قبل أيام قلائل كتبنا في هذه الزاوية عن المعدات الطبية في العديد من المرافق الصحية وعدم ملاءمتها للمواصفات العالمية وقلنا لابد من وجود آلية لفحص معايرة هذه الأجهزة الطبية حتى لا تهدر أرواح المواطنين بسبب تردي هذه الأجهزة الطبية، وان كانت الخرطوم وهي العاصمة القومية للسودان تعاني من تردي هذه الأجهزة الطبية فلكم إن تتخيلوا ولايات السودان الاخرى التي تفتقر للموارد ولكم أن تتخيلوا حال أهلنا في الأرياف البعيدة الذين يأتون لعاصمة ولاية ما من اجل العلاج، لكم أن تتخيلوا حال طفل مريض يفشل الأطباء في مداوة آلامه لعدم معرفة ما يعاني منه، وهكذا هو الحال في ولاية سنار التي ذكر واليها أنها تعاني بشدة في الأوضاع الصحية إلى جانب عدم وجود كادر طبي بسبب هجرة الكثيرين للدول العربية، وبعد أن تطرق والي سنار إلى عدم وجود بعض الفحوصات الطبية بسبب انعدام أجهزتها قال لبرنامج المحطة الوسطى في قناة الشروق إنهم يبحثون عن المزيد من الأطباء للعمل في ولاياته، ولكن مداخلة احدى طبيبات سنار غالطت حديث الوالي وهي تقول عبر مداخلة هاتفية إن الكثير من الأطباء العموميين ونواب الاختصاصيين تقدموا لشغل وظائف في مستشفيات سنار ولكنهم لم يوفقوا في ذلك، وأدهشتني إجابة الأخ الوالي وهو يقول لها «نحن أي زول بجينا ما بنرجعه» فهل ينتظر والي سنار الأطباء ليأتوا للتقديم دون إعلان مسبق؟أم يريدهم إن يأتوا بشهاداتهم بحثًا عن العمل في ولاياته التي اعترف هو شخصيًا بنقص الكوادر الطبية حتى «لا يرجعهم فاضين»؟ إن ولاية سنار تعاني بشدة ليس في المجال الصحي وإنما في العديد من المجالات التي ذكر الوالي بعضًا منها ولم يذكر الاخرى، وقبل أيام فقط تناولت «الانتباهة» المشكلات الكبيرة التي تعاني منها لجنة الاختيار في سنار ونقلنا إفادات الكثير من الخريجين الذين يحملون شهادتهم دون إيجاد فرص عمل ومن المؤكد أن بين هؤلاء أطباء حسب حديث الطبيبة التي اتصلت لبرنامج المحطة الوسطى وقالت إنها وغيرها من الأطباء يبحثون عن الوظائف والوالي يقول «البجينا ما بنرجعه». إن سنار تحتاج للكثير من العمل حتى يجد المواطن فيها الخدمات الأساسية كما أنها تحتاج للكثير من المراجعات من قبل المركز حتى يجد أبناؤها من خريجي الجامعات المختلفة فرصهم في العمل وفي مقدمتهم الكوادر الطبية حتى لا تفضل الهجرة للخارج.