قبل سنوات عديدة كان السودان يمتلك اسطولاً للنقل البحري اسهم بصورة كبيرة في حركة المواطنين من السودان الى الاراضي المقدسة، حيث كانت شركة الخطوط البحرية من اضخم الشركات واجودها ولكن هذه الجودة تلاشت بمرور السنين لتدخل شركات اخرى تحاول تقديم خدمات ملاحية افضل، وفي العام الماضي طفحت للسطح مشكلة في نقل حجاج بيت الله في ذهابهم وكذلك في ايابهم بعد اداء مناسك الحج، ولم تكن تلك المشكلة محصورة في النقل البحري فقط ولكن لكثافة الحجاج الذين يفضلون ركوب البحر لقلة تكلفته اخذت تلك القضية حيزاً، وتكررت نفس المشكلة ولكن بحجم اقل في نقل المعتمرين لهذا العام، وتطرقت «الانتباهة» لهذه القضية بعد وصول بعض الشكاوى من المعتمرين، ويبدو ان الجهات القائمة بأمر التفويج للحج قد استفادت كثيرًا من تلك العقبات مما جعلها تسند امر ترحيل حجاج بيت الله من السودان الى شركة نما سونا والتى نجحت حتى الآن في نقلهم عبر مواعينها البحرية التى اعدتها لهذه المهمة دون عقبات تذكر وتم تفويج الدفعة الاولى فى العاشر من ذي القعدة وبلغ عدد الافواج عشرة افواج ضمن رحلاتها الاولى وغادرت متجهة الى المدينةالمنورة ويبلغ عددهم «9350» حاجًا وتواصل ذات الشركة رحلات لتفويج خمسة آلاف حاج اخر الآن الى مكة بحسب حجم حجاج هذا العام البالغ عددهم «14350» حاجًا، ويرى المدير التنفيذي لشركة نما سونا فاروق الطاهر فضل عثمان ان الازمة السابقة حدثت بسبب عدم تنسيق الوكالات مع الشركة وضاعفت مشكلات الطيران الأزمة، واتجه المسافرون الى البحر واشار فاروق ل«الانتباهة» الى معاناة اخرى من نوع طارد تواجه شركات الملاحة مع الموانئ السودانية وهي تتعلق برسوم الموانئ الضخمة المفروضة عليهم، وقال ان رسوم رسو الباخرة لليوم الواحد تترواح بين سبعة وثمانية الاف يورو، مشيرًا الى الزامهم بالدفع بالعملة الصعبة للموانئ فيما يرى مراقبون انه لا يمكن ان تحدث عملية التطوير للموارد المالية للدولة بخلق فواتير ضخمة طاردة لأصحاب السفن من السودان وهم ينقلون الركاب لا البضائع، والمعتمرين والحجاج الى بيت الله الحرام، فيما طالب بعض اصحاب الشركات الملاحية سلطات الموانئ بتخفيض الرسوم مقارنة بموانئ الجوار مثل ميناء جدة ومصر وغيرها من الموانئ وقالوا ان رسو الباخرة ليوم واحد بميناء جدة يكلف «2500» دولار ، وفي موانئ مصر «1500» دولار وهذا اقل بكثير من رسوم الرسو في ميناء سواكن، فيما أشار المدير التنفيذى لشركة نما سونا للملاحة عن امكاناتهم الكبيرة والتى تتعلق بدخول الشركة فى مجال الطيران بشركة نسما للطيران وربط مصر بالسودان بالبواخر بنقل الركاب ودخولهم فى المجال الزراعي في المرحلة المقبلة، مؤكدًا ان خطتهم تسير نحو الإسهام فى دورة الاقتصاد الوطني داعيًا الدولة الى ايجاد حل لمشكلة رسوم الموانئ الضخمة وعملية دفع الرسوم من جهة بالعملة الصعبة موضحًا ان شركتهم وغيرها من شركات الملاحة تعمل لتقلل معاناة المسافرين بحرًا من المعتمرين والحجاج كل عام، وتعتبر شركة نما التي تأسست في العام 2005م من الشركات التي شهدت تطورًا بحسب متطلبات العمل لتواكب النمو الاقتصادى في السودان، ودخلت في شراكة مع شركة نما العالمية السعودية بنسبة 50% وهي تمتلك الآن أكبر اسطول في السودان وتمتلك كذلك اكثر من ستة وستين فندقًا في مكةوالمدينةوجدة لراحة حجاج بيت الله.