بداية لا بد أن نهنئ أنفسنا وشعب السودان والأمة الإسلامية بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين والذي أدى الرسالة وبلغ الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها. وبلادنا تحتفل بهذه المناسبة السعيدة العظيمة حملت لنا الأخبار تلك الأنباء الغريبة والعجيبة عن الزيارات الماكوكية المستمرة والمتصلة التي يقوم بها«مسؤول أمريكي» للخلاوي والمسايد يلتقي خلالها بقادة ومشايخ الطرق الصوفية وللأسف الشديد فأن بعضاً من أبناء هذه الأمة ينظمون هذه الزيارات ويرافقونه خلالها والسؤال الكبير والمهم: ماذا يريد الأمريكان من مشايخ الطرق الصوفية؟ وبداية نذكر إخواننا الذين ينظمون هذه الزيارات إنهم يرتكبون «خطيئة عظيمة» وذلك ان الأمريكان هم ألد أعداء الإسلام يعتبرون الإسلام عدوهم الأول... فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الشيوعية اتجهت أمريكا بثقلها لمعاداة الإسلام والمسلمين وهي لا تزال تتفنن في خلق الفتن بين أبناء الأمة المسلمة في كل أنحاء العالم «تضربهم ببعض» للقضاء عليهم ولتمكين دولة الكيان الصهيوني تمكينا كاملاً من السيطرة على المنطقة العربية من الخليج للمحيط لتحقيق الحلم الصهيوني وليتخلص الغرب من اليهود الذين يشكلون هماً وعبئاً ثقيلاً على أمريكا وأوروبا ويحكمون السيطرة على اقتصادها وإعلامها. إن مشايخ الطرق الصوفية هم الذين عُرفوا بالزهد في الدنيا والعمل من أجل الآخرة وهم الذين جاهدوا وحملوا السيوف لتحرير العالم الإسلامي من الاستعمار الغربي لا نعتقد أن «المسرحية الأمريكية» سوف تمر عليهم فقد عرفناهم بالفطنه وسعة الأفق وأكثر من ذلك « تمييز الخبيث من الطيب» وقد التقينا وبحمد الله تعالى بعدد من المشايخ الكبار الذين زارهم هذا المسؤول وأكدوا أنه «خرج كما دخل». أننا نسأل الله تعالى أن تكون الأخبار التي رشحت عن هذا المسؤول عقب هذه الزيارات صحيحة. فالمؤكد أنه قد تقرر مغادرته للبلاد والذي ما زال يحتاج للإثبات هو ما نتمناه «أنه أعلن إسلامه واستقال». هذه الزيارات وهذه الحركة النشطة لممثل أكثر دولة عادت حكومة الإنقاذ منذ يومها الأول وحتى هذا اليوم وظلت تضع العراقيل في وجه أي مشروع يمكن أن يعود بالخير والنفع للسودان وتحكم الحصار عليه ليس معاداة لأهل السودان فحسب، وإنما معاداة معلنة «للمشروع الإسلامي».. حاولت أمريكا والغرب تفكيك الإنقاذ بكل الوسائل والطرق بداية بالحصار والتتضيق الاقتصادي ثم خلق الفتن بين الشمال والجنوب حتى تمكنت من فصل الجنوب ونجحت في تفكيك السودان لدولتين وها هي الآن ومن خلال المعارك الضارية بين أبناء الجنوب تعض بنان الندم لأنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قيام دولة في الجنوب بوضعه الحالي من المستحيلات! ثم أشعلت حرب دارفور ومدتها بالمال والسلاح والغطاء الإقليمي والدولي ثم النيل الأزرق وأشرفت أجهزة مخابراتها علي تكوين الجبهة الثورية ودعمت المعارضة دعماً بلا حدود منذ فجر الإنقاذ وحتى يومنا هذا.. ولكن كل هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح فالحكومة ماضية في إدارة البلاد وتسيير شؤون العباد بالرغم من «الضيق والتضييق» وماضية في مشروعات التنمية ويبدو أن أمريكا وأجهزة مخابراتها قد«قنعوا من خيراً في المعارضة والجبهة الثورية والحركات المسلحة وقطاع الشمال وقطاعي الطرق.. ألخ» وأرادت أن تدخل من باب جديد وهو محاربة الحكومة الرافعة لشعار «تحكيم