كان ذلك الشيخ محمد الصديق طلحة زعيم قبيلة البطاحين وقائدهم بالتزكية في كل برلمانات السودان ، اشتهر من بين زعماء الإدارة الاهلية قائدا للاصلاح ودائما في حدود المناطق القبيلة واشتهر متحدثا في البرلمان في القضايا الوطنية، وكان نائبا في أول برلمان للسودان، فأبرز اسم الحزب الوطني الاتحاد ومن الزعماء الذين رافقوا الزعيم الازهري قائدا السودان، وطارد الاستعمار، ورافع علم السودان باسم الشعب، هذا هو محمد الصديق طلحة الراحل المقيم في كتاب تاريخ السودان وهكذا كحال المسيرة خلفه ابنه خالد ناظر القبيلة، وكان لسان ابيه وحاله في سيرته ومن شابه اباه فما ظلم أمة ،ودخل البرلمان نائبا عن أبو دليق وضواحيها ، وقاد قبيلته في هدوء ورزانة ، ولكنه لم تطول أيامه سنوات معدودات وذهب للقاهرة للعلاج من الداء الذي اصابه وادركته المنية، وهكذا اذا جاء اجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون، ونقل جثمانه بالطائرة ليتوسد ثرى أرض أبو دليق التي انجبته، ودُفن في موكب مهيب تنادت القبائل من كل انحاء السودان لحضوره، ونعاه رئيس الجمهورية كأحد زعماء الإدارة الأهلية وكانت الدولة حضورا بكل مؤسساتها ،حضورا لمراسم الدفن بأبو دليق، ونعته الشركات والمؤسسات الخيرية على صفحات الجرائد مشيدة بفضله ومواقفه، ونحن هنا باسم قبيلة الجعليين بدامر المجذوب وضواحيها بنهر عطبرة ونهر النيل وباسم أهله من قبيلة العالياب، وقد جاء وفد العالياب برئاسة الفاتح طيفور محمد شريف للعزاء بأبو دليق، ويقدم بعده وفد العمدة الحاج علي صالح كاتب هذه السطور معزيا وحضورا، وهكذا رحل خالد الصديق والرحيل مر، ولكن عزاؤنا أن القبيلة بعده اختارت ابنه ليكون عميدا وناظرا للقبيلة ، وهذا الابن تربى مع جده محمد الصديق طلحة، ونال من تلك التجربة.. نسأل الله أن يوفقه للهدى والطريق المستقيم في قيادة أهله وعشيرته بمثل ما كان يفعل جده ووالده، وهكذا اجدني هنا مع البطاحين اتمثل بقول الشاعر العربي الفرزدق وهو يفتخر بمواقف اباءه قائلاً: أولئك آبائي فجيني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع ويقولون قديما» إن حواء والدة « ولكنها لم تلد مثل محمد الصديق طلحة، ذلك الزعيم الفذ المتواضع الذي يجلس على الأرض مع أهله، يحل مشاكلهم على فنجان من الجبنة. وحينما يكون بينهم لاتفرزه منهم ؛ لبساطته في لبسه المتواضع، وتراه حينما يجلس في أبو دليق في مبناه (الصراية) يقف بين الضيوف.. مرحبا حبابكم عشرة. هذا الشيخ هو والد الراحل خالد والذي كان على دربه حتي رحل، نسأل الله له الرحمة والرضوان، وأن يسكنه فسيح جناته أنه سميع مجيب والعزاء مرفوع لكافة البطاحين بأبو دليق،ودار السلام، والجزيرة وجميع السودان ونسأل الله التوفيق لابنه من بعده، ولكم جميعا بعد التحيات الطيبات والسلام من العمدة الحاج علي صالح عمدة نهر عطبرة كاتب هذه السطور للذكري والتاريخ والسلام.