وهنا نبدأ بالمسائل الإجرائية والتي تتعلق بهيكلة الحوار على افتراض أن مرسوماً رئاسياً قد صدر بتكوين آلية الحوار، مهامها، واجباتها، مداولات الحوار داخل لجانه الرئيسة ومجموعات عمله الفرعية، كما تحددت المجموعة المساندة بالأوراق الفكرية والبحثية للقضايا وفي موضوعات المحاور التي يتناولها الحوار. اللجان الرئيسة: وبذا تكون الصورة الإجرائية الواقعية والعملية هي رئاسة متناوبة من شخصين تقوم بإدارة الحوار في لجانه الرئيسة وتتبعها سكرتارية فنية لضبط مداولات الحوار وتوصياته ومع السكرتارية الفنية المتناولة من عضوين كما تكون مجموعة العمل الفكرية والبحثية من العلماء والخبراء وهنا يأتي دور جامعة الخرطوم في تقديم الكوادر الخبيرة والعليمة في هذه الشؤون حتى تبتدر المداولات بأوراق بحثية مختصرة تتناول الموضوعات والمسائل التي يراد نقاشها والوصول إلى اتفاق حولها وتظل المجموعة الفكرية والبحثية حضورًا قائمة للإجابة عن الاستيضاحات والأسئلة الفنية ومساعدة الرئاسة في البقاء على الخط وعدم الخروج من السياق الواضح والمحدد والمفهوم للقضية موضوع البحث والنقاش. أما القضايا الموضوعية (Subtantative issues) فهذه كثيرة ولها فرعيات ويمكن تناولها في اللجان الرئيسة والتي تحدد بالمحاور الأربعة التالية: 1 - المحور السياسي 2 - المحور الاقتصادي 3 - المحور الاجتماعي 4 - المحور الأمني ومن البدهي أن هذه المحاور الأربعة تشمل عددًا من قضايا فرعية يمكن بحثها على مستوى مجموعات العمل (working groubs) وهذه عادة ما تكون مجموعات متخصصة يشارك فيها كل حزب أو تجمع أو هيئة بمندوب، كما تكون المجموعة الفكرية والبحثية موجودة في هذه المجموعات أيضاً حتى تساعد وتساهم في توجيه النقاش إلى غايته المرادة والمطلوبة. لا أول أن أتطرق إلى الموضوعات والقضايا بمحاور الحوار والنقاش ولكن اقترح أن تفتح اللجان الرئيسة أبوابها كلها لتشمل القضايا التي لم تحدد في بيان أو قرار تكوين آلية الحوار ومناشطه، بصورة تمنح الحرية للمقترحات من المحاورين دون أن يكون هناك غمط أو افتئات أو حجر على حقوق المشاركين في الحوار بإبداء وجهة نظرهم فيما يتعلق بالقضايا المطروحة موضوع الحوار، وهذه المسائل الهامة في الحوار وهي مقتضى المرونة والتسامح في بدايات الحوار مما يجعله مفتوحاً وحق الرأي والمبادرة فيه متاح للجميع بجدية ومساواة، وهي قاعدة سليمة لانطلاق متكافئ فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة ذات الطبائع المصيرية والمضامين السيادية العليا في الحوار وقيمه وموجهاته. وثمة كلمات في حق الرئاسة والسكرتارية نرى من الضروري أن يتم اختيارها بقدر كبير من الدقة والعناية، ويراعى فيها تراكم الخبرة ودائرية المعرفة وحنكة التجربة وعمق الممارسة حتى لا يفلت الزمام ويفرط الحبل ويميل الشراع وتجنح المركب إيذاناً بالغرق في شبر من الماء والعياذ بالله. ومن هنا آمل أن تكون الصورة واضحة إجرائياً وموضوعياً كالتالي: إجرائياً: (1) رئاسة + سكرتارية (2) لجان رئيسة + مجموعات عمل فنية ومتخصصة (3) مجموعة فكرية وبحثية مساندة موضوعياً (أ) محاور لقضايا رئيسة أربع أو تزيد تبحث في اللجان الرئيسة وتحال إلى مجموعات العمل الفرعية المتخصصة. (ب) مجموعات عمل فنية ومتخصصة لقضايا فرعية. (ج) مجموعة إسناد فكرية وبحثية تظل مرابطة وموجودة على مستوى اللجان الرئيسة وكذلك مجموعات العمل الفنية والمتخصصة. (د) سكرتارية عامة لتسجيل مضابط الحوار والنقاش والتقرير عن ذلك. (ه) يحدد موعد معين لكل لجنة لترفع للرئاسة بتقاريرها مع التوصيات اللازمة من اللجان الرئيسة ومجموعات العمل المتخصصة الفرعية تأكيدًا بأن مجموعات الحوار قد قامت بدورها في استكمال مطالب الحوار والمناقشات للموضوعات المحددة الموكلة إليها والوصول إلى توصيات أو مناهج عمل متفق عليها وبالله التوفيق. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد