بسطت قوات موالية لنائب رئيس دولة جنوب السودان السابق د. رياك مشار سيطرتها على منطقة فشودة وأكوكا، وأعلنت تنصيب اللواء صمويل كواجوج حاكماً لمقاطعة ملكال، وقالت إنها تسيطر على كل المقاطعات في ولاية أعالي النيل عدا الرنك ومابان وملوط وفلج، وفيما أقرَّت بسيطرة الجيش الشعبي على مدينة بور كشفت عن فرضها حصاراً على عدد من المناطق حول بور، وأكدت أنها ستهاجم المدينة من جديد في وقت لم تكشف عنه. وبالمقابل تنطلق بمدينة نيروبي اليوم قمة إفريقية تضم الرئيس سلفا كير تحت رعاية «الإيقاد» لبحث الأزمة بدولة جنوب السودان والتحضير لاجتماعات أديس أبابا يوم الثلاثاء المقبل، ويقود وفد السودان النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح ووزير الخارجية علي كرتي. وتعقد القمة وسط مواجهات عنيفة تشهدها ولاية أعالي النيل عقب سقوط مدينة ملكال في يد قوات موالية لمشار. وفي غضون ذلك عقد المبعوث الأممي هايلي منكريوس لقاءً مع النائب الأول لرئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري أمس، وقال إن زيارته للسودان تأتي بغرض بحث الدور السوداني في حل الأزمة في جنوب السودان، وأكد أن السودان يلعب دوراً كبيراً في حل الأزمة الجنوبية. إطلاق سراح المعتقلين وبالمقابل ذكرت مصادر مطلعة في جوبا أن الرئيس سلفا كير قد وافق على إطلاق سراح المعتقلين في المحاولة الانقلابية في مقدمتهم باقان أموم ودينق ألور ومجاك أكود، في الوقت الذي لجأت فيه أسرة حاكم ولاية أعالي النيل إلى مقر اليونميس، ووصل إلى مدينة الرنك مدير الشرطة بأعالي النيل ورئيس تشريعي ملكال، بينما وصل نائب الوالي إلى منطقة المابان أمس الأول عقب سيطرة قوات مشار على المدينة. الخرطوم جاهزة وفي الخرطوم رحب مسؤول دبلوماسي بمبادرة «الإيقاد» لإنهاء الصراع في جنوب السودان، وقال للصحيفة إن المبادرة من شأنها إنهاء حالة القتال الدائر بالمنطقة وعودة الاستقرار إليها. ولم يستبعد مشاركة الخرطوم في كل مراحل التفاوض بأعلى مستويات قيادة الدولة. تشيكل الوفد ومن جهته أعلن نائب رئيس دولة جنوب السودان السابق رياك مشار موافقته على المشاركة في المباحثات بأديس أبابا، وأعلن في الوقت نفسه تشكيل وفد للتفاوض مع النظام في جوبا، ونقل راديو «فرانس انترناشيونال» عن مشار قوله: «نعم نحن جاهزون للمباحثات، وقد شكلت وفدي للتفاوض وفوضته صلاحياتي للتوصل إلى اتفاق». وعلمت «الإنتباهة» أن أرملة زعيم الحركة ربيكا قرنق قد غادرت إلى كينيا وتنتظر مغادرتها إلى أديس أبابا من هناك، للمشاركة في قيادة وفد مشار المفاوض. سقوط عدار وفي الاتجاه نفسه ذكرت مصادر موالية لمشار أن قوات الفريق بيتر قديت قد انسحبت من مقاطعة بور، وأكدت أن عملية الانسحاب قدرتها ظروف عسكرية خاصة لم تكشف عنها، بيد أن مصادر أخرى وصفت الخطوة بأنها تأتي بنية قوات مشار السيطرة على مناطق محددة بأراضي النوير ومناطق أخرى بأعالي النيل تستطيع من خلالها البقاء دون التعرض لخطر القصف الجوي والاشتباكات القبلية مع القبائل الأخرى. في وقت سقطت فيه منطقة عدار التي بها أغنى حقول النفط بأعالي النيل في يد اللواء صدام شانويل. آلاف القتلى وبموازاة ذلك ذكر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بجنوب السودان توبي لانزر أن عدد قتلى العنف الذين سقطوا في جنوب السودان على مدى الأيام العشرة الماضية، يرجح أن يكون قد وصل إلى الآلاف وليس المئات مثلما قدرت المنظمة الأممية في وقت سابق. تنصيب حاكم لملكال وفي اتجاه ميداني حول الأوضاع بمقاطعة ملكال، قالت وكالة أنباء جنوب السودان المستقلة إن المتمردين سيطروا على ملكال في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، مؤكدة سبق «الإنتباهة» في الكشف عن سقوط ملكال، ووصفت الوكالة هذا التطور بأنه صفعة كبيرة لحكومة سلفا كير الذي مازال يخوض مواجهات على جبهتي ولايتي جونقلي والوحدة. ونقلت الوكالة عن مصدر من القوات الموالية لرياك مشار أن المتمردين يستعدون لإعلان حاكم جديد لولاية ملكال، بينما تمركزت قوات مشار في جميع أرجاء الولاية وسط قصف مدفعي ثقيل للجيش الشعبي شهدته المدينة، وكشفت مصادر ميدانية عن سيطرة قوات مشار على الطريقين الشرقي والغربي بالولاية خاصة طريق بانتيو الناصر ملكال. مبعوث صيني وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين سترسل مبعوثها الخاص لإفريقيا إلى جنوب السودان لإجراء محادثات سلام بعد تصاعد أعمال العنف في البلاد. ونقل موقع وزارة الخارجية على الإنترنت عن الوزير قوله خلال زيارة للسعودية يوم الأربعاء الماضي، إن المبعوث سيتوجه إلى جنوب السودان قريباً للتواصل مع كل الأطراف. ولم يذكر وانغ اسم المبعوث لكنه كان يشير على الأرجح إلى تشونغ جيان هوا الدبلوماسي المخضرم صاحب الخبرة العميقة في الصراع بجنوب السودان. وقال وانغ: «تشعر الصين بقلق عميق إزاء تطور الوضع في جنوب السودان». ومن جهته يعتزم الاتحاد الأوروبي إيفاد مبعوث فوراً إلى دولة جنوب السودان للمساهمة في مساعي تسوية الصراع العسكري بين الحكومة والمتمردين.