بحمد الله سبحانه وتعالى قد توفيت إلى رحمة الله سبحانه وتعالى وقد كان موتي خارج البلاد وما تدري نفس بأي أرض تموت وتوافد المعزون على القرية في انتظار الجثمان وظل الناس يتساءلون متى تصل الجنازة هلا هلا يا العمدة بعد ماك عمدة سموك الجنازة هكذا حال الدنيا كما قال المادح قديماً إتْلًّموا القبائل للمعازه بعد ماكُ ود فلان سموك جنازة.. وهكذا وصلت جنازتي للقرية وشيعها خلق كثير من مختلف القرى والمدن وذهبوا بي للمقابر على آلة حدباء محمول وجلس الناس كيمان ينتظرون تجهيز القبر وانفرد آخرون وجلسوا في وسط المقابر وبدأ الحديث أحدهم متناولاً سيرتي كمرحوم قائلاً يا جماعة المرحوم العمدة ده مبسوط ترك أموال وعنده عمارتين في الخرطوم إيجار الواحدة عشرة مليون بالقديم وفي عطبرة عنده عمارة كمان مؤجرة وعنده عربات ترحيل عطبرةالخرطوم المهم مروّ وأنبرى آخر قائلاً: طيب المرحوم العمدة جاب المال ده من وين عشان بنى عمارات قال له المتحدث يا أخي العمدة شديد طبعاً كان يأكل من الأحزاب وبعدين جاءت الإنقاذ وبقى مؤتمر وطني وإنقاذي كبير وهات يا لقف المهم من جايْ لا جايْ كون نفسو وهم يواصلون نادى المنادي يا جماعة قوموا القبر خلاص جهز والصلاة على المرحوم: وصلوا عليه كما قالوا صلاة لا سجود لها: وحمل بعضهم العنقريب عائدين إلى مكان الفراش.. وعلى البرش جلسوا كيمان يواصلون القطيعة بأنواعها وجلس أولئك الذين بدأوا الحديث فوق المقابر يواصلون الحديث عن شخصي كمرحوم وقال أحدهم كان يركب بوكسي آخر موديل ثم باعه وركب ليلى علوي وبعدها ركب عربية فاخرة نسيت اسمها وهكذا كان المرحوم تمساح كبير وبدأت وفود المعزين تتواصل للعزاء وجاء وفد الحكومة نواب السيد الرئيس والسيد والي الولاية وجمع من الوزراء والمعتمدين وجاء وفد حزب الأمة نيابة الإمام الصادق.. وجاء وفد الميرغني وهم يمدحون «مرحباً في مرحبا في مسهلا».. ثم كذلك وفد الحزب الشيوعي وحتى أحزاب الفكة أرسلت المناديب.. المهم كل الأحزاب جاءت لهذا العزاء لأنني كمرحوم كنت أغازل كل الأحزاب وكذلك جاء مشايخ الطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني وغير المدني ثم جاء وفد أنصار السنة ذلك لأن المرحوم كان منهم بحقيقة من كبار أنصار السنة وكذلك الصحف بأنواعها كتبت معزية.. وبعضها علق أن المرحوم كان كاتباً تحريرياً للاستراحات.. هكذا حال الدنيا رحلت: ولكنني في النهاية استيقظت من النوم ووجدت أنني كنت أحلم وأن كنت حلمان اليوم بهذه الموتة وبهذه الصورة التي نقلتها فإن الموت قادم ولا بد منه نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة وأنا اليوم أكتب لكم هذا وعمري «أربعة وثمانون عاماً» بمشيئة الله يعني قريب جداً من هذا الموت ودعناكم الله ودمتم سيداتي.. سادتي وكل عام وأنتم بخير وعافية.