{ و.. صلة كل شيء بكل شيء تتخذ الآن أغرب الأشكال.. والطرق { وثوار ليبيا يعلنون الشريعة الإسلامية وصراخ الغرب وعيونه الحمراء وعصاه تتجه إلى.. السودان!! { والعيون الحمراء تقرر طعن المعدة الرخوة للإنقاذ.. { الاقتصاد { وندوة هنا للاقتصاديين وآخرى هناك في يومين.. لكن عشر ندوات هامسة كانت هي ما يدير المعركة المجنونة التي تغلي الآن في معدة الخرطوم. { وندوة من الندوات هذه تمدد خيوط الشبكة التي تلتقي الآن لاصطياد الدولة قالت الندوة : كل الشركات الآن في السودان تتهرب/عادة/ من دفع ما عليها من ضرائب. { البترول والسكر والحبوب والعملة يدار الآن تهريبها بدقة { وفي الأسبوع الماضي وأسبوعياً تقوم جهةٌ ما بتهريب «3500» رأس من الماشية إلى مصر { شركة «...» للتعدين تقوم بتهريب ستة كيلوجرام شهرياً من الذهب. { بينما شركة تعمل بالتعاقد مع الدولة تقوم بتهريب ستة وثلاثين «طناً» من الذهب.. وتجعل الدولة تنتبه { والأسبوع الماضي سلطات الخرطوم تعتقل أحدهم في مطار الخرطوم وهو يقوم بتهريب ثمانية عشر كيلو جرام ذهباً و... و... { ندوة أخرى كانت أوراقها تقول إن : نغمة ضائقة اقتصادية التي تطلقها صحف معينة «الورقة تحصيها وتحصي كتاب أعمدتها» هي نغمة تصعد إلى لسان الناس.. ويجب أن تستمر النغمة هذه. { ثم { ثم الدعوة المتصلة لصناعة السخط بالحديث عن انهيارات مثل مشروع الجزيرة وارتفاع أسعار السلع { ضرورة أن تنطلق الدعوات هذه ممن يثق فيهم المواطن مثل الاقتصاديين { خلق قضايا فساد ضد قيادات في الوطني و.. و { لكن ندوة هامسة أخرى في مكان آخر كانت تعد شيئاً آخر نحدث عنه غداً { .. وندوة تجد أن «مشروع الإيدز» عمل مخطط وله إدارة.. وتمويل { وندوة عن.. وندوة عن.. نحدث عنها { ... { .. والشهر الماضي يوم شرعنا في الحدث عن بدايات الإنقاذ كنا نتجه إلى حكاية ما يحملها هو «ماذا.. حدث.. ومتى.. وأين.. ومن.. ولماذا» ونحدِّث عما كان يجري في السودان.. وعن السودان { فقد كنا نعرف.. { ومنتصف التسعينيات دكتور غازي يصبح وزير دولة للخارجية والدكتور الدقيق في كل شيء ينظر إلى ركام الملفات هناك ركام رهيب.. والرجل يبحث عمن يجيد الإنجليزية ويجيد إغلاق فمه لترتيب وتلخيص الملفات هذه حتى يمكن التعامل معها. { ونجد أنفسنا في قاعة الصداقة في غرفة هناك نقرأ ملفات الخارجية.. وما كان يحدث.. وصورة السودان في العالم.. وصورة العالم في السودان.. { نقرأ ونصاب بالدوار!! { .. وبين ركام ملفات الخارجية نفاجأ بأغرب الملفات { ملفات كان واضحاً أنها تخص جهاز الأمن والمخابرات { وننغمس في الملفات هذه.. نقرأ عن شخصيات.. أحداث.. وأحاديث .. على امتداد خمسة عشر عامًا ماضية. { ونصاب بالذعر والحزن.. { ويعجبنا أن الصبي الذي يخدم المكتب ينظر إلى مكتب دكتور غازي بمؤخرة عينه ويسألنا :أستاذ.. دا مش بتاع دار الهاتف؟! { ودكتور غازي حين يحاصَر في دار الهاتف مع آخرين أيام هجوم المعارضة الإسلامية من ليبيا كانت المعركة تتبخر.. وظلال الموت للمحاصرين تقترب { وغازي يجعل الآخرين ينتظرون حتى يعلم ما يجري.. ويتسلل من الحصار إلى الطرقات ويجوب الطرقات على ظهر دراجة. { ويجد أن الموقف لا يعني إلا الموت { وغازي «يعود» إلى زملائه في دار الهاتف ويستأنف القتال { وأعجبنا أن هناك من يعرف دكتور غازي وما فعل { ونعود للملفات الرهيبة { لكن الملفات تكشف لنا ما يثير الرعب الحقيقي { من الملفات ومن قبلها نعرف كيف تدير المخابرات العالم ورؤوس العالم {.. والمخابرات في إداراتها للناس لا تقوم بإخفاء الحقائق. { العكس تماماً صحيح { المخابرات تبذل الحقائق.. لكن مع إخفاء شيء صغير. { وبالإخفاء هذا تقود الناس إلى قبورهم { وحكاية صغيرة تكتبها أجاثا كريستي كانت تقص حكاية أمرأة مقتولة وفي الحكاية المرأة المقتولة تكتب حكاية قتلها كاملة بكل صغيرة وكبيرة فيها. { والورقة التي كادت أن تحترق بالنار النار أكلت طرفًا صغيرًا منها كانت هي ما يقود التحقيق { والتحقيق يدوخ ويدوخ وهو يبحث عن القاتل. { وأخيراً الكاتبة العبقرية تكشف أن التحقيق يتجه منذ اللحظة الأولى اتجاهًا خاطئاً لسبب صغير وهو أن الرسالة كانت تشير إلى القاتل وتقول «هو».. وبالإنجليزية «HE» بينما القاتل كان امرأة «SHE» { والحريق الصغير جداً في طرف الورقة كان ذهب بالحرف الأول «S».. واختفاء حرف واحد كان يبدل كل شيء { والمخابرات التي تدير رأسك الآن وتدمر العالم تفعل شيئاً مثل ذلك { وتحذف أو تضيف شيئاً لندوات الاقتصاديين { وتحذف أو تضيف حرفاً لأخبار المال { وتحذف أو تضيف تحذف أو... { والندوات بما يُحذف أو يضاف إليها نعود إليها ابتداء من الغد إن شاء الله