أوردت الزميلة «السوداني» أمس خبراً طريفاً في صياغه العام لكنه مؤسف في مضمونه الكلي. فقد أشارت الصحيفة أن سلطة المحجر البيطري بميناء سواكن أحبطت تصدير أكثر من سبعين رأساً من إناث الضأن «نعاج» أجريت لها عملية زراعة أعضاء تناسلية لذكور بغرض تضليل التفتيش البيطري. وقالت الصحيفة إن محاولة التهريب تمت عبر دسها ضمن ماشية تصل لنحو الألف رأس كانت معدة للتصدير على باخرة السوبر إستار إلى السعودية وتم استقدام المواشي من مراعي ولايتي كسلا والقضارف. وقال الكاتب الأستاذ الطاهر ساتي بعد أن تحرى عن أصل الحدث إن أحد عمال المحجر شاهد أحد الخراف يتبول بطريقة النعاج فاستغرب وعندما استطلع الأمر اكتشف الخدعة حيث وجد أن النعجة لصق لها عضو ذكوري الأمر الذي دعا السلطات البيطرية إلى أن تعيد الفحص لكل الخراف داخل الباخرة. إذن لولا «عصرة البول» التي تعرضت لها النعجة المزورة ومشاهدة العامل لها لكانت سمعة السودان التجارية في مجال صادارت المواشي في المحك، وربما ارتابت بعد ذلك الدول المستوردة في كل أنواع المواشي والأنعام المصدرة من السودان، لهذا نخشى أن يلجأ أصحاب «التلاته ورقات» المرة القادمة في غياب الرقابة الفاعلة، من تركيب سنكيت دبل كابينة لبقرة عاتية، وتركيب وش صناعي بتاع خروف لماعز، ودهن ورق نيم بالأحمر باعتباره كركدي، وحشر قنقر عيش الريف في قشر موز مدنكل، وتجليد قرع ناشف بقشر قرين فروت، وترحيل جير في أكياس سكر، لكن بالرغم من تزايد حالات الغش والاحتيال سواء أكان عن طريق الهاتف أو مباشرة أو عبر النت لكن حتى الآن يبدو أن محتالي السودان مازالوا في سنة أولى احتيال، لكن لعل حادث النعجة المزورة يعد تطوراً نوعياً في أساليب الغش التجاري، بيد أن في العديد من الدول العربية محترفي احتيال سيوبر وهناك الكثير من القصص التي تروى مثل هذه الرواية التي حدثت في إحدى الدول العربية «وهي قصة واقعية تحدثت عن ثلاثة نصابين دخلوا إلى محل لبيع المجوهرات وقالوا لصاحبه إن رئيس وزراء دولة إفريقية سوف يأتي إلى المحل هو وزوجته لشراء بعض المجوهرات وما عليك إلا أن تخلي المحل من الآن من الزبائن ولا تستقبل أحداً وبقي معه أحد النصابين حتى يطمئن صاحب المحل والذي فرح فرحاً شديداً بهذه الصفقة وأخرج كل ما يملك من مجوهرات من خزائنه ووضعها في الفترينات وبعد دقائق وصلت سيارة رئيس الوزراء حيث وضعوا علم السفارة في مقدمة السيارة وسيارتا حماية ورتبوا له كل شيء حتى اقتنع صاحب المحل أن زبونه رجل مهم بالفعل، وكان صاحب المحل قد جهز كرسياً لجلوس الرجل المهم وقالوا له لدواعي أمنية بحتة لم نستطع أن نأتي بزوجة رئيس الوزراء ولكننا سوف نأخذ عينات من الذهب لنعرضها على زوجته في الفندق، وقال لهم ليست لدي مشكلة المهم هو أن تتركوا لي ضامناً، وكان الرجل الذي يدعي رئيس الوزراء يتكلم بلغة فرنسية وهم يوهمون صاحب المحل أنهم يترجمون عنه فعلاً وهو لا يعرف الفرنسية، وقالوا له إن رئيس الوزراء قال إنه سوف يمكث في المحل الى أن يعود الحرس بالعينات حيث جدول زياراته شاغراً لمدة ساعتين، وقالوا لصاحب المحل المشوار كله لا يستغرق نصف ساعة ذهاباً وإياباً. وبقي بقية الحراس مع الرجل المهم خارج المحل وداخله ولكنهم بدأوا يفرون خلسة واحداً تلو الآخر الى أن بقي رئيس الوزراء وحده في المحل إلى أكثر من ساعة، وهنا شك صاحب المحل أن هناك شيئاً غير طبيعي فكيف يتركون رئيس وزراء ولا يسألون عنه وانتابه الشك أيضاً عندما خرج ولم ير سيارته وحرسه واستعان برجل جاره في المحل يتكلم بعض الفرنسية ليسأل الرجل المهم وهنا حدثت الكارثة حيث قال الرجل إنه لا يعلم شيئاً وإنه جاء إلى هذه البلاد لغرض العمل وهو يغسل السيارات في الشوارع وجاءه النصابون ووعدوه بأن يعطوه 1000 دينار بشرط ألا يتكلم أو يناقش ووعدوه بتسفيره إلى أوروبا عند انتهاء المهمة، وقال إنهم أخذوني إلى حمام بخاري وألبسوني بدله وجاءوا بي إلى هنا». وهناك العديد من القصص التي تشبه القصص السينمائية من حيث السيناريو المحبوك جيداً، لكن لعل من أخطر أنواع الاحتيال التجاري ما أشارت إليه قبل سنوات إحدى الصحف المصرية وهي أن السلطات قبضت على باعة رصيف يبيعون ماء العجور باعتباره حقناً أي «بنسلين عجوري» ناقص شطة، ونحن في السودان بعد ظاهرة بيع المستحضرات والأدوية المنشطة نخشى أن يقوم أحد المحتالين بحشو كبسولة من كمونية ناشفة واللا أم فتفت ضاربة «عشان كده لا زم تختبروا شمكم من هسي عشان ما تلقوا فيها كول منتهي ولا روث حمار مدبر».