شرع الله» عن طريق «أهل الله» مشايخ الطرق الصوفية وأحبابهم ومريديهم وتسييس الطرق الصوفية.. والأمريكان والغرب عرفوا بقدراتهم الفذة في خلق هذه الفتن، فمثلاً تنظيم القاعدة أنشأته أمريكا ليحارب السوفيت في أفغانستان وعندما تدافع الشباب المسلم من السعودية والخليج وكل أنحاء العالم الإسلامي بقيادة المجاهد أسامة بن لادن لم يكن هدفهم مساندة أمريكا وأنما كان هدفهم الجهاد ضد السوفيت الذين احتلوا أفغانستان وعندما تحقق الهدف توجه هؤلاء المجاهدون لمحاربة أمريكا ومنع سيطرتها على الدول الإسلامية خاصة العربية فاتجهت أمريكا ووجهت معها كل حلفائها لمقاتلة ومحاربة القاعدة «التي أنشأتها»... وها هي أمريكا الآن تشعل الفتنة بين الشيعة والسنة ويحتدم القتال بينهم في سوريا ولبنان والعراق واليمن يُصفون بعضهم بعضاً «بغباء شديد» لأن أمريكا ستصفي المنتصر منهم كما صفت القاعدة. أمريكا والتي تدعي الديمقراطية وتدعي رعايتها وحمايتها هي التي رفضت أن يحكم الاتجاه الإسلامي فلسطين والجزائر ومصر عندما اكتسح الانتخابات وها هي تصنع العملاء وتدعمهم بلا حدود محاربة لأي مظهر لأي حكم إسلامي في أي بلد في العالم. ولعل الربيع العربي الذي كان ثورة شعبية وهبه شعبية ضد الدكتاتوريات التي صنعتها أمريكا ورعتها وما يواجهه الآن من مشكلات وصراعات يؤكد خبث وقدرة أجهزة مخابرات أمريكا وعملائها وبعض المأجورين في إفشال أي مشروع لنظام حكم إسلامي. إننا ونحن نذكر هذه النماذج نُذكر مشايخنا قادة الطرق الصوفية أنهم مسؤولون أمام الله وأمام ضمائرهم وأمام أحبابهم ومريديهم عن هذه الزيارت فيجب أن يوقفوا هذه الزيارات ويمنعوا هؤلاء الأمريكان من تدنيس المسيد ويقتلوا هذه الفتنة في مهدها. وسؤال أهم وعظيم: أين الحكومة؟ أين وزارة الخارجية؟ أين جهاز الأمن والمخابرات الوطني؟ أين المؤتمر الوطني بكل أجهزته؟ أين كل هؤلاء من عربدة هذا المسؤول الأمريكي في بلادنا بحرية مطلقة قد لا يجدها حتى في بلاده نمنحه كل هذه الحرية وسفيرنا في بلادهم يحددون حركته في دائرة محدودة المساحة لا يتجاوزها! أيها الحكام الكرام اعلموا أن أمريكا ومهما بذلتم لها من الترحاب والتقدير وإنفاذ رغباتها وتحقيق إملاءاتها لن تغير سياستها تجاهكم وستظل تصنفكم دولة «إرهابية» فاحزموا أمركم وأوقفوا هذا العبث وهذه الزيارات عند «حدها» وهمسة في آذان بعض شباب المتصوفة من المتطلعين والراغبين في «الحكم والمال و الجاه» نقول لهم ستفقدون دنياكم وأخراكم فأمريكا تستخدمكم كرتاً لتحقيق أهدافها ثم «ترميكم» كما رمت بن لادن في البحر، وأهم من ذلك ستفقدون المريدين والأحباب الملتفين حولكم فنحن في عالم الانتشار المعرفي ولم يعد «الفقير» «مقفولاً بولاء أعمى» يتبعكم في الصواب والخطأ. إننا نذكركم بما قاله شيخ المتصوفة الإمام الجنيد «إن طريقنا هذا قائم على الكتاب والسنة فإن رأيت الشخص يمشى على الماء أو يطير في الهواء وهو ليس علي الكتاب والسنة فهو ليس منا» وأي ابتعاد عن الكتاب والسنة أكثر من مشايعة ومبايعة مسؤول أمريكي؟ ونذكر هؤلاء الشباب بالاستنكار الواسع والانشقاقات الكبيرة التي أحدثتها زيارات «باقان أموم » للطرق الصوفية. فلم يكن باقان يكن وداً للإسلام والمسلمين ولكنه كان يعلم ثقل الصوفية ومكانتها عند أهل السودان، ويريد عن طريقها اختراق النظام الإسلامي وتدميره وفشل باقان ومثله سيفشل الأمريكان وكل من يعادي هذا الدين الحنيف العظيم.. والله من وراء القصد.