الأستاذ قصي السماني المؤلف والمخرج صاحب المواهب المتعددة فهو شخص دؤوب في عمله أخرج العديد من الأفلام ومؤلف لأكثر من أربعين فيلماً من سلسلة حكايات سودانية التي عُرضت على قناه «الشروق» الفضائية ونالت أفلامه العديد من الجوائز في مهرجانات دولية، وله اهتمام خاص بمسرح الطفل، فقد كان من مؤسسي فرقة «ألوان الطيف»، وهو مؤلف أول مسرحية للأطفال «أرنب خاص جداً». «الإنتباهة» جلست إليه وطرحت عليه العديد من الأسئلة حول مشكلات الدراما السودانية، وكيفية معالجتها والكثير من الأسئلة: حاورته: نسرين محمد الحسن حدثنا عن تجربتك «حكايات سودانية» علماً بأنها أكثر الدراما شهرة؟ تجربة كبيرة جداً وقمت بتأليف «44» فيلماً، وفي بداية التجربة كانت بإشراف عدد من السوريين الأستاذ بشار إبراهيم والأستاذ المخرج إياد، والأستاذ عروة محمد. وعلى مستوى الإخراج والسينما الأستاذ أبو بكر الشيخ، فاستطعنا تحقيق أفكارنا على مستوى العالم العربي بمساعدة الأستاذ المخرج عروة محمد. ماذا أضافت لك هذه التجربة؟ أضافت لي خبرات كبيرة جداً فقد بدأت العمل في مجال التأليف بصورة أوسع، وعلى مستوى الحياة الشخصية أضافت طاقة مخبأة لم اكتشفها إلا بعد خوضي هذه التجربة الجميلة وعلمتني الصبر والمثابرة. حكايات سودانية. هل تعكس كل الواقع السوداني المعاش؟ لا. لأننا بحاجة لسلسلة من حلقات كثيرة لسنوات كي نعكس كل هذا الواقع. لأن الواقع الحالي والمستقبل وأيضاً المتغيرات تؤثر على الواقع، لذلك نحتاج لزمن طويل لنبرز كل الواقع المعاش. هل هناك إستراتيجيات جديدة للعمل الدرامي في السودان؟ الإستراتجيات صفر يتراوح للسالب. لماذا؟ الدولة غير داعمة للعمل الدرامي مع أن الدراما صمام أمان لكل مشكلات السودان لأنها تخاطب الوجدان السوداني. لماذا اختفت المسلسلات السودانية من الشاشة؟ اختفى الإنتاج من المسلسلات، واختفت المسلسلات المنتجة من مكتبات التلفزيون. مقاطعة: لماذا اختفت؟ التلفزيون يهتم بأمرين: الأول البرامج السياسية، والثاني الرياضة. حدثنا عن المشاركات الخارجية والمهرجانات والجوائز؟ نلت جائزة ذهبية مهرجان القاهرة في فيلم «تصبحون على وطن» إخراج الأستاذ السوري عروة محمد، وبرونزية تونس لفيلم «الرضي» إخراج أبو بكر الشيخ ومشاركة في مهرجان بغداد «عرض غير قابل للنقد جسد غير قابل للتشريح» للمخرج أبو بكر الشيخ وحفل استعراضي في دبي بمشاركة الفنان طه سليمان. كتابة القصة والسيناريوهات وفن الإخراج، كيف تستطيع الدمج بينها؟ في مجال التأليف أصب كل تفكيري في القصة، وفي أثناء التأليف توجد في بالي الصورة الإخراجية في ذات الوقت أكون قد رسمت صورة وشكل الإخراج للقصة مباشرة دون تعب، والإخراج أتعامل مع السيناريو في رسم الشخصيات، والاستعراض يكون بين التأليف والإخراج لأن الصورة موجودة في الذهن بكل سهولة يسهل تنفيذها في الواقع، لذلك لا يصعب عليَّ الدمج بينها. اختيار الشخصيات في الأفلام؟ المخرج هو الذي يقوم باختيار الشخصيات على حسب الأدوار، وأيضاً الكاتب يرشح بعض الشخصيات بالاتفاق مع المخرج وذلك لرؤيته الذهنية للقصة. السحر الذي تتمتع به الدراما عموماً في الدول «الهندية المصرية التركية» هل لها تأثير قوي وفعَّال على الدراما السودانية؟ لا توجد علاقة بينها الدراما الوافدة استخدمت حيلها مكررة القصص وهي مبنية على الشكل الجمالي «الديكور وغيره» والدراما السودانية إذا توافر لها إنتاج توجد بها عوالم وقصص مدهشة أكثر دهشة من أي دراما في العالم. فلدينا مواقع متعددة ومتنوعة وأجمل ما فيها اختلاف متباين من «جبال غابات وديان صحارى» وكل هذه مناظر خلابة. حكايات أبرزت بعض معضلات المجتمع السوداني، كيف تتم المعالجة من خلال كتابة القصة؟ أهدافها محددة ولا بد من مناقشتها وتتم كتابة فكرة تجسد الهدف، بعدها تتم كتابة القصة والسيناريو والمعضلات متعددة ومتنوعة لقضايا تهم المجتمع من زوايا مختلفة. الدعم للدراما السودانية كيف يتم؟ لا يوجد أي نوع من الدعم، وقناة «الشروق» كانت هي القناة الوحيدة التي تهتم بالدراما السودانية وقدمت مشواراً ممتازاً للعمل الدرامي وتوقفت. ما أسباب توقف الدعم؟ ميزانيتها قلت جداً لذلك لم تستطع توفيرالدعم السابق. ملامح عن الموسم القادم لحكايات سودانية؟ موسم قاتم وغائم لا توجد ملامح ظاهرة ونتمنى أن ينزاح الغيم، ونرى الشروق من جديد. كلمة أخيرة؟ نتمنى اهتماماً متوازناً ما بين الإعلام والدراما. ونتمنى مواصلة الاهتمام بالدراما لأن كل منهما يكمل الآخر، وأتمنى إنتاجاً درامياً ينتهي على الشاشة ويبدأ في ذهن المشاهد.