قال تقرير نشرته صحيفة «الأندبيندنت» البريطانية امس بعنوان: «هل ستمول الولاياتالمتحدةالأمريكية الحرب بدولة الجنوب»؟ قال قبل يوم واحد من موافقة البرلمان اليوغندي بإرسال القوات اليوغندية إلى دولة الجنوب أصدرت مستشارة الامن القومى الأمريكى سوزان رايس بياناً قد يكون له تداعيات خطيرة على البعثة اليوغندية للرئيس موسفيني إلى جوبا، حيث قالت رايس يجب وضع حد بسرعة لهذة الأزمة من خلال تسوية تفاوضية من أجل منع تصعيد الصراع الخطير الذي لا قبل لدولة الجنوب أو دول المنطقة أو المجتمع الدولي به، وقد تزامن مع كل ذلك صدور تحليل عن نشرة المحيط الهندي بعنوان «موسفيني يواجة خطر الانزالاق في المستنقع الجنوبي». حيث قال التحليل ان محاولة موسفيني المستمرة للضغط على زعماء الإيقاد من اجل تحمل مسؤولية مشاركة قواته الى جانب الرئيس سلفا كير في دولة الجنوب قد بدأ يزعج الرئيس الكيني ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام حيث تعكس التحليلات والبحوث التي أجرتها صحيفة «الاندبيندنت» رغبة سوزان رايس في وضع حل سريع للنزاع وهو بحد قول الصحيفة أمر غير واقعي كما أنه قد يجر موسفيني الى أتون حرب طويلة لا يملك لها قواتاً على الأرض أو تمويلا ماديا فى البنك. وتقول الصحيفة ان الرئيس موسفينى قد نشر قواته بدولة الجنوب منذ 22 ديسمبر العام 2013 أي بعد سبعة ايام فقط من اندلاع القتال في جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ونائبه السابق الدكتور رياك مشار، وفى الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء اليوغندى أماما مبابازى فى بيان صدر يوم 9 يناير ان قوات الدفاع الشعبى اليوغندية قد هرعت لدولة الجنوب من أجل حماية مواطنيها، قال سفير دولة الجنوب بيوغندا صمويل لومينسوك إن قوات الدفاع الشعبى اليوغندية فى بلاده من أجل مهمة مقدسة تتلخص فى منع الوضع من المزيد من التدهور حتى لا يتحول الصراع الى إبادة جماعية كما حدث فى رواندا فى العام 1994م، وتقول الصحيفة إن البرلمان اليوغندي قد صوت بالإجماع من اجل إرسال القوات لاجلاء المواطنين اليوغنديين إلا انه انشق بشدة حول رغبته الرئيس موسفينى في دعم نظام سلفا كير ويقول افولا اوتو ممثل المعارضة إن المعارضة ترى ان ينحصر دورالقوات فى إجلاء المواطنين. وأضاف نحن نريد ان تكون العملية العسكرية فقط لإجلاء المدنيين وان تستمر لمدة شهر واحد منذ بداية تاريخ إرسالها ونحن لا نريد ان يدعم جنودنا نظام حكم يمكن ان ينهار من تلقاء نفسه، كما يجب علينا أن نعرف الوقت الذى تستغرقه عملية الإجلاء وكمية المال التي تم صرفها. قضايا التكلفة على الرف تقول الصحيفة إن محلليها السياسيين الكبار أمثال فريدرك قولوبا الباحث والخبير فى الشؤون السياسية لشرق إفريقيا معجبون بطموح موسفيني فى المنطقة حيث يصنفه هؤلاء مع كل من الرئيس الكينى يوريا كينياتا والرئيس الرواندى بول كيغامى ويقول فريدريك هؤلاء القادة لديهم رؤية أوسع نطاقا لاستقرار المنطقة حيث ترغب يوغندا فى استقرار دولة الجنوب باعتبارها أضخم أسواقها إضافة الى تأثيرها على جميع دول المنطقة، ويرى ارثر باينوموقيشا المدير التنفيذى لمنظمة التحالف من اجل التنمية والبيئة انه لا توجد مشكلة ما دام هناك تدخلات نشطة من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الافريقى والإيقاد خاصة وأن المنطقة تفتقد للهيمنة الإقليمية التي تضمن السلام والاستقرار قائلاً لقد كانت مصر لفترة طويلة القوة المهيمنة فى الشرق الأوسط، بينما كانت جنوب إفريقيا تهيمن على مجموعة الجنوب الإفريقى للتنمية «ساداك» ونيجيريا على جماعة دول غرب افريقيا «أكواس» وهناك ايضا روسيا وغيرها، وأضاف نحن نحتاج الى قادة من توقف الصراعات والإبادات الجماعية وما أعنيه انه لا يمكن أن نشكك فى دور يوغندا لضمان الاستقرار فى الصومال حيث فازت بثقة المجتمع الدولى والآن الى جانب يوغندا