شهدت الفترة من العام 1937م وحتى العام 1954م أكبر موجة لابتعاث الكوادر المهنية والوظيفية لإنجلترا لنيل دراسات متقدمة في عدد من التخصصات ولسد النقص في عدد المشتغلين لدفة العمل الإداري والفني الذي كان في تطور ونماء. أحد أولئك المبتعثين وأشهر من كان ينتمي للإعلام وقبيلته هو الأستاذ أبو عاقلة يوسف صاحب الروح الطيبة والمعاني والسجايا الإنسانية وملاك الرحمة الذي كلما تذكره معاصروه تمنوا لو أن البشر كلهم كانوا مثله أدباً وسلوكاً وأخلاقاً. وهو من مواليد العام1920م برفاعة تلك المدينة التي ارتبطت بآل أبو سن.. التحق الأستاذ أبو عاقلة بالإذاعة في العام 1934م وهي محطة العمل الثانية له في إطار خطة المستعمر في إحلال وإبدال الموظفين التي كانت سائدة آنذاك فحط به الرحال بمكتب السكرتير الإداري وتحديداً مكتب المديرية الرئيسي بالخرطوم. أثبت خلال عمله بهذا المكتب كفاءة واضحة وقوة شخصية ممزوجة بعلاقات متزنة أدباً وسلوكاً وهو ما حبب إليه مرؤوسيه وزملاءه. تدرج في الوظيفة الإدارية فعين موظفاً مسؤولاً عن اختيار الموظفين والعمال الجدد المنتسبين لجهاز الدولة. التحق بالإذاعة بطلب خاص منه.. فزامل الأساتذة حسين طه زكي ومتولي عيد ومحمد صالح فهمي، وتم اختياره في دورة تدريبية بلندن بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية فابتسم له الحظ أيما ابتسام بلندن إذ تصادف وجود الأستاذ مكي شبيكة ود. أحمد الطيب أحمد فأصبح ثالثهما في السكن بوسط لندن فكانت فترة من فترات النضج والسعي نحو تجويد العمل الإعلامي فكان أن وصل لمرحلة التجويد تلك التي سمعها الناس في تعلق يوم الاستقلال ورفع العلم. قدم من خلال الأثير الإذاعي برنامج «حديث الأربعاء» ذلك البرنامج الذي كان يوقظ أذهان الشعب باثاً الوعي القومي والسياسي على صعيد العمل الإذاعي فد ترأس قسم الأخبار بالإذاعة في أبريل من العام 1957م، ووصل به المطاف مديراً للإذاعة فيما بعد كأحد أشهر الإذاعيين في تاريخها.