عندما طرحت في هذه الزاوية بصحيفة »الإنتباهة« فكرة جمع التوقيعات من جماهير الهلال للتمديد للمجلس المعين لم يكن الهدف مصلحة مجموعة أو أشخاص تربطنا بهم أية صداقات أو مصالح بل كان الهدف مصلحة النادي والتي تتطلب التمديد لاستمرار مسيرة الانجازات والمحافظة على وحدة الكلمة التي تحققت بعد الصراعات العنيفة التي فركشت الصفوف وانعكست آثارها على الفريق الذي فقد بطولتي الدوري وخرج مبكراً من بطولة الأندية الافريقية.. أقول بكل الصدق إنني عندما طرحت هذه الفكرة لم أتوقع هذا التجاوب المنقطع النظير من جماهير الهلال والذين أدهشوني باتصالاتهم المتواصلة من الخرطوم والولايات والتي أكدوا من خلالها اشادتهم بفكرة التمديد ومساندتهم وتأييدهم لها الشيء الذي شجعني لمواصلة العمل باطلاق اسم الوفاء لأهل العطاء على المجموعة والدعوة لأول اجتماع في صحيفة »المستقلة« والذي حضره عدد مقدر من الأهلة الذين طرحت عليهم الفكرة والتي أكدت انها ليست ضد أحد أو تستهدف اقصاء أية جهة أو تنظيم وانما هدفها مصلحة الهلال التي تستوجب استمرار المجلس المعين الذي حقق في عدة أشهر انجازات كبيرة وعظيمة عجزت المجالس السابقة عن تحقيقها في عدة سنوات. وقد أشاد أعضاء الاجتماع بالفكرة واكدوا استعدادهم للعمل من أجل تنفيذها لاقتناعهم التام بضرورة استمرار هذا المجلس حتى يتواصل العمل في تنفيذ المشروعات الكبرى كرفع ايجارات المحلات التجارية لمليار جنيه شهرياً بدلاً من 80 مليوناً وتأهيل الاستاد والنادي وتأسيس بنك الهلال وتشييد النادي الأسري لتتواصل مسيرة العمل حيث تم تشكيل المكتب التنفيذي الذي أصدر بياناً لجماهير الهلال أوضح فيه أهداف المجموعة وأسباب مطالبتها بالتمديد للمجلس وفي مقدمتها تحقيق الاستقرار الاداري الذي يعتبر الركيزة الأساسية التي ينطلق منها المجلس لتنفيذ الخطط والمشروعات التي تمكن النادي من ارتياد آفاق التطور لتحقيق آمال وتطلعات الجماهير في نيل فريقها لشرف الفوز بأول بطولة خارجية. وتواصلت الاجتماعات بمجمع الأسكلا والتي شارك فيها عدد مقدر من المؤمنين بالفكرة وأجيزت خطة جمع التوقيعات من نادي الهلال وأماكن العمل في دواوين الدولة والمؤسسات والشركات والجامعات ومباريات الهلال ودخل العمل مرحلة التنفيذ التي شاركت فيها مجموعة كبيرة من الشباب من رواد النادي وطلبة الجامعات وأعضاء المكتب التنفيذي والتي أيدتها الجماهير بصورة غير مسبوقة في تاريخ النادي حيث تجاوز عدد التوقيعات قبل مباراة الهلال امام شلسي الغاني مساء اليوم اكثر من ثمانية آلاف توقيع من بينهم وزراء وقدامى لاعبين ورموز وصحفيون ومشجعون من مختلف الشرائح والفئات والتي أكدت من خلال تدافعها الشديد للتوقيع تمسكها باستمرار المجلس للخروج بالهلال من نفق الخلافات الى فضاءات الوقوف خلف الهلال الكيان وليس الأفراد والتنظيمات التي تعتبر السبب الأساس في كل ما يعيشه النادي من تردي وتراجع وصراع واحتراب من اجل المصالح الشخصية سواء أكانت مناصب أو شهرة أو مصالح مادية. والمؤسف ان النجاح الكبير والخرافي لفكرة جمع التوقيعات والتي أكدت رفض الجماهير لعودة التنظيمات والقيادات التقليدية قد دفع البعض لمحاولة اجهاض الفكرة بإفراغها من مضمونها السامي والنبيل بإشاعة ان حكيم الهلال طه علي البشير هو الذي يقف وراء حملة جمع التوقيعات لقطع الطريق على صلاح ادريس بسبب خلافات سابقة وهو حديث لا أساس له من الصحة ولا علاقة له بالحقيقة من قريب أو بعيد بهذا الأمر الذي طرحته بهذه الصحيفة وليس لطه علي البشير أو مجلس الهلال أية صلة به أو تحويله الى واقع والذي يرجع الفضل فيه لأهلة مخلصين آمنوا به ووفروا له التمويل بتقديم كل فرد ما يستطيعه كعمل خالص للهلال ولذلك فإن كل ما يقال عن وقوف أشخاص وراءه هدفه عرقلة عملية التوقيعات التي اندفعت بقوة نحو تحقيق أهدافها ولن يستطيع أي تنظيم أو مجموعة ايقاف سيلها الجارف والذي سيصل خلال الثلاثة أيام القادمة الى أكثر من خمسة عشر ألفاً والذي يساوي أكثر من خمسة أضعاف العدد الذي حضر جمعيات الهلال من العضوية المستجلبة خلال العشر سنوات الماضية والتي يتم شراؤها للتصويت لتنظيمات معينة بينما وقعت هذه الأعداد الكبيرة على الاستمارات لاقتناعها بضرورة التمديد للمجلس الذي وجدت فيه ضالتها وتريد له الاستمرار ليحقق لها كل ما تحلم به من فريق قوي وتطور في كل المجالات.. وهذا هو الفرق الكبير بين من يوقع بإرادته وقناعته بالتمديد للمجلس وبين من تدفع له الأموال وتسدد له الاشتراكات للتصويت لمن يريدون حكم الهلال بأموالهم وليس بكفاءاتهم وأفكارهم.