كبير هو التحدي الذي تواجهه المرأة في أيامنا هذه؛ فبالرغم من أن ديننا الحنيف وبشهادة الغرب ومنذ قرون، حفظ للمرأة حقوقها كافة إلا أننا نجدها اليوم تعاني في مختلف المناحي، ونحسب أن كل ذلك لأننا وبمرورالزمن؛ بعدنا وتناسينا وغفلنا وغرقنا في أشياء كثيرة كان نتاجها أن أصبحنا نعاني وأصبحت المرأة تعاني. وعندما تتضامن المرأة العربية مع أخواتها، وعندما يتم التنسيق فيما بينهن للوقوف مواقف موحدة وحاسمة في وجه مجريات الأمور في الوطن العربي والتي غالباً ما تأتي على حساب المرأة وأن يتم نشر الوعي بقضايا المرأة حتى يدركها أولو الأمر ويعملون على معالجتها لهو شأن كبير يجعلنا نأمل الخير فيما يأت منه.. اجتمعت المرأة العربية على أرض السودان في حلقة واحدة ناقشت ونقحت رؤى وأفكاراً تسعى لتنفيذها ورعايتها؛ فكان اللقاء أملاً وفرحة. ففي اتحاد المرأة وتضامنها تضامن واتحاد للوطن العربي كله... نأمل أن تكلل كل المساعي والجهود بالنجاح وأن تحقق المرأة ما لم تتمكن من تحقيقه من قبل، أن تكون قدوة لغيرها، أن تعتز بدينها وبنفسها وببلادها.. والمشوار طويل ويبدأ بخطوة وها هي الخطوات الأولى، ونأمل أن تستمر الخطى وبثقة.. اللقاء كان جيداً حفاوة وتنظيماً لفت نظر الضيوف الكرام، وكم نتمنى أن نكون دوماً عند حسن الظن وقدر العزم؛ ولكن بقدر ما سعدنا بالتنظيم وبداية البرنامج النهاري بقاعة الصداقة عند اجتماع المجلس الأعلى السادس للمنظمة العربية بالخرطوم.. لكن.. لا أدري ما الداعي لوجود أجنحة عطور سودانية في المعرض المصاحب لجلسة الاجتماع، إذا أمنا على وجود كتب ولو كنا نأمل فى مساحة أكبر من مجرد زاوية داخل جناح، ماذا لو كان جناحاً كاملاً لكتب عن المرأة سودانية وعربية ودراسات عن المرأة.. والشيء الآخر الذي لم يوفق فيه كان شكل الضيافة في الاستراحة عقب الجلسة، والأسوأ منه كان التعامل معه من تدافع لا يليق بالمرأة.. وازدحام غير مبرر. فلا يليق أن يتدافع ويتكدس أهل البلد قبل الضيوف وبهذا الشكل المخجل! وبقدر ما أفرحني التجمع واللقاء داخل الصالة، أحزنني المنظر خارج القاعة الرئاسية.. فلتلغ وجبة الاستراحة إذا كانت تقلل من صورتنا أمام الآخرين... وإذا لم يكن ذلك فلا تكرروا شكل هذه الضيافة!