دعا وسطاء الإيقاد في نزاع جنوب السودان على هامش القمة الإفريقية إلى نشر مراقبين لتطبيق اتفاق وقف العدائيات بين الأطراف المتناحرة فوراً، بينما تخشى الأممالمتحدة من تفشي الكوليرا وأمراض أخرى في مخيمات النازحين. وحث الموفد الخاص لجنوب السودان سيوم ميسفين قادة دول شرق إفريقيا أمس على التأكد في ظرف «48» ساعة من إقامة آلية متابعة وتحرٍ في جنوب السودان تسمح بتسهيل دخول الآلية بكاملها حيز التنفيذ سريعاً وتدريجياً. ودعا الطرفين إلى التأكد من الانسحاب التدريجي لقواتهما من خط الجبهة. وقال ممثل الأممالمتحدةبجنوب السودان هايلي مينكيريوس مخاطباً قادة الإيقاد وطرفي النزاع، إنه يجب أن تتلقى فرق المراقبين الدعم السياسي واللوجستي الضروريين وتفويضاً بلا قيود للوصول إلى كل مناطق البلاد. ومن جانبه حذَّر المبعوث الأميركي دونالد بوث الذين يحاولون نسف عملية السلام، وقال إن عليهم أن يعلموا أننا نراقب جميعاً، وأن الذين يحاولون أن يلعبوا دور المخربين سيتحملون العواقب. إلى ذلك ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن النازحين في جنوب السودان يخشون العودة إلى منازلهم خوفاً من اندلاع أعمال العنف مرة أخرى، رغم استعادة القوات الحكومية السيطرة على ولاية أعالي النيل النفطية. وأشارت الصحيفة إلى أن آلاف النازحين تحصنوا في كاتدرائية القديس يوسف في ملكال، بسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، وهم يعانون من الجوع والعطش، ورهنوا العودة بتوقف القتال عدة أشهر، رغم اتفاق الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار. وحذَّرت الأممالمتحدة من تزايد أعداد النازحين بسبب النقص الشديد في المواد الغذائية والطبية، فضلاً عن انتشار الأمراض، مشيرة إلى أن تدهور الوضع الأمني يعيق وصول فرق الإغاثة والمساعدات إلى النازحين. وأوضحت الصحيفة أن هناك «27» ألف شخص يعيشون في مخيمات الأممالمتحدة في ملكال، والمكان أصبح مزدحماً جداً، مما أدى إلى مشكلة نقص شديد في دورات المياه، الأمر الذي يهدد بتفشي الكوليرا وأمراض أخرى في المخيم، وفقاً للرئيس الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة بالجنوب. وأعلنت اليونسيف وفاة نحو «30» طفلاً بسبب انتشار الحصبة في مخيمات النازحين في بور.