سلوكيات دخيلة على شباب مجتمعنا تثير الحسرة في قلوب أولياء الأمور وتتنوع ممارستها باختلاف الطبقات الأسرية وفعاليتها الرقابية على أبنائها ومدى سيطرتها عليهم، هذا بجانب السبل الوقائية التي تقوم بها السلطات المختصة لحماية الشباب من خلال نشر قوات من الشرطة في الشوارع، وتندرج هذه الظواهر تحت مظلة القضايا والنزاعات بالمحاكم نتجت عن ظواهر سلبية انتشرت في بعض المناطق شملت «تعاطي وترويج المخدرات، حيازة الأسلحة البيضاء والنارية، عقوق الوالدين، وظواهر حديثة تمثلت في سلوكيات الشباب والفتيات» وهذه تتضح من خلال إنفاذ عدد من الحملات التي قادتها الجهات المختصة، الا انها لا تكتمل فعاليتها ونتائجها الا بحملة توعوية للآباء والأمهات للقيام بدورهم الرقابي تجاه أبنائهم، والملاحظ أن مجتمعنا يتمتع بقدرة فائقة على استيعاب الكثير من المتناقضات والتعامل معها بكل أريحية، مما يتوجب على الجهات الرقابية رصد الظواهر الإيجابية والسلبية التي حدثت أخيراً وباتت تهدد باختراقه والتأثير عليه عبر العولمة التي نجد أن كثيراً من الشباب يسيئون فهمها، وأخذ ما يفسد أخلاقهم ويدعوهم لسلك طرق يحاسب عليها القانون. نماذج لظواهر سالبة ومن الظواهر الغريبة على مجتمعنا واعتبرت من القضايا التي وصلت الى القضاء، منها محاكمة صاحب مصنع متهم بصنع معسل الشيشة من نشارة الخشب والمولاص والقطران، واستمعت المحكمه للشاكي في البلاغ ويتبع لرجال المباحث الذين قاموا بالمداهمة، وقد أفاد بانه وردت معلومات بأن هناك مصنعاً يقوم بتصنيع معسل الشيشة من مواد ضارة بصحة الانسان، وبعد المتابعة والرصد تم عمل كمين بواسطة قوة من أفراد المباحث، وبعد المداهمة تم ضبط المعروضات وهي عبارة عن نشارة خشب وعسل المولاص وقطران ورغيف جاف، والقي القبض على المتهم، والشيشة حسب اللوائح المحلية تعتبر ظاهرة سالبة وتتحول لجريمة عندما يكون دخانها من النشارة والقطران. كما أصدرت محكمة النظام العام قراراً بالغرامة «1000» جنيه في مواجهة فرقة موسيقية على رأسها فنان الشباب متهمين بإقامة حفل لم يرضخ للإجراءات القانونية اللازمة ولم يستخرج تصريح بالحفل، الأمر الذي دعا قوة من شرطة النظام العام إلى أن تداهم مقر الاحتفال بإحدى الصالات الكبرى بالخرطوم وإيقافها واقتياد المتهمين إلى قسم الشرطة، ودون في مواجهتهم بلاغ تحت المادة «5» من قانون النظام العام. وخلال التحري معهم أكدوا أن الحفل كان بمناسبة تخرج طلاب في إحدى الجامعات العريقة بالخرطوم في الوقت الذي منع القانون اقامة حفلات التخرج لما يحدث فيها من سلوكيات تسيء للمجتمع، مثل ما حدث في حفل تخرج طلاب جامعة عريقة عندما دخلت الطالبة الخريجة الشهيرة وسط زملائها وزميلاتها «بشاكيرا» المغنية الأجنبية وصارت ترقص مثلها بملابس فاضحة، وكان ذلك المشهد أمام أعين ابويها، بالاضافة إلى حدث طلاب كلية الطب والطالب الشهير «بالراستا الطبي » الذي ظل يتراقص في الحفل كالنساء الراقصات او ما يسمون «بالعوالم» ولا يفوتنا ان نذكر قضية الطالب الملقب «بالشيطان» حين دخل الى المسرح وهو يتمايل من وسطه وكل اعضاء جسمه كما لو كان فتاة