ويبقى الجنوب كعادته دائما مقبرة للطغاة وألأنظمه الغبيه! تاج السر حسين [email protected] سمعنا من قبل بدموع التماسيح .. لكنا لم نسمع عن أفاع تبكى أو عقارب تنتحب .. تسبب (الأفاعى) فى فصل جنوبنا العزيز عن شماله – لا بارك الله فيهم – وظنوا بذلك الفعل الأجرامى قد استراحوا وخلى لهم وجه الشمال ومواطنيه لكى يفعلوا بهم ما يشاوؤن. فالجنوب عندهم يتكون من أغلبيه مسيحيه ووثنيين لذلك الخلاص منه أرحم، أما الشمال فأغلبه من المسلمين، وكأن اهل ذلك الشمال بايعوهم تحت شجرة الذقوم على (أسلامهم) الذى لا علاقة له بالأسلام أو بأى دين من الأديان السماويه. فدينهم الكذب والخداع والفساد والخبث والمكر والتآمر، وفى دينهم الذى لا علاقة له بألأسلام تفشت الجهويه والقبليه والواسطه والمحسوبيه والنفاق.. وفى دينهم (التمكين) مشروع بكل السبل، اذا تحقق عن طريق الفساد والرشوه أو عن طريق النهب والسرقه أو عن طريق الأحتكار، فعن أى (ميل) أكثر من هذا يتحدث (الضار) الباكى؟ هؤلاء الأغبياء الأرازل مجروحى الذات لا يقرأون التاريخ واذا قرأوا لا يستوعبون الدروس، لذلك لم يفهموا أن جنوبنا العزيز ظل دائما مقبرة للحكام الطغاة وللمستبدين وللأنظمه الغبيه. ولذلك لم تنفع حروب الأباده لعشرات السنين فى تركيع الجنوبيين مثلما لم ينفع الغش والتدليس والخداع ولا الجهاد (الزائف)، وفشلت سرقة البترول فى وضح النهار، بدلا من التفاهم والوصول الى حلول موضوعيه ومنطقيه، وقد كان لنا شرف السبق فى الكتابه عن تلك الحلول التى تحدث عنها شيخهم (الترابى) فى آخر لقاء له على قناة ال (بى .بى.سى)، وهى أن يحتكموا للأتفاقات وخبرات الدول التى يمر عبرها بترول دولة أخرى وأن يعرفوا منها كم تحصل على البرميل كرسوم عبور لا كمشاركه. وقلنا يومها أن التعنت والأصرار على الظلم والبلطجه و(الهنبته) سوف تكون نتيجته خروج الشمال خاسرا، فالبترول فى باطن الأرض اذا تأكد وجوده لا يقل ضمانا عن صك يصدره أى بنك يحظى بسمعه ممتازه. والجنوب بعلاقاته الجيده مع المجتمع الدولى سوف يجد الدعم المادى بضمان بتروله الذى يستخرج فى أى وقت من الأوقات .. للأسف كانت البطانه السيئه وكتيبة الأعلام المضلل، تزين للنظام الغبى تصرفاته وتوهمه بأنه بالضغط على الجنوب سوف يخرجه رابحا! و(يا الله موصوا خط الأنابيب وأشربوا مويتو) !! لكن أكثر ما يدهشنى هو (بكاء) الأفاعى والعقارب، ولا أدرى على ماذا كان يبكى (نافع)، الذى لم يفعل شيئا نافعا للسودان منذ أن وطأت قدماه الثرى. هل تذكر الشهيدين (مجدى) و(جرجس) فبكى عليهما يا ترى؟ أم بكى على 2 مليون جنوبى وأكثر من ربع مليون دارفورى وعشرات الآلاف فى الشرق والشمال والأواسط؟ أما بكى على كشوفات الصالح العام وملايين المشردين والنازحين واللاجئين والمهاجرين؟ وبعد أن مسح دموعه الكاذبه، عاد كما كان عقربا وأفعى سامه تنهش فى جسد المعارضه وتسئ اليها بقبيح الألفاظ وأتهم المعارضين جميعا بأنهم (مخمورين) .. وعلى الرغم من قناعتنا بأن هذا الأمر شخصى وذاتى ولا نحب الخوض فيه، الآ أن (الضار) أظنه لا يعلم بأن من بين المعارضين من لو رفع يده بالدعاء لأستجاب له ربه، وأظنه لا يعلم أن 75% من اتباع المؤتمر الوطنى وأرزقيته هم المخمورين لأنهم يحصلون على المال الحرام بغير حساب ومنهم من يعملون فى مؤسسات دينيه يفترض أن تكون لها قدسيتها مثل الهئيات التى تشرف على الحج والعمره.. فما أقبحهم وما اسوأهم من بشر. هذا الأفعى الضار لا يعلم ، أن ازلام نظامه الذين يجلدون البسطاء من ابناء القبائل التى كانت تتعاطى (المشروب) الشعبى بديلا عن الغذاء فى بلد متعدد دينيا ومتنوع ثقافيا، ولا يتعاطونه من أجل المتعه الذهنيه مثل ألخمر الغالى الذى لا يقدر على ثمنه سوى ازلام نظامه وحدهم الذين يجمعون المال الحرام من (الأتاوات) المفروضه على (ستات الشاى) و(الكسره)، والجلادون هم الذين يتعاطون على ذلك (الخمر) الأرستقراطى من الأسواق الحره فى مطارات العالم المختلفه وهم الذين ينظمون جلسات الأنس .. وما خفى أعظم! ظن ازلام النظام واهمين بفصلهم للجنوب العزيز قد ارتاحوا وهم لا يعلمون أن الجنوب فى قلوبنا ووجداننا ولن نتخلى عنه فى يوم من الأيام بوحده من جديد أو بعلاقات طيبه ومميزه على أقل تقدير، وذلك بعد أن يزول نظام الفساد والأستبداد ويذهب الى مزبلة التاريخ ويلحق قادته بأخوانهم من الحكام الطغاة. فالأنسان الجنوبى مواطن (أصيل) فى السودان الكبير، لا (دخيل) مثل زارف دموع العقارب والثعابين. آخر كلام:- مقاطع من قصيدة الشاعر (فاروق جويده). متى يفيق النائمون؟ شهداؤنا بين المقابر يهمسون.. والله إنا قادمون في الأرض ترتفع الأيادي.. تنبت الأصوات في صمت السكون... والله إنا راجعون تتساقط الأحجار يرتفع الغبار. تضيئ كالشمس العيون.. والله إنا عائدون شهداؤنا خرجوا من الأكفان.. وانتفضوا صفوفا ثم راحوا يصرخون: عار عليكم أيها المستسلمون.. وطنٌ يباعٌ وأمةٌ تنساق قطعانا ... وأنتم نائمون.. شهداؤنا فوق المنابر يخطبون . . . شهداؤنا في كل شبرٍ يصرخون : يا أيها المتنطعون.. كيف ارتضيتم أن ينام الذئب في وسط القطيع.. وتأمنون وطنٌ بعرض الكون يعرض في المزاد .. وطغمة الجرذانِ في الوطن الجريح يتاجرون أحياؤنا الموتى على الشاشات في صخب النهاية يسكرون .. من أجهض الوطن العريق وكبل الأحلام في كل العيون... يا أيها المتشرذمون.. سنخلص الموتى من الأحياءِ من سفه الزمان العابث المجنون .. والله إنا قادمون . . ا تسرعوا فى موكب البيع الرخيص فإنكم.. في كل شئ خاسرون لن يترك الطوفان شيئاً كلكم ... في اليم يوما غارقون تجرون خلف الموت..والنخاس يجري خلفكم.. وغداً بأسواق النخاسة تعرضون لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون .. كهاننا يترنحون...فوق الكراسي هائمون .. في نشوة السلطان والطغيان راحوا يسكرون .. وشعوبنا ارتاحت ونامت..في غيابات السجون .. نام الجميع وكلهم يتثاءبون.. فمتى يفيق النائمون..متى يفيق النائمون....؟