هناك في بعض الجرائد وأغلبها حينما يغيب كاتب العمود عن عموده ويقولون عنه يحتجب اليوم... وهكذا بعض الكتاب يتمنون أن يحتجب أكثر من يوم ليرتاح القراء من تكرارهم... فهل يستجيب هؤلاء الكاتبون لمطلب القراء ليحتجبوا أكثر من يوم عملاً بالحكمة المأثورة «زر غبّاً تزدد حبّاً» ولدي نكتة طريفة مع الأستاذ / الابن أحمد طه صديق المحرر العام لجريدة «الإنتباهة» فأنا كاتب راتب في الصحيفة عندهم وحينما لا أكتب آتي إليه محتجاً لماذا لا يكتب عني: «العمدة يحتجب اليوم» ولكنه يجيبني ضاحكاً لكن إنت ياعمدة كاتب أسبوعي لا تستحق أن يكتب عنك يحتجب اليوم وطلبت منه أن يكتب بدل اليوم يحتجب هذا الأسبوع ولكنه رفض ولم يكن هناك من سبب يجعله يرفض، وأنا كاتب نحرير كما وصفني الابن عاصم البلال عمدة جريدة أخبار اليوم بأنني كاتب نحرير، وابننا أحمد طه يكتب لمن هبَّ ودبَّ يحتجب اليوم وهكذا سيداتي سادتي كما قيل الليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيب، ومن هذا المنطلق وتلك المنطلقات إلى الذين يحجبون اليوم أن يحجبوا أكثر من يوم كما ذكرت عملاً بالحكمة المأثورة زرْ غبّاً تزدد حبّاً .. ومواصلة لهذا الموضوع فإن القراء يرفضون الكتابة الجافَّة والمتحذلقة .. ولا أظنكم تغالطوني في أن القراء أول شيء يطالعونه في الجريدة هو الكاركاتير الساخر المعبّر وكذلك الاستراحة الهادفة ثم بعد ذلك يقلبون الجريدة وحينما يجدون بعض الكتاب من جماعة يحتجب اليوم يقولون الحمد لله الذي احتجب اليوم وكما أنني سيداتي سادتي من قدامى المحاربين في الصحافة السودانية يعني عندي شنَّة ورنَّة وخبير متخصص في كتابة الاستراحات الهادفة وقد كنت من كتاب جريدة الأيام في عهدها باب الإستراحات صفحة يوميات العاصمة كما كنت في الرأي العام باب من يوم إلى يوم وفي جريدة الصراحة باب حديث المائدة وكذلك في جريدة الصحافة في باب استراحتها وكذلك كاتباً تحريرياً في جريدة السودان «الجريدة» في عهدها لأحمد يوسف هاشم يعني أنا وأعوذ بالله من قول أنا كاتب نحرير والشكر للابن عاصم البلال الذي وصفني بالكاتب النحرير، هكذا سيداتي سادتي قدمت لكم سيرتي الذاتية وكمان عمدة سابق وعضو في البرلمانات السابقة حينما كان برلمان السودان واحد مش زي اليوم سبعة وعشرين برلمان بقت زي الحوت حينما يكون عميان «يعني نحن دخلنا زمن البرلمان واحد وتعلمنا «من هذا المنطلق» و«بناء مجتمع الكفاية والعدل» و«هلمجرا».. ولم نكن نخضع لطائفة أو طريقة .. بل كنا نفخر بأننا أزهراب يعني تبع إسماعيل الأزهري الذي رفع علم السودان عالياً ومعه زعيم المعارضة المو خمج الأستاذ محمد أحمد المحجوب وعاصرنا الأستاذ مبارك زروق والأستاذ يحيى الفضلي وحسن عوض والشريف زين العابدين والشريف فيلسوف السياسة وخطيبها المفوه حسين الهندي وعبد المنعم حسب الله وغيرهم من سادة الحزب الوطني الإتحادي الذي قاد النضال حتى تتحقق الاستقلال التام وبهذا أزجي لكم التهنئة بعيد الاستقلال الثامن والخمسين كما أتقدم بالتهنئة لكم بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ونرجو أن نسير على هديه وسنته، أيها السادة والسيدات بعد هذا كله ألا أستحق أن يكتب عني يحتجب حينما لا تنزل استراحتي أو أغيب، أتمنى أن يتكرم مدير تحرير «الإنتباهة» أن يراجع حسابه ويكتب اليوم يحتجب الكاتب النحرير العمدة، أيها السادة معذرة إن طلبت أن يكتب عني هذا، وأستغفر الله وأنّ النفس أمارة بالسوء وكل عام وأنتم بخير، وإلى استراحة قادمة إن كان في الأيام باقي والسلام.