يبدأ هلال السودان مشواره في بطولة الأندية الافريقية عصر اليوم السبت باستاد موديبو كيتا بلقاء الملعب المالي على أرضه ووسط جماهيره في مباراة يعتبر التعادل السلبي أو الايجابي أو الهزيمة بفارق هدف فيها نتيجة ايجابية تضع أقدام الهلال على اعتاب التأهل لدور الستة عشر والذي لا يحتاج لأكثر من الفوز بهدف أو التعادل السلبي في حالة التعادل الايجابي بباماكو.. ولا شك في أن خروج الهلال من المرحلة الأولى لهذه البطولة في الموسم الماضي يدفع اللاعبين للقتال الرجولي لتخطي بطل مالي بنتيجة المباراتين حتى لا تتكرر تجربة الموسم الماضي المريرة التي احبطت الجماهير الزرقاء التي عودها الفريق على الذهاب بعيداً في هذه البطولة بعد أن حقق انتصارات داوية على أقوى وأفضل الأندية الافريقية كالاهلي والزمالك المصريين وناساروا النيجيري والترجي التونسي ومازيمبي الكنغولي والاسماعيلي والرجاء البيضاوي وبقية الأندية التي تمثل قمة الكرة الافريقية. وبما ان الهلال يلعب اليوم أمام بطل مالي الذي يمتاز بديناميكية الحركة وسرعة الايقاع ودفاع جيد ووسط فعال وقوة هجومية ضاربة تستطيع الوصول للمرمى من العمق والأطراف، فإن الهلال يحتاج في مواجهة هذا الفريق العملاق الى استراتيجية دفاعية يمكن أن نطلق عليها الدرع الحديدي، حيث يتم اغلاق المنطقة بدفاع صلب مكون من اربعة لاعبين وامامه ثلاثة لاعبي ارتكاز يشكلون حائط صد أمامياً للقيام بالمراقبة اللصيقة للمهاجمين ومفاتيح اللعب لمنعهم من الاستلام وخلق الفرص والتهديف.. واذا كان هدف استراتيجية الدرع الحديدي المحافظة على نظافة شبكة الهلال فإن ذلك لا يعني ان يتكتل الفريق طوال زمن المباراة داخل منطقته الأمر الذي سيؤدي في النهاية لانهياره من الضغط الهجومي المتواصل، ولذلك لا بد من الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة في محاولات جادة لاحراز هدف أو هدفين لقلب الطاولة وارباك حسابات الفريق المالي الذي سيلعب بطريقة هجومية لاحراز فوز كبير يريحه في مباراة الرد بالخرطوم بعيداً عن أرضه وجمهوره، واعتقد ان الهلال لو استغل اندفاع بطل مالي لاحراز الأهداف بهجمات مصنوعة بدقة وسرعة يستطيع تحقيق الفوز كما فعل كمبالا الذي استثمر لعب المريخ بطريقة مفتوحة ليحرز هدفين اصابا المريخ في مقتل، كذلك لا بد من احتفاظ الوسط الهلالي بالكرة لفترة معقولة بالتمريرات القصيرة واللعب الممرحل لاراحة الدفاع وفتح الثغرات في جبهة بطل مالي الذي سينحصر كل تفكيره في الهجوم المكثف للفوز بثلاثية على أقل تقدير. واعتقد ان طريقة اللعب المثالية لتنفيذ الدرع الحديدي هي 4/3/2/1 حيث يتكون رباعي الدفاع من مساوي وأتير توماس وبويا وسيسيه وثالوث الارتكاز من الشغيل ومالك وسامي، لأن الهلال يحتاج في هذه المباراة للاعبين يدافعون بقوة وصلابة ويجيدون التغطية والمراقبة ويقومون بتنظيف المنطقة أولاً بأول، مع الاحتفاظ بعمر بخيت ونزار للتغيير لان طريقة لعبهما لن تمكنهما من ايقاف موجات الهجوم العنيفة.. اما ثنائي الوسط المتقدم فيتكون من مهند وكاريكا اللذين يملكان القدرة لبناء الهجمة وزيادة عدد المهاجمين داخل الصندوق، فضلاً عن الاستفادة من قدرات مهند في التهديف القوي من خارج المنطقة كأحد الحلول لاحراز الأهداف، وفي المقدمة الهجومية يلعب بكري المدينة كمهاجم صريح لتميزه بالسرعة والحركة المستمرة والاختراق المباشر من العمق والضغط المستمر على المدافعين لمنعهم من التقدم والتمرير السليم بجانب انطلاقاته السريعة لاحراز الأهداف من الهجمات المرتدة وهي امكانيات لا تتوفر لبقية المهاجمين مع وجود كوليبالي وبشة وسيدي بيه كاحتياطي جاهز للوسط المتقدم والهجوم. خلاصة القول ان الدفاع القوي وعمل حائط صد أمامه والاعتماد على المرتدات مع الانتقال السريع للامام في حالة الاستحواذ على الكرة لتشكيل خطورة حقيقية على جبهة الفريق المالي هو الاسلوب الأمثل لمواجهة فريق في قوة وخبرة الملعب المالي الذي يعتبر اللعب المفتوح أمامه مغامرة خطيرة قد تلحق بالفريق هزيمة قاسية يصعب تعويضها في مباراة الرد باستاد الخرطوم. لماذا فوض صلاح ادريس الحاج عطا المنان لتجديد عضويته وهو المعارض للتعيين والمؤتمر الوطني؟ لو كان صلاح ادريس موجوداً داخل السودان وترشح لرئاسة الهلال لخسر المعركة ناهيك عن وجود مشكلة قانونية تحول دون ترشحه لاقامته خارج البلاد.. واذا كان صلاح ادريس ضد التعيين والمؤتمر الوطني بالمطلق، فلماذا فوض الحاج عطا المنان القيادي بالمؤتمر الوطني والذي جاء لرئاسة الهلال بالتعيين وفي وجود العديد من قيادات تنظيمه الوهمي الذي هو بلا قواعد أو هياكل أو برامج أو كوادر، وكل ما يتوفر لهذا التنظيم هو المال لشراء العضوية التي يحلم بالعودة عن طريقها لقيادة النادي الذي كتب استقالته من رئاسته بمقصورة الاستاد اثناء احدى المباريات للترشح للاتحاد العام والتي اعتبرها الكثيرون وسيلة للهروب من الهلال الذي تركه في حالة يرثى لها من الديون والمشكلات والصراعات والأداء الاداري والمالي المرتبك والذي أوصل النادي لمرحلة تهديد الفيفا له بالايقاف من ممارسة النشاط اذا لم يسدد التزاماته المالية تجاه المدربين والمحترفين الأجانب، ولذلك فإن تجديد العضوية لن يتيح له الترشح للرئاسة حسب قانون الرياضة الذي يشترط الاقامة في الخرطوم لنيل حق الترشح لمجلس الهلال.. واعتقد ان الاتجاه الأقرب لصلاح ادريس انه يريد ان يخوض الانتخابات بقائمة يديرها بالريموت من جدة اذا قدر لها ان تفوز وهو أمر في حكم المستحيل بعد التجربة المريرة التي عاشها الهلال في عهد صلاح ادريس والتي لم يرث فيها غير الفرقة والشتات والفشل في كل المجالات.