كشف الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، الزبير أحمد الحسن، عن خطط و»أوراق» جديدة لتصحيح الأخطاء التي أدت إلى مشاكل في الانتخابات السابقة والتكوين في حزب المؤتمر الوطني والحركة، ستُطرح على الأعضاء خلال شهرين للحوار حولها. ودعا أعضاء الحركة الإسلامية في كل السودان وفي ولايات دارفور إلى الوحدة وجمع الصف والإصلاح والتغيير والبناء على ما أنجز وإلى تصحيح الأخطاء ومراجعتها. وأوضح الزبير لدى مشاركته في فعاليات ملتقى قطاع دارفور التنظيمي للحركة الإسلامية السودانية أمس، أن المكتب القيادي والقيادة العليا في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية أجازت أوراقاً تمت مراجعتها ستعرض على الولايات خلال الشهرين القادمين للنقاش والحوار حولها والإضافة لها للوصول إلى العام «2015م» بخطط واضحة وبهياكل تم تصحيحها ولوائح وقوانين أكثر شورى وديمقراطية وانفتاحاً. وأبان أن الأوراق صححت الكثير من الأخطاء التي أدت إلى مشكلات في الانتخابات السابقة والتكوين السابق في الحزب وفي الحركة، ودعا أعضاء الحركة الإسلامية الموجودين في المؤتمر إلى التأثير لتحقيق الإصلاح بالوجود كأفراد داخل المؤتمر الوطني مع إخوان من أعضاء المؤتمر الآخرين غير الأعضاء في الحركة الإسلامية. وقال: «إننا نقف على أعتاب دورة تنظيمية جديدة لبناء المؤتمر الوطنى». ودعا في هذا الخصوص إلى ترسيخ البناء بالوحدة وصياغتها بلحمة الدين والتدين والإخوة في الله، وإلا ستكون صراعاً حزبياً لا يشبه الإسلام في شيء.وأضاف الزبير أن العام المقبل سيشهد تداولاً للدستور وقانون الانتخابات ومراجعته ومفوضية للانتخابات، مشيراً إلى أن كل هذا ينتظر منا روحاً من الوحدة الوطنية دعا لها رئيس الجمهورية في احتفالات الاستقلال، وندعو نحن لها بأن نوسع المواعين والشورى والتشاور بين كل أهل السودان حتى يمضي السودان ويترك الحرب. وأكد الزبير أن مشروع السلام يمضي ومشروع السودان للتنمية والنماء يمضي، مشيراً إلى أنهم يأتون مع ذكرى الاستقلال المجيد الذي يذكر دائماً بأن وحدة أهل السودان هي الخير الذي يجلب الاستقرار ويجلب النماء والوحدة والمودة، ويذكّر بأن الحرب والشقاق والاختلاف هو الذي يوقف كل هذا الخير ويأتي بالشر. وأشار إلى أن استقلال السودان انبنى على الأصول الفكرية والثقافية للمكون السوداني كله، وبالرغم من انتشار الثقافة الإسلامية ولكن المكونات صنعت الاستقلال وهو الذي صنع السودان. وجدد ضرورة ربط معاني الاستقلال بمعاني الوحدة والالتقاء. وقال الزبير إن العنصرية والجهوية والقبلية جاءت بناء على فهم خاطئ مغاير لمفهوم الإسلام الصحيح، مضيفاً أن هناك شعوراً بهذه المشكلة، ولذلك تبنت الحركة الإسلامية في برامجها للعام «2014» برنامجين ثقافيين اجتماعيين وفكريين. برنامج حرمة الدماء، وبرنامج نبذ العصبية والقبلية والعرقية وتصحيح مفهوم الانتماء القبلي والانتماء الجغرافي حتى يحمل شيئاً إيجابياً. وقال: «ونحن في الفاشر في بداية الخطة التنظيمية للعام «2014م» نبدأ هذا البرنامج في كل السودان لوجود هذه العلة في كل البلاد، وينبغي أن ننظر إليها وإلى مسبباتها ونعمل على توحيد أهل السودان بمكوناتهم السياسية والثقافية، ونعلم أن رغبة الإسلام وتحكيم الإسلام والشريعة لا يمنع الحسنى لغير أهل الإسلام ونعطيهم كل حقهم لأن السودان كما تواضعنا عليه في دستورنا تقوم فيه الحقوق والواجبات على المواطنة»، وأكد أن المفهوم الخاطئ للانتماء يؤدي إلى التقاطع والحروب ليس بين القبائل فقط، وإنما بين القبيلة والقبيلة والقرية والقرية إذا كان الانتماء هو الإصل، مؤكداً أن الأصل هو التقوى. وأكد الزبير أن اتفاقية الدوحة قد خطَّت خطوطاً تفصيلية للاتفاق حول حل قضية دارفور، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية تدعو الإخوان في الحركات المسلحة أن هلموا إلى الحوار والنقاش، فالسودان لا يحتمل كل هذا الصراع والقتال، مؤكداً أن ما نحن فيه سيوصلنا إلى ما نراه في دول العالم حولنا، مما يشير إلى أننا أهل السودان ينبغي أن نعود إلى الوحدة ونتواصى على كلمة تؤدي إلى السلم والسلام. قائلا: «إن أهلنا المساكين الضعفاء قد اكتووا بنار الحرب أكثر مما نكتوي منها نحن في المدن وفي الأطراف والعاصمة، فهم من تضرر أكثر، فهلموا إلى كلمة سواء وتعالوا لتوحيد الكلمة والصف». وأوضح أن السودان وهو يواجه مشكلات التنمية مطالب بتجديد خططه وبرامجه الاقتصادية والاجتماعية بحيث تكون موجهة في المرحلة القادمة إلى برامج الخدمات بصورة أكبر. وطالب الزبير بتوجيه الجهود ليس فقط لأعضاء الحركة الإسلامية، وإنما لكل أهل السودان ولكل أهل دارفور من خلال جمعيات ومنظمات ذات طبيعة مختلفة تهتم بكل القطاعات الرياضية والشبابية والأندية الاجتماعية وغيرها، إضافة إلى الاهتمام الرئيس والأساس بأن يكون المسجد مركزاً للنشاط.