على الرغم من المحاولات التي تبديها الحكومة في حوارها مع قطاع الشمال والتصريحات المختلفة بشأن الاتفاق مع قطاع الشمال، لكن ما يدور داخل الغرف المغلقة بين الوفدين لا يستطع حتى الوفد الحكومي أن ينفى ما يدور من اختلاف في وجهات نظر الطرفين وما بين إصرار طرف على مطالبه ورفض الآخر على الموافقة تمكن نقطة الخلاف التي ربما ستكون سبباً جعل المراقبين وحتى مصادر حكومية تقول إن هذه المفاوضات في طريقها إلى الانهيار. ومن خلال هذه الاستطلاع مع قيادات الأحزاب والقوى السياسية التي اتفقت على أن هذه المفاوضات في طريقها إلى الانهيار ولن يصل الطرفان إلى اية نتيجة إيجابية. وانتقدت هذه القيادات الحوار الثنائي بين الطرفين، وطالبت بضرورة إشراك أحزاب المعارضة في التفاوض. في هذا الاستطلاع خرجنا بآراء مختلفة من قيادات أحزاب سياسية اتفقت على انهيار هذه المفاوضات بسبب الحوار الثنائي.. إشراك المعارضة القيادي بحزب المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي يقول إن طرفي التفاوض هم حاملو السلاح فهم الذين في أيديهم قرار وقف إطلاق النار، لكن بهذه الصورة التي يتم بها التفاوض فلن يصلوا إلى اتفاق لكن يكمن التخوف من خلق نيفاشا ثانية ستكون عاقبتها ما حصل في الجنوب، وانتقد السنوسي الحوار الثنائي بين الحكومة والقطاع في قضايا تهم كل أهل السودان إضافة إلى رفضه الآلية الإفريقية بقيادة ثامبو امبيكي، وقال لا نوافق على أمبيكي ووسائط إفريقية، فلماذا نأتي بشخص من الخارج لا يعلم عن السودان كأهله ولن يكون حريصاً أكثر من أهل السودان، وتساءل لماذا لا يتم الحوار داخل السودان وتكون أحزاب المعارضة طرفاً محايداً، وذلك لوجود عدم الثقة بين الطرفين ولو أشركوها في اتفاق السلام لما حدث ما حدث بسبب هذه الاتفاقية. ويضيف السنوسي يجب إشراك القوى السياسية الأخرى لا أن تكون المفاوضات حكراً على طرفين فقط. عدم استعداد من الحكومة القيادي بالحزب الاتحادي الأصل الدكتور علي السيد يرى أن الحكومة لم تأت لهذه المفاوضات مستعدة بل همها الأساس أن تكون هناك مفاوضات لكن ليس المهم النتائج وتريد أن تخلق علاقات عامة والقطاع يعي ذلك لذلك يضع شروطه أمام الحكومة، والحكومة ترفض الحديث في المسائل القانونية وتبقى المفاوضات تتجه إلى طريق مسدود، وتسعى الحكومة لعقد مؤتمر قومي حتى يأتي القطاع للخرطوم لكن بتنازل من الحكومة وهو ضمان دولي للقطاع بعدم مساس أي عضو من القطاع. ويضيف السيد أن الوضع الراهن يتطلب الوصول الى اتفاق بين طرفين قبل ان تأتي الحركة إلى السودان لكن الحكومة غير جادة في الحوار مع القطاع. خبراء للتفاوض الشريف حسين الشريف الهندي عضو اللجنة المركزية بالحزب الاتحادي الديمقراطي «جناح الدقير» يرى أن اتساع دائرة المفاوضات بين الطرفين ربما قد يقود إلى الوصول إلى اتفاق على الرغم من عدم وجود أية نقطة التقاء بين الطرفين حتى الآن، ويضيف الهندي أن على الحكومة أن تستعين بآراء وخبراء وعدم احتكار أطراف التفاوض على جهات بعينها. تخوف من «نيفاشا 2» الدكتور أسامة توفيق القيادي بحركة الإصلاح الآن يرى أن المفاوضات فى طريقها إلى الانهياربسبب الحوارات الثنائية وبهذه الطريقة لن يصل الطرفان إلى اى اتفاق فنحن أبدينا رأينا وأيدنا مقترح الدكتور حسن الترابي بأن تنقل المفاوضات إلى داخل السودان وهو مقترح إيجابى لإبعاد وتدويل القضايا وما زلنا ننادي بأن الحلول لا تكون جزئية ويجب ان نتعظ بما حدث فى اتفاقية نيفاشا التى أفضت الى انفصال الجنوب وأعطت الحركة الشعبية الحق في تقرير أشياء تخص الشمال ونخشى ان تفضي هذه المفاوضات لاتفاق جزئي سيجبرنا على البحث عن جنوب آخر. لذلك يجب تكوين آلية الوفاق الوطني من كل القوى السياسية بآلية كمجلس حكماء وتكون القرارات ملزمة للطرفين وإخضاع الأمر لوسيط دولي. ويمضى أسامة بالحديث قائلا إن على الحكومة ان تكون جادة فى مواقفها لحل مشكلات البلاد، فعرمان سياسي يعي أن الحكومة «مجهجهة» لذا على الحكومة تقوية الجبهة الداخلية فهى الحل الأمثل والمخرج لقضايا السودان. مماطلة من الطرفين الأمين السياسي بحزب العدالة بشارة أرور يرى ان الطرفين لديهما فرص إذا ضاعت فستتأزم الأمور مما هى عليه. فالاتفاق يتوقف على جدية وإرادة الطرفين للوصول الى اتفاق لكن اذا لم تكن هناك نية ورغبة فى الوصول، فلن يتم اي اتفاق، وهذا نوع من المماطلة، ويضيف أرور ان هناك نوعاً من التماطل فى الطرفين بسبب عدم إحساس بالمسؤولية واذا لم يخط خطوة الى الأمام ولم يتم التوصل الى اتفاق فلن يكون هناك سوى الخراب والدمار لذلك أمام الطرفين فرص يجب الاستفادة منها. ويختتم أرور حديثه بضرورة إشراك القوى السياسية الأخرى حتى ينجح هذا التفاوض. نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق محمد إسماعيل يرى ان الأسس التى قامت عليها هذه المفاوضات هو القرار الأممى 2046 القاضى بعلاج أزمة كردفان والنيل الأزرق على وثيقة الاتفاق بين نافع وعقار وتعتمد الوثيقة على رؤية قومية لحل الأزمة بصفة عامة، ويضيف الفريق صديق ان الحوار الثنائي لن يفيد فى هذه المرحلة لانها مرحلة الحل الشامل لهذه القضايا ولن تتحقق أي أهداف إلا بجدية الطرفين بضرورة إيجاد حل لهذه القضية.