تخيل عزيزي القارئ وأنت تقف أمام موظف أو موظفة أو مسؤول في أي من المرافق العامة لكي يؤدي واجبه نحوك في أي من المهام التي تقصدها، فيرن جرس موبايله وانت واقف أو جالس.. فيتكلم سعادته بالوقت ليس بالقصير.. ما أكثر مثل ذلك السلوك الدخيل الذي يؤذي الكثيرين، بل أنه خصم على وقتهم وحقوقهم. وفي لقطة أخرى تخيل أمرأة أو رجلاً أو شاباً وشابة يتناول أي منهم قضايا عائلية أو أسرية تخصه وبصوت مسموع في مركبة عامة «ويشر الغسيل داخل تلك المركبة» الشيء الذي يؤذي السامعين ويحشدهم في ما لا يخصهم. وتخيل في لقطة ثالثة نغمة موبايل ترن فجأة والمصلون في حالة خشوع، وهي نغمة شاذة أو حتى عادية. وتخيل في لقطة رابعة وخامسة وسادسة الكثير من التعامل بالموبايل بسلوكيات تؤذي حتى حرمة الميت كالتي تحدث في المقابر والأمثلة كثيرة. ذلك كله مما يحتم على شركات الاتصالات في البدء والتربويين خصوصاً في المدارس الذين يعلمون النشء فيها مكارم الاخلاق ومن بعدهم اجهزة الإعلام والوسائط على مختلف تخصصاتها وفنياتها، أن يتنادى الجميع على موجهات وضوابط لآداب استخدام الموبايل.. ذلك الوافد الذي اصبح كالماء والهواء ونحن لنا في قيمنا وديننا وأخلاقنا ومثلنا ما يجعلنا نقول اننا في حاجة ماسة للتوافق على آداب استعمال الموبايل بما لا يؤذي الغير أو ينقص من حقوقه.. وفي مقدمة المعنيين بالأمر شركات الاتصالات التي تجني زبدة الفوائد، فما احراها بتبني تلك المشروعات. غلطان ولا برضو أقول: و«أنا مالي»!!