عاد وفد حكومة جنوب السودان المفاوض برئاسة نيال دنيق نيال إلى جوبا مساء أمس الأول لإجراء مشاورات سريعة مع الرئيس، في الوقت الذي قال فيه وزير الشؤون الخارجية برنابا ماريال إن السجناء السياسيين الأربعة سوف يظلون محتجزين في جوبا حتى اكتمال الإجراءات القانونية بشأنهم، وقال ماريال في تصريحات في لندن ان الرئيس سلفا كير لن ينظر في العفو عنهم إلا إذا تبين انهم غير مذنبين واكملوا جميع الإجراءات القانونية. وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس: برنابا والوصاية قال وزير خارجية جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين إن حكومة بلاده عازمة على تحقيق الاستقرار والسلام عبر المفاوضات مع المعارضة المسلحة بقيادة نائب الرئيس المعزول رياك مشار، مؤكدا أن القوات اليوغندية ستنسحب إلى ولاية غرب الاستوائية لمتابعة مهامها مع القوات المشتركة من جيش جنوب السودان والكونغو الديمقراطية لمطاردة قوات جيش الرب اليوغندية بمساعدة من القوات الأميركية. وأكد بنجامين في حوار مع «الشرق الأوسط»، خلال وجوده في العاصمة البريطانية لندن في زيارة استغرقت أربعة أيام، أكد الوزير رفضه فرض وصاية دولية لمدة عشر سنوات على بلاده، نتيجة أعمال العنف، واعتبره أمراً غير وارد، لأن المجتمع الدولي لم يتدخل في الكونغووجنوب إفريقيا وموزمبيق والصومال. وأضاف بنجامين، أنَّ حكومة جنوب السودان قادرة على ممارسة سيادتها الوطنية ولديها الإرادة السياسية في إنهاء الأزمات الداخلية، وتابع نحن لا نحتاج إلى أي تدخل دولي لنكون تحت حكومة من الأممالمتحدة لعشر سنوات. تشكيك بالنجاح طالب مسؤولون مفرج عنهم في جنوب السودان، انضموا إلى محادثات السلام، الحكومة بالإفراج عن السجناء السياسيين الأربعة الباقين، محذرين من أن رفض الإفراج عنهم سيقوض المفاوضات. وتوصلت المحادثات التي تجرى في أديس أبابا الشهر الماضي، إلى وقف لإطلاق النار في صراع أودى بحياة الآلاف، وشرد أكثر من نصف مليون شخص في جنوب السودان منذ اندلاعه في 15 ديسمبر. وكان من المقرر استئناف المحادثات، يوم الإثنين، لكنها تأجلت إلى أن وصل 7 سجناء سابقين إلى إثيوبيا. ومن بين السبعة المفرج عنهم، وزيرا العدل والمالية السابقان. مجلس الأمن يحذر حث مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رئيس جنوب السودان سلفا كير للاستجابة لدعوة سحب القوات الأجنبية «يوغندا» من بلاده لأجل منع وقوع حرب إقليمية وشيكة، وحث المجلس دولة الجنوب بالتعاون الكامل مع «الإيقاد» و بعثة الاممالمتحدةبالجنوب، من جانبه رحب مجلس الأمن الدولي باستئناف محادثات السلام بين الأطراف المتقاتلة في جنوب السودان، وحثهم على الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النار تم توقيعه الشهر الماضي. شؤون اللاجئين تنصح نصحت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف الفارين من الصراع في جنوب السودان والذي شرد ما يقارب «870» ألف شخص بعدم العودة بسبب الوضعين السياسي والأمني المتوترين والسائدين بالرغم من توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الحكومة والمعارضة في 23 يناير الماضي. وطالبت المتحدثة باسم المنظمة الدولية ميليسيا فليمنج، في تصريحاتها أمس، الدول التي فر إليها المواطنون من جنوب السودان، وهي «إثيوبيا وكينيا والسودان ويوغندا»، والتي فر إليها حوالى 60%، بالاعتراف بهم كلاجئين بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951 أو اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1969م وحثت المفوضية الدول المستضيفة للاجئين بالامتناع عن إعادتهم قسريا لبلادهم