إذا ما اختفي الأمن من الأرض.. لم يعد لوجود الإنسان قيمة ولا لوجود الدولة قيمة.. فلما يعلو الشر ويرحل الأمن تتساقط شرفات الدولة.. ويحل الموت والهلاك.. وينفرط عقد الأمان والاطمئنان.. فتتحول الدنيا إلى غابة وحوش.. القوى فيها آكل.. والضعيف مأكول.. يبقى الإنسان أرخص وأحقر مخلوق على الأرض.. ويسقط عنه التكريم.. الذي خصه به الله تعالى.. فرسالة الإسلام.. إرساء العدل.. وبسط الأمن.. فالإنسان أياً كان دينه ومعتقده.. فدمه حرام.. إلا بالحق.. وماله حرام إلا بالحق.. فبسط الأمن وإرساء قوائم العدل.. مسؤولية الحاكم «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» فالبطانة الممتدة ما بين محليتي أم القرى وشرق الجزيرة.. لم تعد تعرف الأمن والأمان فالنهب المسلح.. بسط قوته وشهر سلاحه.. فأشاع الذعر والخوف.. في قلوب ساكنيها.. «عصابات» مدججة بالسلاح تخصصت في سرقة (البهائم ).. على ظهور سيارات ذات دفع رباعي.. يمارس هؤلاء اللصوص.. النهب و(القلع) ليلاً ونهاراً.. (مجموعة) آبقة من شذاذ الآفاق.. بقوة السلاح.. ينهبون فلا يجدوا (دولة) تتصدى لهم.. فأصبحوا (دولة) لقرصان.. يحكمون فيافي البطانة.. (دولة داخل دولة) وفي عقولهم حكايات لأيام (هنبته) تروي.. مجموعة من ضعاف النفوس الأشرار.. يأخذون أموال الغير عنوة.. وطرف آخر في مسرحية (الهنبته) يؤدي دوره في مسرح الجريمة.. هو جماعة (السالف) الظاهرة التي هي أشد خطراً.. من النهب والسلب.. تلك (الظاهرة) التي تم القضاء عليها.. عادت مرة أخرى.. نوع من أنواع (القرصنة) وصلت الأموال المطلوبة إلى (20) مليوناً.. لعدد (8) خرفان.. فالهنبته تدخل في دائرة (الإرهاب).. والنهب المسلح.. هو الإرهاب بعينه.. بالتأكيد أن تأخر (الدولة) بعودة (الأمن) سيجعل (المواطن) يغتني ذات السلاح.. الذي يحمله اللصوص.. سيتسلح أصحاب البهائم (بالكلاشنكوف) ذات السلاح الذي يحمله شذاذ الآفاق.. فتصبح البطانة بؤرة مشتعلة.. (دارفور) أخرى... وأظن أن المواجهات التي وقعت بين اللصوص وأصحاب (البهائم) والرعاة ناقوس خطر يقرع في البطانة.. و(السيارات) الموجودة الآن في مركز رفاعة.. إشارة إنذار.. بانفلات الأمن.. فالدولة. اتحادية أو ولائية هي المسؤول الأول عن (الأمن ).. أمن لحياة المواطنين.. تحمي أرواحهم.. وممتلكاتهم.. لها مطلق السلطات عندما يختل الأمن.. لها حق إعلان حالة الطوارئ.. نعم الطوارئ إذا أصبح الإنسان غير آمن في (سربه) فقرى البطانة.. (تائبين) والقلعة البيضا والوحيشات والفولة.. وشرق جبل (اللبايتور) وغيرها من القرى أصبح يلفها ليل الهمبته ونهار السالف وباختصار.. فإن البطانة. لم تعد تحكمها (حكومة) بل يحكمها (قراصنة) البهائم.. الذين جعلوا من مناطق تنقيب الذهب.. سوقاً للأموال المسروقة.. الذين طغوا في البلاد.. فحق على الحاكم.. أن يعلن الحرب عليهم.. ليقطعوا من خلاف.. حتى يكونوا عظة لكل مجرم أشر.. فالمطلوب من الدولة.. أن تعلن حرباً على هؤلاء الأشرار وإلا ستكون البطانة مرتعاً للمجرمين.. وغابة يحكمها قانون الغاب.. فالنار من مستصغر الشرر. محطة أخيرة: تعدو الذئاب على من لا كلاب له. الضربات القوية تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد.