وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    قرارات اجتماع اللجنة التنسيقية برئاسة أسامة عطا المنان    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟    مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظهور إصابات حمى «الجمرة الخبيثة» بالجور في غرب بحر الغزال
نشر في الانتباهة يوم 22 - 03 - 2014

كشف محافظ مقاطعة فشودة بأعالي النيل بدولة جنوب السودان موريس اديانك عن استمرار المعارك بين قوات الجيش الحكومي وقوات المعارضة المسلحة، وفي السياق نفسه كشف إديانك، عن تزايد اعداد النازحين من ملكال ومقاطعات أخرى بأعالي النيل بمحلية فشودة، داعيا المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالإسراع في مد المتأثرين بالمعينات الإنسانية وخيام الإيواء، وقال إديانك ان هنالك معاناة تواجه المتأثرين الذين فروا جراء الصراعات إلى فشودة، موضحاً أن أعدادهم في تزايد، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية مستقرة بفشودة، لكنه أقر بصعوبات تواجه المتأثرين نتيجة لنقص الغذاء وخيام الإيواء، كاشفاً تفشي حالات الإصابة بالإسهالات وسط الأطفال وعزا السبب للتكدس، وفي ولاية الوحدة كشف مستشار الأمن بالولاية جون لوك عن صد قوات الجيش الشعبي لثلاثة هجومات من قبل المعارضة على منطقة اللير آخرها قبل خمسة أيام وتم صدها من قبل الجيش الحكومي في محاولة لاستردادها، وقال ان الأوضاع مستقرة ببقية أجزاء ولاية الوحدة، فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان.
استمرار المعارك
كشف الناطق الرسمي باسم وفد مشار المفاوض مع حكومة جوبا يوهانس موسى عن استمرار المعارك بين طرفي الصراع بمدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي، ونفى مزاعم الجيش الشعبي باستعادته لملكال، وقال موسى في مقابلة مع راديو تمازج أن تصريحات الناطق الرسمي القائل إن قوات الجيش الشعبي استعادت سيطرتها على ملكال غير صحيحة، ووصف موسى التصريحات بإنها دعاية إعلامية من قبل جوبا، وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي العقيد فليب اقوير قد أعلن أمس الأول إستعادة قوات الجيش الشعبي لمدينة ملكال حاضرة أعالي النيل بعد معارك دارت ثلاثة ايام مع قوات المعارضة على حد تصريحات اقوير، وتأتي هذة الإشتباكات قبل عشية إنطلاقة جولة مفاوضات جديدة بين الطرفين، واتهم موسى قوات الجيش الشعبي بخرق اتفاق العدائيات ، واشار إلى أن الجيش الشعبي هاجم قواتهم في ملكال، في المقابل أكد الناطق باسم الجيش في جوبا العقيد فيليب اغوير مجدداً إستعادة ملكال من قوات المعارضة عصر أمس الأول، نافياً وقوع إشتباكات أمس داخل مدينة ملكال، لكنه أكد وقوع إشتباكات بالقرب من منطقة دوليب بين قوات الجيش الشعبي وقوات المعارضة.
لاجئو السودان
أمهل محافظ مقاطعة المابان بولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان، جميس باشا المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة بدولة جنوب السودان شهرين لترحيل لاجئي ولاية النيل الأزرق السودانية والبالغ اعدادهم أكثر من (120) لاجئ إلى خارج المابان، ويأتي هذا القرار على خلفية التوترات بين اللاجئين والأهالي بالمابان الأيام السابقة والتي راح ضحيتها قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، واوضح ناظر عموم قبائل ولاية النيل الأزرق بمقاطعة المابان بدولة جنوب السودان أن هنالك صعوبات تواجه لاجئي النيل الأزرق الذين فروا من جحيم الحرب بين الحركة الشعبية شمال والقوات المسلحة السودانية منذ سبتمر من العام 2011، مشيراً إلى أن الصعوبات تفاقمت بعد أن أمهل الشباب بالمابان لاجئي النيل الأزرق 24 ساعة لمغادرة المابان، وابان بأن ذلك كان يوم 15 مارس الحالي، لكن جابر رجع وأكد بأن المحافظ تدخل ومد الفترة لشهرين بدلاً عن ال(24) ساعة ، وقال جابر بأن المحافظ زاد المدة لشهرين حتى يتسنى للمفوضية السامية الإتصال بالمانحين لتوفير إمكانيات كافية لترحيل اللاجئين وذلك بدءاً من شهر مارس حتى مايو المقبل، إلا أن جابر استبعد قدرة المفوضية السامية في إنفاذ قرار المحافظ في شهرين، كما اشار إلى أنه بالرغم من قرار المحافظ القاضي بمغادرة اللاجئين في شهرين ما زال الشباب متمسكين بال(24) ساعة، محذراً من تفاقم الأوضاع وفي منحى مقارب يواجه أكثر من (4) آلاف طفل من ابناء لاجئي النيل الأزرق وهم في سن التعليم يواجهون مصيرا مجهولا بمعسكر بمبسي بدولة اثيوبيا، واوضح العمدة عبود النور من المعسكر ان هنالك مايقارب ال(4) آلاف طفل خارج اسوار التعليم بمبسي، وعزا الأسباب لعدم استجابة المنظمات العاملة في مجال التعليم لرغباب أولياء أمور الأطفال، كاشفاً عن أن أولياء الأمور ناقشوا جهات الإختصاص مراراً دون ما استجابة، وقال ان هنالك تلاميذ في الفصول العليا قرروا أن يمتحنوا مهنة التدريس لتقديم المساعدة للأطفال.
مقتل «10» في رمبيك
اشتدت الاشتباكات بين القبائل في مقاطعة رمبيك شرق ولاية البحيرات مخلفة أكثر من 10 قتلى وعشرات المصابين بأعيرة نارية في منطقة ملوال، وبحسب مصدر شرطة جنوب السودان فان الاشتباكات استهدفت من قبائل الدينكا في المنطقة، وبحسب المصدر الذي تحدث لصحيفة سودان تربيون امس فان حكومة ولاية البحيرات لم تكن قادرة على فصل المدنيين المسلحين حين وقوع الاشتباكات وان الحكومة لم ترسل قوات الشرطة او الجيش وانهم اطلقوا النار على بعضهم البعض.
محاكمة الانقلابيين
رفضت محكمة المديرية بجوبا أمس والخاصة بمحاكمة (4 ) قيادات من الحركة الشعبية «الحزب الحاكم بالجنوب» المتهمين في المحاولة الإنقلابية برئاسة القاضي جميس آلالا دينق، طلب المدعي العام القاضي بإحضار المتهمين ال(7) الذي تم الإفراج عنهم في السابق، وقررت المحكمة فصل النظر في القضيتين، وكان المدعي العام قد قدم تهما تتعلق بالخيانة العظمى نيابة عن الحكومة في المعتقلين، وقال محامي هيئة الدفاع عن المتهمين منجلواك الور الذي رفض في السابق طلب المدعي عقب قرار المحكمة أمس في تصريح لراديو تمازج، بإن ذلك إنجاز وذلك في إشارة لقرار المحكمة التي رفضت طلب المدعي بربط قضية المتهمين ال(4) مع ال(7) متهمين الذي افرج عنهم في السابق، مشيراً إلي أن المتهمين ال(4) ليست لهم علاقة بالإفراج عن المتهمين وبالتالي تمسكنا بمواصلة النظر في قضية ال(4) متهمين بمعزل عن الآخرين. وكشف بإن المحكمة قررت تواصل في قضية المتهمين ال(4)، ويشار إلى أن المحبوسين الأربعة كانوا من بين 11 شخصية سياسية معروفة اعتقلوا بعد أيام من اندلاع القتال واتهموا بالتآمر للإطاحة بحكم الرئيس سلفا كير. وأرسل السبعة الآخرون إلى كينيا بعد أن عرض الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الوساطة بين المعارضين وكير.
حمى فحمية
كشف جون أروب محافظ مقاطعة نهر الجور بغرب بحر الغزال عن إنتشار مرض الحمى الفحمية والمعروفة بالجمرة الخبيثة في منطقة ماريال باي بمقاطعة الجور، وأوضح أروب الذي تحدث لاذاعة تمازج عقب تفقده للأحوال بالمنطقة، أن المقاطعة تعاني مشاكل في مجالي التعليم والصحة، حيث تعاني المقاطعة من شح المعلم المؤهل كما تعاني المقاطعة مشاكل صحية جمة رغم تواجد ما يقرب الأربعين وحدة صحية، مؤكداً انتشار مرض الحمى الفحمية بالمنطقة.
قوات مصرية
أعربت حكومة الانقلاب في مصر عن رغبتها في إرسال قوات دولة جنوب السودان في خضم الصراع الدائر في البلاد، وقال وزير الخارجية برنابا أن القوات المصرية سيتم إرسالها من خلال بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام، وقال الوزير الجنوبي ان ما قاله الرئيس عدلى منصور هو أن مصر سوف تكون على استعداد أيضا للمساهمة في الأمم المتحدة التي سيتم نشرها في جنوب السودان.
سحب كمبالا
جددت يوغندا استعدادها لسحب قواتها من دولة جنوب السودان في أعقاب زيادة الطلب من كل من الدول الاقليمية والمجتمع الدولي، وقال وزير الشؤون الخارجية اوكيلو اوريم أن يوغندا سوف تسحب على الفور قواتها من جنوب السودان لحظة جلب إيقاد قوة استقرار، وقال الوزير خلال لقائه بالسفير الفرنسي في كمبالا ألين كوستر، وأشار يوريم أن يوغندا ينتظر بفارغ الصبر لرؤية تنفيذ اتفاق السلام.
انتهاكات واسعة
قالت لجنة حقوق الإنسان في دولة جنوب السودان انها سجلت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان منذ ديسمبر الماضي، من جانب كل من الحكومة والمعارضة، ودعت اللجنة الطرفين إلى احترام أرواح وممتلكات المواطنين.
الاعتداء على الأمم المتحدة
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن العلاقة بين الأمم المتحدة وجنوب السودان وصلت لأدنى مستوياتها في الآونة الأخيرة، إذ يقوم المسلحون هناك بالتعدي على موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة وتفتيش سياراتهم قسرا بالإضافة لتنظيم مظاهرات لتشويه صورة المنظمة العالمية وتصويرها كعدو للدول الأفريقية. ووفقا لتقارير سرية حصلت عليها فورين بوليسي فإن إدارة الأمم المتحدة لحفظ السلام أعدت قائمة للهجمات وبعض الحوادث المنفصلة التي هدد رجال مسلحون بجنوب السودان في إحداها باختطاف موظف الأمم المتحدة إذا لم يقبل التجسس على المنظمة الدولية لصالحهم. وتضمنت التقارير أيضا اعتداء المسلحين بجنوب السودان على قوافل الأمم المتحدة لنقل الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية فيما اعتدوا أيضا في كثير من الأحيان على سائقي الشاحنات بالضرب، بالإضافة لمنع الأمم المتحدة من تسيير دوريات برية وجوية روتينية في جميع أنحاء جنوب السودان وإعاقة خبرائها عن إزالة الألغام في ولاية جونقلي. وشمل التقرير الذي قدمته المنظمة الدولية لمجلس الأمن اعتداءات من الجيش الشعبي لتحرير السودان وإيقاف شاحنات الأمم المتحدة وأمر السائقين بإفراغ شحنتها والاعتداء عليها وإجبارهم على دفع الأموال أيضا، كما تم إيقاف أحد موظفي المنظمة الذي كان ينقل المياه إلى مخيم النازحين في بلدة بور وأكد التقرير أن قوات الشرطة التي توقف موظفي المنظمة تسير خلف تعليمات من الجيش الشعبي بعدم السماح بمرور أية ناقلة تحمل المساعدات دون دفع مبلغ من المال.
