بدلاً من أن يعتذر للشعب الليبي وللشعب السوداني عن علاقته الوطيدة بفرعون ليبيا الذي كاد للسودان وأثّر على مسيرته السياسية منذ أن جثم على أنفاس ليبيا منذ أكثر من 04 عاماً طالب السيد الصادق المهدي المجلس الانتقالي الليبي بالتحقيق حول مقتل القذافي!! عجيبٌ أمرُ هذا الرجل الذي بِتُّ أخشى من أقواله وتصرُّفاته بأكثر مما أدهش وأستغرب!! بالله عليكم ما هي صفة الصادق المهدي الرسمية التي تخوله بتقديم ذلك الطلب للمجلس الانتقالي الليبي وهب أنه يحتل موقعاً رسمياً مثل رئيس الوزراء أو وزير الخارجية.. هل يجوز له أن يفعل ذلك ومن فعلها غيره؟! ثم ألا يؤكد هذا التصرف من الإمام الصادق أن ثمة علاقة خاصة كانت تربط بين الرجلين سيما بعد أن أكد عبد الله زكريا الرجل الذي يحمل في جعبته الكثير من الأسرار من خلال اطّلاعه على الملف الليبي في السودان.. أقول بعد أن أكد عبد الله زكريا العلاقات المالية المشبوهة بين المهدي والقذافي والتي أكدتها تلك الرسائل المتبادلة بين مريم الصادق المهدي داعية حقوق الإنسان وحرية التعبير والتحول الديمقراطي وبين عائشة القذافي بنت الأكرمين التي وُلدت مثل صديقتها مريم وفي فمها ملعقة بل «كوريق» من الذهب؟! طبعاً السيد الصادق المهدي بمقامه السامي يحفظ للناس مقاماتها إذ لا يمكن ولا يجوز أن نقارن بين دم القذافي «الملكي» ودماء عشرات الآلاف من «جرذان» الثورة الليبية!! فالقذافي وابنته عائشة مثل الصادق المهدي وابنته مريم نوع آخر من البشر يحق لهم قتل الجرذان بدون أن يُساءلوا، أما الثوار بدمائهم الرخيصة فلا يستحقون إجراء تحقيق حول الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها وهل يستحق الجرذان غير القتل؟! عزيزي الصادق المهدي... ليتك تقلل من تصريحاتك عملاً بحكمة «زد غِباً تزدد حباً» فوالله العظيم إن ذلك اللقب الذي ألصق بك وأنت في شرخ الشباب «أبو كلام» لا يليق بك الآن وأنت في هذا العمر المتقدِّم، ثم إن من كثُر كلامُه كثُر سقطُه، فهلاّ قلّلت مما يمكن أن يقدح في مكانتك السياسية ودورك وموقعك في هرم السياسة السودانية!! بين البرلمان والوزير { دُهشت لمانشيت عجيب ورد في إحدى الصحف باللون الأحمر العريض يقول: «انتقادات برلمانية لاذعة لوزير المالية بسبب زيارة سلفا» وجاء في متن الخبر أن نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد وجَّه انتقادات لاذعة لوزير المالية حول حديثه الأخير بأن «الجوع» هو سبب زيارة سلفا كير للخرطوم ووصف حديث الوزير بالمؤسف وطالب بوقف ما أسماه باللغة الاستفزازية في التعامل مع حكومة الجنوب!! عجبتُ والله أن نائب رئيس البرلمان الذي لا سلطة له عينية أو فردية على الجهاز التنفيذي يُطلق التصريحات الناقدة للوزراء ويحاسبهم حتى في تعبيرهم أو ما يعتبره فلتات لسان!! وعجبتُ أكثر أن الصحيفة هوَّلت من الأمر وجعلت منه مانشيتاً ثم أوردته في الخبر بعنوان: [«البرلمان» ينتقد حديث وزير المالية حول سبب زيارة سلفا»]!! ولست أدري إلى متى تخلط صحافتنا بين تصريحات الأفراد وبين البرلمان كمؤسسة؟! على كل حال أقول للأخ هجو إن تصريح الوزير لم يرقَ لتطاول دينق ألور الذي صحب سلفا كير ووزّع النصائح والاتهامات والشروط على حكومة السودان وعلى السودان الشمالي كما لم يبلغ خطأ هجو قسم السيد حين كال الثناء والمدح لمالك عقار في وقت كان فيه الرجل «يتضورع» ويكاد يبلغ الجبال طولاً تهديداً ووعيداً قبل أن يشنَّ حربه علينا لكن أكثر ما دعاني لهذا التعليق سؤال بريء هو: إن كان حديث الوزير علي محمود متجاوزاً فمن هو الأحق بتوجيهه أعضاء أو مسؤولي البرلمان أم مجلس الوزراء والجهاز التنفيذي؟! طبعاً لم أتحدث عن البرلمان كمؤسسة يحقُّ لها إن شاءت أن تسحب الثقة من الوزير. ما قصدت بحديثي هذا إلا لفت النظر إلى مشكلة التصريحات السياسية وتداخل الاختصاصات بين الفردي والجماعي لدى المسؤولين وكذلك لدى الصحافة.