لقاء الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض د. الترابي برئيس الجمهورية في بيت الضيافة يعني لكل مكونات الحركة السياسية على خلاف مواقفها من الحكومة وحزبها الشيء الكثير ويعني أن المقدار الذي خطأ به الترابي ناحية جماعته القديمة هو مسافة ابتعاد من مجموعة المعارضة وبالرغم من التسريبات الإعلامية التي أكدت لقاءهما سراً إلا أن هذا اللقاء يعتبر الأهم والأخطر خاصة أن هنالك تصريحات من الحزب الحاكم أكدت أن مضي الأمور بين الترابي والحزب الحاكم قد قطعت أشواطاً بعيدة دخلت إلى نواحي مناقشة ملفات المشاركة ووحدة الحركة الإسلامية الشيء الذي نفاه الحزب الحاكم وبحسب مراقبين أن هنالك تناقضات بين تصريحات الحزبين حيث نفى الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في تصريحات سابقة أي تصور لوحدة حزبه مع المؤتمر الوطني وقال إذا كان المؤتمر الوطني يبحث عن حلول لازمته فهذا شأنه وقال نحن نبحث عن تغيير كامل وتحول ديمقراطي كامل وقال إن تحليلات الساسة والإعلاميين للحديث عن الوحدة بين الشعبي والوطني سببها القطيعة الطويلة بين الحزبين لأكثر من أربعة عشر عاماً وتصريحات عمر توافقت مع حديث سابق من داخل الحزب أطلقه أمين الفكر بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق ووصف فيه الأشواق لهذا الاتجاه مستحيلة وأن أسباب المفاصلة ما زالت متوفرة وأن الطريق إلى الوحدة معبداً ولكن الأبواب مغلقة ويمكن للمؤتمر الشعبي أن يتحد مع أي حزب آخر أقرب ايدولوجياً عدا الوطني والمراقب للأحداث الآن تبدو الصورة غير واضحة أو ضبابية حول مارشح من توحيد الإسلاميين بشقيهم الوطني والشعبي عبر مبادرات يقودها بعض الذين يبدون ميولاً لوحدة التنظيم وظهر ذلك عندما صرح نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ إبراهيم السنوسي بتصريحات تتحدث عن توحيد الإسلاميين في السودان وأدى ذلك إلى ردة فعل متباينة داخل حزبه عكسه الأمين السياسي لافتاً النظر إلى من يريد أن يعرف حقيقة توجهنا فليراجع خطابنا السياسي الذي يتحدث عن أزمة بلد واصفاً حديث السنوسي بالشخصي وأن أي حديث عن الوحدة يعتبر أحلام زلوط، في المقابل قال القيادي بالمؤتمر الوطني عباس الخضر الذي يعد من قادة مبادرة توحيد الإسلاميين نحن ننطلق إذا كان هنالك هجوم شرس على كل ما هو إسلامي. تبدو أن أشواق الوطنيين تنطلق من عاطفة المنطق نحو الوحدة لمجابهة العواصف تجاه التيار الإسلامي، والناظر للمؤتمر الشعبي يرى أن هنالك تناقضاً في تصريحاته فتارة مؤيد للوحدة وتارة معارض لها وفي ظل التحولات الأخيرة التي فاجأ بها الترابي الساحة السياسية يرى عدد من المراقبين أنها محاولة لإنقاذ الإنقاذ وفق حلحلة خيوط القنابل الموقوتة التي توشك عداداتها على الوصول إلى نقطة النهاية وأن هنالك تحولاً لافتاً في مواقف الرجل الحادة تجاه الحكومة فلم يهادن منذ لحظة المفاصلة الشهيرة رافضاً كل دعوات المصالحة والحوار. ولقاء الرئيس بزعيم المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي ببيت الضيافة يراه محللون بأنه بمثابة خروج رسمي من تحالف قوى المعارضة فهل من تفاهمات سرية مسبقة جرت بين البشير والترابي وهل يشير ذلك إلى الوحدة بين الحزب الحاكم والمؤتمر الشعبي بعد اللقاء الأخير وهل الوحدة أصبحت ممكنة؟ الأمين العام لحزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين قال: إن اتجاه الإسلاميين للتوحد أملته الظروف العامة المحيطة بهم كاتهامهم بالإرهاب من جانب دول الخليج أو ما يحدث لهم في مصر ورحب نيابة عن حزبه بوحدة الإسلاميين ووحدة كل الكيانات السياسية بالبلاد لكنه قال: إذا كانت وحدتهم من أجل العودة بالإنقاذ إلى مربع واحد وإلى احتكار السلطة وتعذيب الناس فهذا أمر مرفوض، في ذات السياق استبعد المحلل السياسي بروفيسور الساعوري أن يقود التقارب بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي إلى وحدة الإسلاميين وقال في تصريح للزميلة آخر لحظة إن وحدة طرفي الحركة الإسلامية لن تتحقق إلا في ظروف وأوضاع قاهرة تجبر الطرفين على تحقيق الخطوة، وتوقع في الوقت ذاته أن تسهم الحوارات التي ابتدرها المؤتمر الوطني مع القوى السياسية المعاصرة في إزالة حالة الاحتقان في المشهد السياسي بالبلاد إذن الوحدة بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي وعودة المياه إلى ما كانت عليه قبل المفاصلة ظلت تمثل أشواق العديد من الإسلاميين وهذه بداية لمرحلة جديدة.