ارتفعت في الآونة الأخيرة عمليات السرقة بشقيها المنظم وغير المنظم وازدادت عدد الزيارات الليلية وكذلك حالات خطف الحقائب وعمليات النهب وانتشرت العصابات في كثير من المدن والأحياء بعد أن قلت بنسبة كبيرة في الاعوام الاخيرة وانحصرت في الاماكن الطرفية والعشوائية ولكنها طفت للسطح مرة أخرى في جميع الأرجاء وأصبح زوار الليل وعصابات الخطف والنهب يشكلون رعباً حقيقياً. «البيت الكبير» سلط عليها الضوء لمعرفة الكثير عن هذه الظاهرة. نصب فخ محكم مرت ع- بتجربة أكثر غرابة وقالت :انتقلت مع ولدي لمنزل في العاصمة بعد أن تم قبول ابنتي في الجامعة وكان ابني يعمل في أحد الأسواق ووجد هذا المنزل بواسطة أصدقائه بعد أن بحث كثيراً عن مثل هذا المنزل وصادق ابني اثنين من أولاد الحي وكانا يترددان علينا من وقت للآخر وفي يوم الحادث أتى الاثنان وكنت أنا وابنتي وحدنا ولما تأكدا أنه غير موجود دخل أحدهم وبدأ في سرقة المنزل بينما كان الآخر ينتظر في الخارج صرخت بصوت عال ليقذفني الموجود بالخارج بحجر ضخم وفرا ببعض الأغراض وأصبت إصابة بالغة ونصحتني جارتي بعد أن صارحتها بأني عرفت هويتهما بأن لا أخبر أحداً حفاظاً على حياة ابني ! لم يكن في حسبان الياس ومصطفى أن الذهاب لتقديم واجب العزاء لصديقهما في الجامعة سوف يعرضهما لمخاطر كثيرة وفي عز النهار وداخل العاصمة كانت بداية القصة عندما توفي عم صديقهما وزميلهما بالسكن في أحد الأحياء بالعاصمة ولما أرادا أن يذهبا لتقديم واجب العزاء استقل الاثنان عربة تخص زميلاً آخر لهما وبسبب حداثة عهدهما بالعيش في السودان لم يكونا يعرفان المعالم البارزة وعند وصولهما لمنطقة معينة اتصلا بصديقهما ولكن لم يكن وصف المكان واضحاً فاستعانا بشاب كان جالساً على الطريق واعطياه التلفون حتى يسمع ويصف لهما طريق البيت ولكن هذا الشاب استغل الموقف فوصف لهما مكاناً آخر غير المكان الذي وصفه زميلهما وعندما ذهبا كان تنتظرهما مجموعة من أفراد عصابة جردوهما من أي شيء يحملانه وأصيبا ببعض الجروح الطفيفة وتعرضت العربة التي تخص زميلهما لتفكيك بعض أجزائها. أما أحمد الذي يعمل سائقاً لعربة أمجاد تعرض لموقف مشابه فقال: ركبت معي سيدة في العقد الرابع وطلبت مني إيصالها لمكان معين واندهشت عندما وافقت على الفور على المبلغ الذي طلبته منها نظير ذلك المشوار وبعد أن وصلت منطقة معينة طلبت مني أن أقف عند باب أحد المنازل بحجة أنها سوف تأخذ غرضاً بسرعة وسوف تعود ارتبت في أنها تريد أن تهرب ولكن لكي أثق بها تركت شنطتها ونزلت ودخلت للمنزل وبعد مدة خرج شاب وطلب مني النزول لكني لم أنزل ولما يأس قام بإجراء اتصال فشككت في الأمر فقررت المغادرة وقبل أن أغادر كان أسرع وأخرج سكيناً ووضعها في عنقي وطلب من الترجل والسير معه للداخل وعدم إصدار أي صوت وأتى عدة شبان آخرين وقاموا بنهب ما أحمله من أموال وتلفوني وبعض الأشياء من العربة. أما منال قالت: في وضح النهار كنت أسير في شارع عام في العاصمة وظهر فجأة عدة لصوص وأمام كثير من الناس قاموا بانتزاع شنطتي الخاصة وكان بداخلها تلفوني واخرى كنت احمل فيها جهاز الكمبيوتر عنوة ولما تشبثت بالاخيرة بعد ان اخذوا الاولى قاموا بضربي ولما انتبه المارة كانوا قد اختفوا وكأنهم اشباح. استطلاع قال أزهري إن ظاهرة السرقات والنهب زادت بصورة لافتة في الآونة الاخيرة نسبة للزيادة الكبيرة في الاسعار لمختلف السلع التي لم تكن لها قيمة مثل الملابس والاحذية وحتى السفنجات فعادة السرقات من امام الجوامع ومن حبل الغسيل. أما سليمان فقال الاكتظاظ السكاني والحروب التي تتسبب في النزوح هي من الأسباب الرئيسة في انتشار الجريمة بأنواعها المختلفة وأيضاً التواجد الأجنبي غير الشرعي حيث يقيم بالعاصمة آلاف الأجانب والنازحين الذين لا يمتهنون مهناً معروفة لكسب لقمة عيشهم فمن الطبيعي اللجوء للأعمال غير الشرعية. رأي الاختصاصيين الأستاذة والباحثة الاجتماعية زينب ذكرت جملة من الاسباب التي ساهمت في رجوع وارتفاع نسبة معدلات الجريمة قائلة ارتفاع نسبة البطالة ساهم بشكل فاعل في ارتفاع معدل الجريمة ولجوء الكثير من الشباب لممارسة الاعمال غير المشروعة وأيضاً الوضع الاقتصادي وارتفاع أعباء المعيشة أدى لظهور أنواع أخرى من الجرائم مثل الدعارة وتجارة المخدرات دفعت الشباب للسرقة والنهب لتوفير أموال من أجل ممارسة تلك الأفعال كما أن ضعف الوازع الديني والتشرد والنزوح كلها مسببات لتفشي السرقات والسلب.