(.. باسترناك) بعد فوزه بجائزة نوبل وبعد منع الشيوعيين له من السفر للجائزة يكتب إلى لجنة الجائزة يقول : أود أن أعبر لكم عن بالغ شكري وحزني وقلقي وطربي وحيرتي وبلبلتي!! ونحن لا نستمع لدكتور حسن مكي يحدث إلا شعرنا بالإعجاب والقلق والحيرة والسخط و.. وجامعة إفريقيا أمس يجلس فيها حسن مكي وعن يساره أبو بكر دينق وعن يمينه دكتور أمين عبد الرازق يحدثون عن «الجنوب الآن»!! .. وحسن مكي يحدث عن : خمس مشروعات .. كلها ينتهي الآن مشروع السودان الجديد.. يسقط من السماء محترقاً في طائرة قرنق. والمشروع الحضاري في السودان.. يموت وحيوية المشروع الكنسي في الجنوب .. تموت ومشروع الغرب وأمريكا في الجنوب مشروع يموت.. والوصاية الدولية هي ما يقترب من الجنوب. قال: وما يجري في سوريا تفكيك مرسوم.. وحرب العراق اليوم شيعة ضد سنة وما يجري في مصر وليبيا وإفريقيا الوسطى حيث الحرب الأهلية الآن.. ... و... و.. .. المنطقة الآن يجري تفكيكها تماماً .. الأسبوع الماضي كان الحديث بين المثقفين يذهب إلى أن : الإيكونومست تكتب أمس الأول عن اكتمال تصميم هندسي لحرب شاملة بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة. والحديث يذهب إلى : مخابرات دولة عربية ضخمة كل أجهزتها تقودها شخصيات غير عربية .. والحديث يذهب إلى أن : تفكيك الحائط السني يجعل مخابرات عربية تعصب عيون دول في الخليج وتقودها لعمل ضد السودان وضد اليمن و.. و.. (2) كل شيء يبدو بعيداً عن كل شيء.. لكن.. صلة كل شيء بكل شيء تقدم برهاناً مدهشاً الجمعة الماضية.. على وجودها. .. فلما كان رشاش الكلاشكنوف يحصد الآلاف في جنوب السودان كان السيد (كلاشكنوف) مخترع البندقية هذه يموت في روسيا. وحياة السيد كلاشكنكوف تقول : السيد كلاشكنوف لما كان جندياً أيام الحرب العالمية الثانية كان يعمل مع مجموعة من سبعين شخصاً .. والألمان يقتلون ثمانية وستين منهم.. ويبقى كلاشكنكوف هذا. قال الحديث : مصير الآلاف الآن في الجنوب ومصير الملايين في خمسين حرباً = كان مصيراً يتبدل حتى لو أن جندياً من الجيش الألماني صوب رصاصة على رأس السيد كلاشكنكوف هذا قبل ستين سنة. الأحداث في كل مكان تمضي بالأسلوب هذا بحيث لا يديرها إلا عالم الغيب. .. والإسلاميون في السودان يفقدون كل شيء حين يفقدون الصلة بعالم الغيب هذا. وعبد الملك بن مروان حين يسلمون عليه بالخلافة يطبق المصحف الذي كان في يده وهو يقول : هذا فراق بيني وبينك. .. والإسلاميون حين يعجزون عن الجمع بين المصحف وكرسي المملكة يصبحون أنموذجاً لحكاية قديمة. .. وأحدهم في سفينة يلاحظ شيخاً عليه هيئة العلماء.. وغلام نصراني يصب له كأساً من الخمر والرجل قال: وحين لم أصدق ما أراه سألت الغلام عما يشرب الرجل .. والغلام قال إنها خمر قال ودنوت من الرجل أنكر عليه أن يشرب الخمر وهو في هيئة العلماء. قال .. والرجل ينظر إلى وجهي في استنكار وهو يقول : من أنبأك أنها خمر.. قلت.. الغلام النصراني هذا قال.. عندها الرجل ينظر إلى وجهي نظرة لاسعة وهو يقول : ما أشد جهلك.. إنا نحن معشر العلماء يأتينا الحديث عن الزهري عن نافع عن عبد الله بن عمر فنطعن فيه ونرده .. وأنت يأتيك غلام نصراني بخبر فتصدقه؟ كب يا ولد .. تفكيك المنطقة.. وتفكيك الجنوب وتفكيك السودان وتفكيك الحركة الإسلامية مشروع يتكامل الآن. وحين نذهب بالخبر إلى السادة العلماء نجد عندهم منطق صاحب السفينة. وحين نكذب عقلنا يلطمنا حسن مكي.