اغلق باب الخزنة الضخمة بعد ان سوى من وضع الرزم المالية فئة الخمسين جنيهًا بحرص وعناية قبل ان يجلس خلف الطاولة الممتلئة بلفائف الاقمشة ويزفر في ضيق وهو يراقبه في غيظ.. جلس على الارض امام دكان الاقمشة الفاخرة في احدى برندات السوق العربي مرتديًا جلبابًا بات من الصعب التعرف على ملامحة ولا التكهن بلونه واضعًا امامه اناء بلاستيكيًا غامق اللون وترنو عيونه نحو المارة بنظرة كسيرة ويتحرك لسانه داخل فم يخلو من الاسنان وربما كانت هذه النظرة السبب في القائهم العملات المعدنية داخل انائه. -جلللن جللن ومن داخل دكانه راقبه في غيظ الاناء يمتلئ بالعملات المعدنية والورقية ويفرغه هو داخل جيوبه.. هكذا بلا تعب ويسترزق من امام دكاني بلا شيكات ولا هموم. جللن جللن جعله الصوت يقفز ويدفع اواني امتلأت باللحوم والطيبات وصرخ في وجهه - يلا برة الصالة زح من قدام دكاني راقبه المارة وعمال الدكان وهو يعود ليسترخي ونهض هو ليجلس تحت الشمس ولفرحته الشديدة ازدادت القروش وتحولت الى جنيهات والآخر يهدر كان هو لا يرى ابعد من صحنه لضعف بصره والآخر فسرها على انها نظرات تحدٍ كان لا يبعد نظره عنه الا في المسافة مابين خزنته والعودة الى طاولته ليصفق يدًا بيد ويدعو عليه بالزوال وكان هو يتساءل رائحته ام مرضه سبب كراهية الآخر وتأففه فيجول ببصره حول الصالة التى حرم منها قبل ان يعاود السؤال بصوت يجعل القروش تنهال عليه بصوت يسبب للآخر الجنون. - جللن جللن.