كَمَدَ الشيء بمعنى أدخله في شيء آخر .. يقولون الكَمْدَة بالرَّمدة يعنون به الدواء الناجع إذا دخل البطن أو الكي سريع المفعول .. كَمَد الضريرة أي ذرها في الرأس (وهي من طقوس الزواج في السودان خاصة في شماله) .. الانكماد في الشيء يعني الدخول فيه .. يقولون : انكمد جُوّه البيت .. يقول المتجهجه الأممي مادحاً العرّوب : يا العروب سلام راكبين سَرِج عَنّافي ضاربين الخَلا وسارحين وِهاد و فيافي شاربين الهبوب البِسري هبّها صافي ما بنكَمْدوا في الحافلة ام هواياً مافي و كَمَدَ هذه (فصحى شديدة الفصاحة ) .. كمّد العضو سخّنه بوضع الكِمادة عليه .. وتسمّى عندنا بالمكمّدات (الباردة والساخنة ) و تشتهر المكمّدات الباردة عند الاصابة بالحمّى (أم برد) أو غيرها .. أمّا الكَمُودة فهي حق (حق الكمودة) أو غرامة يدفعها من يجرح شخصاً بدلاً عن العلاج . الكَمَد : في الفصحى هو أشدّ الحزن .. أو هو الحزن المكتوم .. يقولون : (فلان مات كَمَد الحُبارى) .. يعني ميّت كمد ..قال أبو الأسود الدؤلي : يزيدٌ ميّتٌ كَمَد الحُبارى إذا ظُعِنَتْ أميّةُ أو تُلِمُّ وكذلك في عاميتنا السودانية .. نقول فلان مات كمد أو مكتول كمد .. معروفة .. مثال لذلك قصيدة يزيد بن معاوية التي يغنيها الكابلي : و أمطرت لؤلؤاً .. التي يقول فيها : سألتها الوصل قالت: لا تَغَرّ بنا من رام منّا وصالاً مات من كَمَدِ فإذا تأملت عزيزي القارئ هذا البيت جيداً لوجدت أنّه (بيت بكا) على الماهية ، لذلك : إذا رمت منها وصالاً ... تكون بتحلم ساااكت أو مهضرب ، فهذا مجرد طيف عاابر، (و ما الطيف إلا ما تريه الخواطر) ، فإذا ما (جاكَ طيفا طايف) فما عليك إلا أن تضع يديك علي قلبك و تردد بحسرة (يا قلبي يا المكتول كمد ... تِرن تِررن)... و بس . القاموسنجي