أطلت المذيعة عبر قناة تلفزيون البي بي سي «BBC» تعلن في سرور أن اليوم أي الثاني من أكتوبر 1102م هو الأشد حرارة منذ بدأ سجل الأرصاد الجوي لأكثر من مائة وخمسين عامًا بالجزر البريطانية فقد وصلت درجة الحرارة 13 درجة مئوية وخرج البريطانيون زرافات ووحدانا قاصدين الشواطئ التي تحيط بالجزيرة من كل اتجاه في يوم صيفي خرج على غير العادة من عباءة الشتاء كنت يومها ضيفاً على إحدى حفيدات رائد تعليم البنات بالسودان طيب الذكر الشيخ بابكر بدري بضاحية تميلي بلندن جوار استاد ويميلي الشهير بكرة القدم استقبلتني بكرم وحفاوة السودانيين التي رضعوها من ثدي الوطن الحبيب، داعبتها وأنا أشير في اتجاه إستاد ويلمبي وهو قلعة من المعمار أعيد بناءه حديثاً ليستوعب تكنولوجيا العصر.. أكيد شاهدتِ كل المباريات القومية أجابتني في رصانة وأدب: «Iam alady» أي «أنا سيدة». دخلت دارها العامرة بأهلها، والدتها إحدى حفيدات علي دينار فنان الكاريكتير سامي المك الذي كرَّمته الملكة اليزابيث حينما أهداها لوحة مرسومة لشخصها. قادتني أذني إلى تيار كمبيوتر محمول Lap Top انطلقت منه أغنية «بت ملوك النيل» تطلعت إلى الشاشة فكل ما هو سوداني في الغربة له مذاق خاص الأغنية مصوّرة من برنامج «أغاني وأغاني» الذائع السيط شدّني شيخ تاريخ الأغنية السودانية الأستاذ السر قدور، وحينها تذكرت ذلك المغترب الذي عاد إلى الوطن بعد غيبة واستمع إلى مدحة طرب لها وبشّر في المادح قائلاً: لو سمحت عيد لينا أغنية الحقيبة دي مرة ثانية. تحدّث الأستاذ السر قدور بحضوره وجاذبيته للمستمع والمشاهد عن الفرق بين الضوء والنور أشياء تعلمها من الخلوة كما ذكر فالضوء هو ضوء الشمس والنور هو نور القمر وذكر تضجُّر العقاد من تعبير «أضواء المدينة» والصحيح «أنوار المدينة» كان ذلك مقدمة رصينة وأنيقة لرائعة سيد عبد العزيز بت ملوك النيل التي قام بأدائها ثنائي أغاني وأغاني «أحمد الصادق ومنار صديق» في تطريب عالٍ، عقّب السر قدور على عبقرية الشاعر سيد عبد العزيز وهو يصف إحدى حفيدات السيد عبد الرحمن المهدي في ليلة عرس: يا صحبة الاكليل ما أظن النهار العين تدورلو دليل محياك نور جليل كنت أقول شمس لو ما الزمان كان ليل وإنت عليك نور الجبرة فيك بتخيل بت حامي الحمى الماحام حداه دخيل ما كان أبوك بخيل بت عز الرجال أهل الدروع والخيل