاء جميع المواطنين الأمريكيين من مقاطعة بور أمس، بينما أعلنت جوبا رسمياً توقف العمل ببعض حقول النفط وتركت باب إيقاف عملية الإنتاج مفتوحاً تماماً حال استمرار الاشتباكات العسكرية هناك، وأقرت بتأثر مناطق كثيرة منتجة للنفط في ولاية الوحدة عقب سيطرة قوات مشار عليها. بالمقابل كشفت إحصائية رسمية أعدتها منظمات دولية، رفضت جوبا الاعتراف بها، عن مقتل «1200» مواطن وعسكري في الاشتباكات التي حدثت داخل العاصمة الأسبوع الماضي، وأفصحت الإحصائية عن إصابة أكثر من «980» شخصاً. في غضون ذلك تدهورت أحوال النازحين بمقرات اليونميس في أرجاء البلاد وسط انعدام شبه تام للمياه الصالحة للشرب. وقال أحد المواطنين ويُدعى ينق من داخل معسكر لليونميس بجوبا، إن الأحوال متردية للغاية، وأوضح ل «الإنتباهة» عبر الهاتف أن اللاجئين يعانون بشدة من ظروف معيشية قاسية. وضع سيء من جهته، ذكر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان، أن الوضع سيزداد سوءاً ما لم يضع القادة السياسيون نهاية للاقتتال. وأكد أن الجيش الشعبي يتأهب لشن هجوم كبير على قوات المتمردين في بور. من ناحيته، قال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير ل «بي بي سي» أمس: «جنودنا سيستعيدون السيطرة على مدينة بور من أيدي المتمردين وقوات مشار التي أكد أنها لا تزال تسيطر على المدينة، ونحن مستعدون لاستعادة السيطرة عليها». وفي السياق نفسه، أوضح وزير النفط بدولة جنوب السودان ستيفن ديو أن إنتاج النفط بالحقول الواقعة بولاية الوحدة تأثر نتيجة العمليات القتالية الدائرة بالولاية. نزوح مواطنين إلى ذلك قالت مسؤولة ببرنامج الغذاء العالمي في نيروبي، إن «25» ألف شخص مدني نزحوا من مناطق القتال في جنوب السودان، ولجأوا إلى مقرات الأممالمتحدة في العاصمة جوباوبانتيو. وأوضحت مسؤولة الإعلام شاليس ماكدونو في تصريح ل «إسكاي نيوز عربية»، أن هناك «20» ألفاً موزعون على مقرين للأمم المتحدة في جوبا، و«5» آلاف آخرين في مقر آخر في مدينة بانتيو التابعة لولاية الوحدة. إحكام السيطرة من ناحيته، قال رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي لجنوب السودان الفريق أول جيمس هوث ماي، إن القوات النظامية أحكمت سيطرتها على العاصمة «جوبا» بعد تشكيل قوة مشتركة من القوات النظامية، مشيراً إلى أنه تم تقسيم المدينة إلى سبعة قطاعات بقيادة قائد الحرس الجمهوري اللواء مريال، كما يشرف على كل قطاع قائد يتابع سير الخطة الأمنية. وشدد هوث ماي وفقاً لموقع صحيفة «المصير» أمس على أنه لا توجد مشكلات في الفرق العسكرية، لافتاً إلى أن المشكلة توجد فقط في الفرقة الثامنة في بور، مشيراً إلى أن مدينة بور ما زالت خارج سيطرة الجيش الشعبي، وقال: «بور ليست تحت سيطرتنا، والمدينة تشهد الآن حالة خراب ونهب، ولكننا سنكون هنالك قريباً». واشنطن تحذِّر من ناحية ثانية، أوضحت صحيفة «الديلي تليغراف»، أن أوباما أبلغ الكونجرس أنه قد يشن عملاً عسكرياً لحماية الأمريكيين الذين يواجهون العنف في جنوب السودان المنكوب. وفي خطابه للكونجرس أشار إلى نشر «46» من القوات الأمريكية لإجلاء الرعايا، فيما نشر «45» آخرين لتعزيز أمن السفارة الأمريكية في جوبا. وقال أوباما عقب اجتماع مع مستشارة الأمن القومى سوزان رايس مع مساعديها: «ربما اتخذ تحركاً أوسع لدعم أمن المواطنين الأمريكيين وموظفي ومبنى السفارة في جنوب السودان». حرية الشعب وفي السياق، اعتبر الجنرال فيتر قديت ياك، الذي أعلن أخيرًا تمرده ضد حكومة جنوب السودان، أن قراره بالقتال ضد سلطات جوبا هو الخيار الصحيح، موضحًا أنه يحارب «من أجل حرية شعب جنوب السودان». وقال فيتر في اتصال هاتفي لوكالة أنباء جنوب السودان الرسمية، أمس: «أريد أن يعرف جنوب السودان أن قواتي ليست متمردة». وأضاف قائلاً: «أنا أقاتل من أجل حرية شعب جنوب السودان وعصابات «واراب»، الذين يقاتلون على أسس قبلية». وحذر فيتر «إذا أراد كير مهاجمة قواتي، فليفعل ذلك، ولكن أود أن أؤكد لكم أنه «أي سلفا كير» سوف يندم».