نبهني صاحبي أن لساني أبو سبعة أمتار،ربما يحرمني من بعض المزايا العينية والمادية التي ينعم بها الشعراء في الوطن المتأرجح، قلت لصاحبي:أولا أنا لست شاعرا ، ولم يحدث أن وضعت نفسي في هذه الخانة من قبل ولن يحدث ذلك على الإطلاق ,ولست في حاجة إلى مثل هذه المميزات التعيسة ،المهم فهمت من كلام الزول اللئيم أن صاحبتنا وزارة الثقافة السودانية تقوم هذه الأيام بتكريم الشعراء ( يتبعهم الغاوون )،ضمن أمسيات غنائية في عموم الوطن وخلال هذه الأمسيات، يحظى أصحابنا بمزايا من قبل الشركات الراعية للاحتفالات ، قلت لصاحبي .. طيب أنا مالي ومال هذه التظاهرات الثقافية ؟ الرجل طبعا اعتدل في جلسته ووضع قدم فوق الأخرى ومخمخ بكباية شاي،وقال ( انتا زول متمرد وما بعجبك العجب ولا الصيام في رجب وصدقني لو فكرت وزارة الثقافة عشان تكرمك وللا تديلك وسام من الدرجة العشرين،حتنط نطة واحدة متل زعيط نطاط الحيط )، في هذه اللحظة فارت براكين الحماقة في دماغي الخربان، وقلت للرجل ( يازول يكرموني علشان إيه وليه )؟ أنا لا أريد تكريما من أحد ولا جهة معينة..،ولأن صاحبي رجل ( لتات ) وكثير الكلام فقد قال بالحرف الواحد أن الوزارة إياها قامت بتكريم فلان وعلان من الناس في الأمسيات الفنية، الحصل يا جماعة الخير قلت لصاحبي أن هذه الوزارة هي نفسها التي سبق وان نظمت معرض الخرطوم للكتاب وفي اثنتين من دورات هذا المعرض التعيس تم اكتشاف إصدارات مسيئة للصحابة رضي الله عنهم ولأم المؤمنين عائشة بنت أبو بكر رضي الله عنهما وكان مصدر هذه الكتب الخبيثة والضالة إيران ولا غيرها ،وللأسف لا اعرف في أي عهد من الوزراء حدثت هاتين الواقعتين ، ثانيا العالم لا يحتاج في الوقت الحالي إلى دادة ( ثقافية ) أو (إعلامية) وفي الغرب والدول المتحضرة لم تعد هناك وزارات للثقافة والإعلام ولا يحزنون ، واعتقد أن دولة قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي وضعت وزارة الإعلام على مزبلة النسيان ، ولكن ( عندينا ) وفي بقية الدول العربية لا زالت وزارتي الإعلام والثقافة تحاولان صياغة وجدان البشر ، لكن في زمن الفيسبوك والانترنت استطاع المدونون الخروج من نفق الإعلام الموجه الذي يكيل المديح للحاكم وينطلقوا ..من حصار المواد الجامدة والمعلبة التي تبثها الفضائيات التي تشرف عليها وزارتا الإعلام ، وحتى نكون واقعيين ادعوا من كل قلبي( المكتول كمد ) أن يتم إلغاء وزارتي الإعلام والثقافة لأنهما عبء كبير على ميزانية الدولة الرشيدة ، أقول قولي هذا لأننا لسنا في حاجة إلى دادة إعلامية أو ثقافية لتوجيهنا ، لأن زمن التوجيه كان زماآآآآن ، زمن يا آمي يا داده , والبرامج المفصلة حسب عباقرة النظام .بركاتك يآآآآآآآآ . وللا بلاش .