ما لم تكن حالات لأشخاص ارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. يوغندا ترفض أكد المتحدث باسم الجيش اليوغندي الكولونيل بادي أناكوندا أن أي انسحاب لقوات بلاده سيكون بأمر داخلي وليس انصياعا للدول الغربية، وفي السياق جدد مسؤولون عسكريون وآخرون من وزارة الشؤون الخارجية اليوغندية بأن يوغندا لن تسحب قواتها من جنوب السودان كما تطالب حكومة الولاياتالمتحدة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، قد أصدرت فى مطلع الأسبوع الجارى بيانًا شديد اللهجة دعت فيه إلى انسحاب القوات الأجنبية التى تم نشرها لوقف الصراع الداخلى بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. وقال المتحدث باسم الجيش اليوغندى، كولونيل بادى إنكوندا أن يوغندا تتمسك بما تم الاتفاق عليه من قبل القادة الإقليميين. وأضاف إنكوندا ذهبنا لمساعدة شعب جنوب السودان، فى الوقت الذى فر فيه الجميع والآن يقومون بإعطائنا الأوامر، إننا سوف نستمر فى تنفيذ اتفاق أديس أبابا بالتشاور مع حكومة جنوب السودان، وبصفتنا من أعضاء إيقاد فإنه لا يمكننا انتهاك الاتفاق مع بقية أعضاء المنظمة. ولم يتضح ما إذا كانت القوات الأوغندية الموجودة بالفعل فى جنوب السودان ستكون تلقائيًا جزءًا من هذه القوة أم لا. وكانت مجموعة مشار قد طالبت باستمرار بانسحاب قوات الدفاع الشعبية اليوغندية كشرط لبدء الهدنة.. وردًا على سؤال عن وجهة نظر الرئاسة اليوغندية بشأن طلب الإدارة الأمريكية، قال المتحدث باسم الرئيس، تامالى ميرندى، قرار الرئيس بانتشار القوات اليوغندية فى جنوب السودان قد تم تأييده من قبل البرلمان. وإننى سأكون قلقًا إذا قالت الولاياتالمتحدة: إذا لم تنسحب يوغندا من جنوب السودان سوف نعلن الحرب. و لكن ما صرحت به الإدارة الأمريكية فى هذا الشأن هو مجرد رأي يتعلق بسياسات القوة الكبرى. قتلة جوبا الجدد تعرضت جوبا عاصمة جنوب السودان، مجدداً لسلسلة من عمليات إطلاق النار والقتل من جانب أشخاص يرتدون زي الجيش، تبين أنهم جنود مخمورون، بحسب مسؤولين أمنيين. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال المتحدث باسم شرطة جوبا العقيد جيمس مانداي إينوكا: تصلني تقارير تفيد بأن هناك إطلاق نار مستشريا خارج السيطرة في مناطق: مونوكي، وجوديل، وتونغبيني، وميا سابا ولولوغو بالعاصمة جوبا. وقتل ليلة أمس الأول، رجل برصاص جندي من الجيش الشعبي لتحرير السودان «الحكومي» في ميا سابا، أحد أحياء العاصمة جوبا. وقبلها بيوم واحد، قتلت امرأة في منزلها في مونوكي. إينوكا أوضح أنه وفقا للتقارير، هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الإجرامية عناصر غير منضبطة من القوات النظامية «لم يحدد ما إذا كانوا من الجيش أم الشرطة»، يتجولون بأسلحتهم وهم في حالة سكر ويبدأون في إطلاق النار. وأشار إلى أنه في بعض الأحيان، تفتعل هذه العناصر الأمنية الشجار فيما بينها، أو مع السكان ويسحبون أسلحتهم. وعندما سئل عن الأسباب الكامنة وراء مثل هذه الأعمال الإجرامية، ألقى المتحدث باسم الشرطة باللائمة في هذه الظاهرة على الأزمة السياسية الحالية التي تجتاح جنوب السودان، موضحاً: ما يحدث الآن مشكلة أوجدتها الأزمة. من جانبه قال العميد ملك إيوين، مدير الاستعلامات في الجيش الشعبي لتحرير السودان، إن عمليات إطلاق النار الليلية يرتكبها بلطجية وجنود سكارى يجوبون شوارع جوبا. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال إيوين إن قوات الشرطة تنفذ عمليات مشتركة مع الجيش، وينبغي عليهم اعتقال أي جندي معارض، مشيراً إلى أن الشرطة كثفت من دورياتها في المدينة سيئة التخطيط.