تجيد فنون الرقص.. كل تلك الاحداث جعلت السلطات المختصة تصدر قانوناً بايقاف حفلات التخرج تفادياً للمظاهر السالبة. أيضاً من الظواهر السالبة التي تخضع للرقابة نجد مسألة الرواكيب والسكن العشوائي والكلاب الضالة والتسول والمعتوهين الذين يظهرون في وسط العاصمة من حين لآخر وصناعة وترويج الخمور. حملات توعوية وأكد مصدر رفيع بوزارة الداخلية ل «الإنتباهة» جاهزية الوزارة ورئاسة قوات الشرطة لفرض هيبة الدولة وتنفيذ القانون بكل أنحاء البلاد، مشيراً إلى المضي قدماً في تنفيذ خطط وإستراتيجيات الوزارة لبسط الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات للمواطنين لتجنب ومكافحة الجريمة، وقال مصدر شرطي ل «الإنتباهة» إن قوات الشرطة تعمل على تأمين كل المناطق للحد من حدوث أية تفلتات من الشباب تؤدي إلى حدوث جريمة يعاقب عليها القانون ويفقد الشاب مستقبله في لحظة «تهور» أو عدم وعي، وربما يكون مخموراً، كما شدد على ضرورة القيام بحملات توعية داخل الجامعات تطرح فيها القضايا المخالفة للقوانين، لاسيما تعاطي المخدرات أو ارتكاب الشاب أخطاء أخرى تعرضه لهدم مستقبله، وأشار إلى أن على الشباب سواء أكانوا رجالاً أو فتيات أن يحسنوا اختيار أصدقائهم ويحذروا أصدقاء السوء. استراتيجية للحد من السلبيات ومن جانب آخر كشف مصدر بوزارة الشباب والرياضة عن وضع خطة خمسية تتضمن برامج ومشروعات تعالج قضايا الشباب الرئيسة، مثل البطالة التي يعاني منها الشباب، بالإضافة إلى العناية بصحة الشباب خاصة من أمراض «الايدز، والمخدرات»، وعزوف الشباب عن الزواج وملء أوقات الفراغ بما يفيد، وذلك للتصدي ومعالجة الآثار السالبة للعولمة وخطر الاستلاب الفكري والثقافي والروحي، باعتبار أن الشباب هم الأكثر تأثرًا بأبعاد العولمة المتشبعة والمتداخلة الأبعاد والمتداخلة، كما وضح أن العولمة من اهم التحديات التي تسعى الوزارة لمواجهتها. واكد المصدر ضرورة تعزيز مشاركة الشباب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم العمل الطوعي في تنمية وإعمار البلاد. وأضاف أن الوزارة تعمل على الاهتمام بأبنائها ورفع مستواهم في المجتمع للحد من البطالة والفقر وتحسباً لوقوعهم في مخالفات قانونية ومساعدتهم على الاستقرار وإيجاد فرص العمل للشباب باعتبار ذلك آلية إستراتيجية لتدريب واستيعاب عدد مقدر من الشباب، بالإضافة إلى إقامة مشروعات التمويل الأصغر حتى ينشغل الشباب عن التفكير في طريق الانحراف الذي كثيراً ما يقودهم للجريمة. من المحرر تتزايد الحسرة على ما اصاب شباب مجتمعنا الذي يطلق عليه جيل المستقبل، في الوقت الذي يرفض فيه العقل أن يكون ذاك الشاب الراقص وصاحب الشعر الطويل اباً لطفل يفترض ان تزرع فيه القيم والعادات الدينية والأخلاقية، وتلك الفتاة المتشبهة بفتيات الغرب اللاتي يبعدن كل البعد عن تقاليدنا وموروثاتنا الدينية، وتجردت عن وشاح الحياء ورمت أخلاقها تحت قدميها، الأمر الذي يجعلنا ان نطالب الجهات المختصة بتكثيف حملاتها التأمينية والتوعوية، بالاضافة الى ضرورة الرقابة الاسرية حتى نتمكن من أن نلملم ونحافظ على ما تبقى من قيم وأخلا .