توجد بروني وغيرها لاعادة الاستقرار بذلك البلد، ومن الواضح ان موسفينى قد وجد تأييدا لتولي مهامه فى جنوب السودان إلا ان الأمر الأقل وضوحا كيف يخطط موسفينى لكسب الحرب وخلال جلسات البرلمان لم تناقش الأمور المالية حيث من العصب التكهن بتكلفة الحرب فى هذه المرحلة إلا ان وزير قوات الدفاع كاتومبا وامالا قال خلال السبعة أيام الأولى من الصراع لقي ما يزيد عن 10آلاف مواطن حتفهم وهذا ما حمل الصراع بكل المقاييس سمة الإبادة الجماعية، واضاف لا يمكن ان نقارن بين التكلفة المالية وتكلفة الأرواح يجب على أعضاء البرلمان النظر الى أبعد من السياسة، وأن يقدروا الفوائد الإستراتيجية لهذا التدخل إلا أن ذلك لم يمنع مناقشة مصادر تمويل الحرب السودانية وتكاليف بعثة جوبا وأثرها على ميزانية يوغندا. ويقول سيموجى ابراهام عضو البرلمان بلجنة الدفاع والشؤون الداخلية ل «الاندبيندنت» في الصومال انفقنا ما يزيد عن 250 مليار شلن فى العام إلا ان هذه الفاتورة ستدفعها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي حيث انهما الجهتان الملتزمتان بدفع فاتورة الحرب بدولة الجنوب كما أبدى سيمونجى قلقله ازاء أموال التعويض قائلا فى الصومال كانت هناك أموال تحت وصاية بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال من اجل دفع التعويضات قائلا أين أموال التعويضات للجنود الذين يموتون فى دولة الجنوب. وأضاف على موسفينى إقناع المجتمع الدولى بالتعامل مع البعثة بذات الطريقة التى تم التعامل بها مع بعثة الصومال وفى حال حدث ذلك يمكن أن تعمل البعثة تحت تفويض الأممالمتحدة أو اى من القوى التى يمكن أن تتقاسم التكاليف، وأضاف كيف يمكن ليوغندا أن تنشر قواتها بدون تفويض دولي في حرب دولية يمكن ان تنحرف في اي من الاتجاهين في مثل هذه الحروب تفويض الاتحاد الافريقى ليس كافيا نحن نحتاج الى تفويض الأممالمتحدة، وبالرغم من ان البرلمان لم يجد اجابات وافية إلا ان يوغندا تعمل على حماية مصالح تجارية ضخمة حيث تشير التقارير الى وجود أكثر من 20 ألف تاجر يعمل بدولة الجنوب كما يعمل عدد مقدر فى قطاع البناء والتشييد والمنظمات والسفارات الصناعات غير الحكومية. مغامرات مكلفة وتقول الصحيفة إن دولة الجنوب تمثل المحطة الأحدث التى يتمتع فيها موسفينى بلعب أدوار عسكرية مباشرة وغير مباشرة حيث قام بأدوار مماثلة فى كل من رواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما ساهم أيضا فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى كل من ليبيريا ودارفور وكوت دي فوار وتيمور الشرقية إلا ان مثل هذه المغامرات العسكرية عادة ما تكون مكلفة من حيث الجنود والأسلحة. فى العام 2011 مثلا بلغ الانفاق العسكرى فى يوغندا «1.2» مليار دولار امريكى، وترى الصحيفة ان يوغندا ستجني فوائد كثيرة من هذا التدخل منها الشهرة والهيبة على الصعيد الإقليمى والدولى، كما أن مغامرات الجيش اليوغندي قد جعلت موسفيني حليفا استراتيجيا للولايات المتحدةالامريكية فى حربها ضد الإرهاب الامر الذى اكسبه المزيد من الدولارات على سبيل المثال فان «17%» من ميزانية الدفاع فى يوغندا هى من شركاء دوليين إلا ان فى حالة جنوب السودان فان الفوائد لن تظهر على المدى القريب خاصة وأن سوزان رايس ورئيسها باراك أوباما والذين يملكون مفاتيح خزائن موسفينى العسكرية يفضلون الحل السلمي على الحرب. وترى الصحيفة ان تجربة إرسال قوات الى بلد دون تفويض واضح المعالم ليس بسابقة لموسفيني والذي أرسل قواته للصومال وهو عمل أحادى تبناه الاتحاد الإفريقي فيما بعد وبالرغم من فشله في الصومال إلا أن موسفيني قد حصل على المجد والشهرة والنفوذ الإقليمي، وعليه فإن في حال نجح في مهمته بدولة الجنوب فإنه سيصبح القوة الإقليمية العظمى والقائد الأعظم. Clojure Docs: Returns non-nil if nums are in monotonically decreasing order, otherwise false. →