{ المشكلة أن كثيراً من الشخصيات الأمريكية مثل جون برندرغاست مؤسس «مشروع كفاية» في العام 2007م وهو يعبِّر عن أجندة المحافظين الجدد تجاه العالم الإسلامي، المشكلة أن كثيراً من الشخصيات الأمريكية درجت على أن تبحث عن أسباب قوية كانت أو واهية لتحقيق أهداف معيّنة. ومن هذه الشخصيات أيضاً دونالدبين أحد أبرز النواب السود وأكثرهم كراهية وعداءً للسودان داخل الكونجرس الأمريكي، مع أنه لا يكن هذا العداء وهذه الكراهية للوايت أنجلو ساكسون الذين استرقّوا أجداده واضطهدوهم وأذاقوهم مُرّ الإهانة قبل عهد ابراهام لنكولن. جون برندر قاست مؤسس مشروع كفاية أصدر تقريراً في سبتمبر الماضي تحت عنوان يقول: «ماذا يعني الربيع العربي بالنسبة للسودان».. كما جاء في تقرير للمركز السوداني للخدمات الصحفية «إس أم سي». وواضح من عنوان تقرير صاحب مشروع كفاية ما هو المقصود لكنه يجهل أمراً مهماً وأرجو أن يفهمه الآن بعد قرابة شهرين من إصدار تقريره.. فهو يجهل أن نفس الأيدولوجية التي يتبنّاها الحزب الحاكم في الخرطوم ويطرحها كبديل لغيرها من الأيدولوجيات الأخرى التي جُرِّبت في السودان وغيرها، أن نفس هذه الأيدولوجية هي التي كانت العنصر الفعّال لتحريك الشارع العربي، فسقط النظام المعادي للإسلاميين في تونس، وسقط النظام الذي كان يحرم الإسلاميين من حريات التعبير في مصر وسقط النظام الذي كان يحرق ويقتل وينكل بالإسلاميين داخل السجون في ليبيا، وها هو النظام الذي يؤذي ويقتل الشعب في سوريا يؤول إلى السقوط. يتحدّث برندرقاست عن «الربيع العربي» ويتساءل: ماذا يعني بالنسبة للسودان؟ والإجابة هي أنه يعني أن تسود الحريات وكرامة الإنسان وتحمى حقوقه في هذه الدول آنفة الذكر أسوة بالسودان الذي شهد في أبريل من العام الماضي انتخابات تحت عين الرقابة الدولية. ثم أين كان بندر غاست وأمثاله عام 1996م حينما تم إعدام ألف ومائتين سجين بسجن أبو سليم بليبيا على يد نظام القذافي؟! لماذا صمت هو وأمثاله وقتها وجاء الآن ليتحدّث عن الربيع العربي بالنسبة للسودان؟!.. لكن ربما ما يجهله أيضاً برندرغاست هو أن هذا الربيع العربي ما هو إلا «الربيع الإسلامي» ولذلك يبقى بالنسبة للسودان حسب منظوره أمراً فائتًا لأوانه.. لكن يمكن أن يحدِّثنا عن «ربيع علماني» تقود الثورة له أحزاب الصادق المهدي ونقد والترابي وكل تحالف جوبا.. ويبدو أن برندرغاست يتعامل من خلال مؤسسته «مشروع كفاية» التضليلية بمنطق «الغاية تبرِّر الوسيلة» فهو لا ينظر إلى شيء غير تحقيق الغاية.. لا يهمه على أي شكل يكون النظام الحاكم.. بل إن الأهم عنده هو أن يسقط ويجب أن يسقط ما دام أن إسرائيل لا ترضى عنه. إسرائيل ساءها إسقاط القذافي وقتله لماذا؟! لأنه كان يذل ويضطهد ويعذب أبناء شعبه ويهدر أموال ليبيا في دعم حركات التمرد.. برندرغاست يريد لحكومة منتخبة في الخرطوم أن تُسقط.. وإسرائيل وبرندرقاست وجهان لعملة واحدة قيمتها نسف استقرار وأمن العالم الإسلامي. مؤامرة أكتوبر قال وزير الطاقة والتعدين الأسبق الدكتور شريف التهامي إن ثور أكتوبر كانت ثورة شعبية بكل المقاييس وإن البشر الذي شاهده عند قيام ثورة أكتوبر لم يشاهده في انقلاب مايو وانقلاب «الإنقاذ». لكن السؤال الذي نودّ طرحه على الدكتور شريف التهامي هو أنه إذا لم يطلق أحد المندسين الرصاص على الطالب أحمد القرشي طه هل كان سيشاهد البشر الذين شاهدهم عند قيام ثورة أكتوبر؟! إن البشر بذاك العدد الكبير قد أخرجهم مقتل القرشي وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير. والشعب السوداني صاحب قيم خاصة في ذاك الوقت قبل قرابة نصف قرن، ولذلك لا أحد يسمح له ضميره بأن لا يشارك في تشييع جثمان طالب في جامعة الخرطوم سقط حسب الإشاعة برصاص الشرطة. لكن الشرطة فهمت تماماً أن قتل القرشي كان مؤامرة من جهة غربية تفهم أن الشارع السوداني تُحرِّكه مثل هذه الأمور، ومعلوم أن الشرطة قد تحمّست جداً لفتح البلاغ ضد مجهول وقد ألقت القبض على بعض الطلاب بالتحقيق في جريمة قتل القرشي الذي لم يسقط برصاص الشرطة. والآن إذا جاء جاسوس وأطلق الرصاص على طالب جامعي أو ثانوي فلا بد أن يحرك هذا الشارع، وإذا صادف تحرك مظاهرة بالطبع سيكون الاتهام أول الأمر موجَّهاً إلى القوات الحكومية.. وقبل سنوات في مدينة الفاشر بعد المفاصلة الشهيرة كان حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي قد قاد مظاهرة هناك وسقطت فيها الطالبة «رشا عبد الله» قتيلة.. وليس برصاص حكومي، وكان المقصود تنفيذ سيناريو لتشويه صورة القوات الحكومية ومن ثم صورة الحكومة لإسقاطها.. وحتى الآن برنامج المؤتمر الشعبي هو إسقاط الحكومة. إن الطالبة رشا عبد الله كادت تكون هي القرشي الآخر، وما كان القرشي صاحب ولاء سياسي بدليل أن الإسلاميين والشيوعيين قد ادعى كل منهما أنه تابع له، والحقيقة هي أنه كان كبش فداء لمؤامرة أكتوبر الكنسية التي كانت هي مشروع اختراق نظام عبود، بعد أن اقترب من حسم التمرّد في الجنوب بطرد المبشرين.. وقال الترابي إن مشكلة الجنوب تُحل بإسقاط نظام عبود، وكان عكس ما قال.. وقالت زوجته السيدة وصال المهدي قبل أيام بمناسبة مرور «47» عامًا على مؤامرة أكتوبر «كانت حكومة عبود ستحرق قرى الجنوب وعندما جاءت الدبابات من ألمانيا وجدت قيام ثورة أكتوبر».. انتهى السؤال: هل هذا حقيقة؟!.. توطين الزمالة كان تخرُّج أول دفعة لزمالة الإدارة لموظفي الخدمة المدنية في الأكاديمية العسكرية العليا في مبناها الجديد الخميس الماضي هو لعمري توطين لشهادة الزمالة، وما أروعها زمالة وطنية!.