الزائر الى مستشفى سنار يرى حجم التردي الكبير في الخدمات الصحية ومستوى النظافة، مما يسبب عدم توفر عناصر الامان للمتلقي للخدمة، فلم يشهد مستشفى سنار من اسباب الفوضى والاهمال الصحي واللا مبالاة وعدم الاكتراث كما يشهدها هذه الايام، وتحديدا في قسم الطوارئ. وطبيعي ان ترى المرضى يعانون ويلات الالم في اخطر اقسام المستشفى وفي الطوارئ، وليس بغريب اذا وجدت كل عناصر التيم العامل قد سجل غيابا بحجة عدم تجهيز وجبة الافطار من قبل ادارة المستشفى. «الصحافة» كعادتها دوماً كانت في موقع الحدث قبل ساعه الافطار، كل الغرف الخاصة بالكوادر الطبية مغلقة تماما، معمل الفحص، غرفة الطبيب، الصيدلية. ولم نجد الا مرضى واسرهم وحالات اغماء وصلت حديثا لم تجد من يسعفها، والتقينا باحدهم حامد الخير قال لنا: «من يتحمل مسؤولية غياب الاطباء ومعاونيهم، ولم نتناول طعام الافطار واتينا مسرعين لاسعاف مريضنا فلم نجد احدا، وذهبت الى ميس الطبيبات فرفضن الحضور معي قائلات اليوم على طبيب وليس طبيبة، ولنفرض ان هناك حادثا قد حدث امام المستشفى فمن يسعف المرضى» ويمضي الخير في حديثه قائلاً «الأسوأ من ذلك ان الاطباء فى هذا القسم تحديدا يمتنون على المرضى، ذاكرا ان احد الاطباء قد قال له ذات مرة اشكونى الى من تشاءون ما فارقة معانا، مرسلا رسالة للمسؤولين لتحسين اوضاع الاطباء ليقوموا بواجبهم ليكونوا تحت طائلة المساءلة». المواطنة ريهام بابكر شكت من مصطلح مجانية العلاج الذى يجعل المرضى فى نزاع مع الاطباء وقال إن الادهى والامر عدم وجود علاج مجانى للطوارئ اسوة بكل مستشفيات السودان في ولاية تتفشى فيها الامراض الوبائية كالملاريا التى تشكل نصف الحالات القادمة للمستشفى، وتمدد فيها مرض التايفود لعدم توفر مقومات الصحة العامه وانعدام مياه الشرب النظيفة. المواطن عثمان التيجاني قال مقاطعا: الزائر للمستشفى يجد رداءة في نوع الخدمة المقدمة، وقلة الكوادر المدربة رغم ارتال الخريجين الذين يبحثون عن عمل، فالفحص لوحده يكلفك الانتظار لأكثر من ساعة. حملنا اوراقنا واسئلة المواطنين واتصلنا بأحد الاطباء الذي فضل حجب اسمه، قائلا إن هناك نقصا حادا فى الاطباء، فلا يعقل ان يقابل طبيب واحد كل هذا الكم الكبير من المرضى، خصوصا فى ظل استقبال اعداد كبيرة من المرضى خارج اسوار المحلية، ومن كل الجهات بما فيها مستشفى عاصمة الولاية، مطالبا بتوفير بيئة العمل للاطباء من استراحات مجهزة بالكامل، كما ذكر أن هنالك عجزا فى الادوية المنقذة للحياة، وذكر ان الاختصاصيين لا يعطون صغار الاطباء خبراتهم، مما تسبب فى امتناع الكثيرين عن العمل فى سنار اسوة بمدن اخرى مثل مدينة شندي في ولاية نهر النيل. أخيراً ثبت ان الادارة العلمية المتطورة هى اساس حل مشاكل المؤسسات الحكومية واعطائها دفعات نحو الازدهار والتقدم، ومستشفى سنار احدى هذه المؤسسات التى يجب ان تستخدم هذا الاسلوب، فالإدارة الناجحة تمثل رأس الرمح، فعلى مدى التاريخ كان الاطباء يتفانون في خدمة مرضاهم ويسهرون على راحتهم ويحيطونهم بالعناية الكاملة براً بقسم غليظ حلفوه واحدا تلو الآخر.