يوم الجمعة الماضي ذهبت لأعاين قطعة ارض (والغريبة القطعة عجبتني)، وبعد هذا الاعجاب مباشرة بدأت جهجهتي، فقد قال لي السمسار الذي صاحبني للقطعة (كدي بالله تلفونك ده دقايق نضرب لي فلان) وأعطيته التلفون وأنا أسأل (فلان ده صاحب القطعة؟) فرد وهو منشغل بي ضرب الرقم (ده الزول البوصلك لي سيد القطعة طوااالي) وبعد مفاهمة وجرجرة دامت طويلا اتفقنا مع فلان علي السعر والمقابلة غدا لاكمال الاجراءات. وفي يوم السبت حملت مبلغي – يا مؤمن يا مصدق – مؤملا في مقابلة صاحب القطعة وإتمام الموضوع .. وبعد زمن ليس بالقصير من الانتظار وصل فلان (الاتفاهمنا معاهو امبارح) وركب معي في العربة وقال لي (خلاص نتحرك) قلت له (نتحرك علي المحامي؟) قال (لا نتحرك علي علان في بيتو) قلت (وعلان ده يطلع صاحب القطعة طبعا!) قال (علان ده الوكيل بالبيع ذااااااتو) قلت (ما دام وكيل .. يعني البيعة حتتم؟) قال (ايوة طبعا!) وذهبنا لعلان في بيته الذي أكد بقوله (أنا فعلا الوكيل .. لكين ما بقدر ابيع ليكم ولا أمسك منكم قروش .. قروشكم خلوها معاكم، لحدي ما يجي صاحب القطعة لأنو الورق معاهو!!) قلت له (وطيب انت وكيل علي شنو؟) قال (انا بس علي اتأكد انو في مشتري عشان اضرب ليهو يجي) وضرب له – بتلفوني طبعا – ثم أعاد لي التلفون وهو يقول (علي العموم الزول ده في الشرق .. وقال حيتحرك بكرة بعد بكرة للخرطوم ويضرب لينا .. إنتو خلوا قروشكم جاهزة ونحنا بنوريكم لما يجي) وفي يوم الاحد اتصل بنا (الزول ده) وقال انه نوي الحركة صباح غد الاتنين قائلا: (بكرة الفجر بدري حامشي علي الموقف اركب اول سياحي عشان لحدي اتنين تلاتة كدة اكون معاكم هناك في الخرطوم .. انتوا أدوني فرصة اتغدي والعصير القبل الغيبة نتلاقي). وعند العصير القبل الغيبة يوم الاثنين التقينا مع (الزول ده) في مكتب مغمور بالسوق المحلي وبعد اكتمال التعارف بنظرة فاحصة بدات من راسي وانتهي عند اخمص قدمي .. جلسنا للتفاهم مع (الزول ده) وبعد ان استمع لنا جيدا .. تنفس الصعداء واستغفر ربه وأناب وبدأ الكلام ببطء وحذر وبكلمات محسوبة (والله من حيث المبدأ مافي مشكلة .. لكن بس عاوز اوريكم انو القطعة البتتكلموا عنها دي ما حقتي)!! قطع الكلام ليري تأثيره علينا ثم اردف (لكن القطعة تاني ناصية الجمبها طوااالي حقتي انا .. وممكن نتفاهم فيها .. وكمان لو انتوا مصرين علي القطعة القاصدنها .. ادوني فرصة نتفاهم ليكم مع صاحبها .. هو اخوي وفي السعودية و .. موكلني عليها) !!! ويوم امس الثلاثاء لم يكن هناك جديد لأن (الزول ده) لم يفدنا بشئ بعد فيما يخص قطعه اخيه (الذي في السعودية .. ولو لحق (الزول ده) أفادنا بشئ كنت الآن معه لاكمال المبايعة أو لاكتشاف إنو صاحب القطعة (ما ناوي يبيعها). وفي الحالتين كنت حأفتح لكتابة العمود ده .. لأنو شراء القطعة في هذه الأيام أهم من كتابة العمود بكثير.