غيب الموت صاحب من الأسكلا وحلى وقام من البلد ولى دمعى للثياب بله، كروان الحقيبة الفنان الهرم مبارك حسن بركات أمس إثر علة مرضية ألزمته العناية المكثفة نتيجة ارتفاع ضغط الدم والسكري بمستشفى شرق النيل، وقد خلَّف مبارك وراءه إرثاً عظيم من الفن والإبداع، وحباه الله بكاريزما عالية فى أداء أغنيات الحقيبة التى تعتبر من لبنات الفن في السودان، مبارك حسن بركات قامة سامقة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، وأينما ذكرت الحقيبة ذكر الفنان مبارك الذي قال: «من قمته صغير لقيت روحي بغني حقيبة» فى حديثه ل «الإنتباهة»، وأشار إلى أن بداياته كانت بالسواقي على ضفاف النيل، ووجد القبول من أبناء جيله، ويدندن بها فى خاطره، وقال إنه يتصيد الفرص لملء الفراغ بين فواصل الغناء في حفلات الأعراس بالعيلفون، فقال عنه الأستاذ عبد الرحيم المصباح إنه قامة فنية هائلة، فهو يحفظ ما لا يقل عن ألف أغنية حقيبة، مضيفاً أن مبارك يمكن أن يغني من الصباح الى المساء «بنفس واحد» لا يكل ولا يمل، ويحكي عن الحقيبة بحب وشغف شديد فهو يثري جلسات الأنس بصوته العذب من أغاني الحقيبة «زمن الربيع، صباح النور عليك يا زهور، سميري الفي ضميري، ست البيت بريده براها وترتاح روحي كل ما أطراها، سيده شباب الكون» وغيرها من عبق الحقيبة المنثور التي يتغنى بها أي فنان مبتدئ في سلم الغناء. وولد الفنان مبارك بمدينة العيلفون منطقة الحديبة التى تمتاز بالأراضي الزراعية، وهي منطقة خصبة أثرت كثيراً في وضع اللبنات الأولى في سلم الغناء لفقيدنا «ألا رحمه الله رحمة واسعة».