المصالح الإقليمية
تسبب التدخل العسكري اليوغندي في جنوب السودان في توجيه تحذيرات من أن الأزمة المستعرة في أحدث دولة في العالم يمكن أن تتفاقم وتصبح صراعاً إقليمياً. ولكن ما هي مصالح الدول المجاورة في جنوب السودان؟ وماذا تفعل لتعزيز تلك المصالح؟ وكيف ستؤثر تصرفاتها على الجهود المبذولة لإنهاء القتال؟أرسلت يوغندا قوات وطائرات عبر حدودها الشمالية بعد تحول الصراع السياسي على السلطة بين رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار، الذي أصبح الآن زعيم المعارضة المسلحة، إلى مواجهات عنيفة في شهر ديسمبر الماضي. ولكن قوات كمبالا التي يُقدر عددها بما بين 1.500 و4.500 جندي توغلت داخل البلاد، بحسب التقارير الواردة، لمساعدة القوات الحكومية على إعادة احتلال المدن الرئيسية وتأمين حقول النفط بالقرب من الحدود مع السودان. وقد أثار ذلك القلق بشأن رد فعل الخرطوم، التي ترتبط بتاريخ طويل من العداء مع كمبالا.وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»، قال جون يونغ، وهو محلل مستقل مخضرم ومتخصص في شؤون تلك المنطقة: لولا قدوم اليوغنديين، لانتهى وجود الحكومة في جوبا. إن تدخل اليوغنديين لدعم أحد جانبي الصراع يجعل من الصعب على السودانيين البقاء بعيداً عن المشهد. علاوة على ذلك، يقيم الآلاف من اليوغنديين في جنوب السودان، بعد أن جذبتهم الفرص التي يتيحها اقتصاد في طور الانتعاش من سنوات الحرب. كما أن يوغندا لديها مخاوف أمنية منذ أمد طويل. ويبدو أن يوغندا تعتبر كير، الرئيس المنتخب، الزعيم الذي من الأرجح أن يحمي مصالحها. وقال إبراهيم أووليتش، المحلل في معهد سود (Sudd Institute) في جوبا، أن علاقة كير الشخصية مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني تكتسب أهمية أيضاً في هذه الحسابات. فقد نمت بين الرجلين علاقة وثيقة خلال السنوات الماضية، وموسفيني لن يسمح بسقوط صديقه وحليفه، كما كتب أووليتش في ورقة سياسات صدرت في الآونة الأخيرة.
موقف السودان
وكانت الخرطوم قد فقدت نحو 75 % من انتاجها من النفط الخام عندما انفصل عنها جنوب السودان. ونظراً لهشاشة الاقتصاد السوداني، زاد هذا من أهمية رسوم العبور والتكرير، التي لا يزال السودان يحصلها مقابل السماح لجوبا بمواصلة تصدير النفط عبر ميناء بور تسودان على البحر الأحمر. وقال يونغ أن كير عزز تلك العلاقات في العام الماضي عن طريق استبدال عدد من وزراء حكومته الذين انضم بعضهم إلى المعارضة الآن بشخصيات لها صلات قوية مع الخرطوم. مع ذلك، يرى محللون أن تدخل يوغندا العلني قد يدفع الخرطوم إلى الرهان على كلا الجانبين، وخصوصاً إذا تمكن معارضون المساندون لمشار من تحقيق مكاسب سياسية وإقليمية وتهديد حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل في جنوب السودان. وقال صفوت فانوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، إن الخرطوم دعمت سلفا كير على أمل أن يتمكن من إعادة تأسيس حكومة قوية قادرة على السيطرة على الحدود وكذلك الحفاظ على تدفق النفط. وتساور الخرطوم مخاوف بشأن التسلل عبر حدودها الجنوبية. كما يقاتل السودان عدة حركات تمرد داخل حدوده، بما في ذلك في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث ترتبط الجماعات المتمردة هناك بعلاقات طويلة الأمد مع قادة الحركة الشعبية، وكذلك مع يوغندا.
مصالح إثيوبيا
وعلى الرغم من أن مصالح إثيوبيا الاقتصادية في جنوب السودان أقل وضوحاً من تلك الخاصة في يوغندا وكينيا، يقول محللون أن لها أيضاً مصالح أمنية واستراتيجية تتطلب تحقيق نهاية سريعة للقتال.وأوضح فانوس أن إثيوبيا لا تريد أن ترى فوضى في جنوب السودان، فلديها ما يكفي من المشاكل مع دولة فاشلة في الصومال على حدودها الشرقية، ولا تريد دولة فاشلة أخرى على حدودها الغربية. ومن الجدير بالذكر أن الكثير من سكان منطقة غامبيلا على الحدود الغربية لإثيوبيا ينتمون إلى نفس عرقية النوير التي ينتمي إليها العديد من أنصار مشار، مما يثير احتمال أن يرغب بعض الاثيوبيين في تقديم الدعم أو المأوى لمعارضي جنوب السودان، أو حتى الانضمام إليهم في القتال. وقد أدى الصراع بالفعل إلى فرار أكثر من 60.000 لاجئ عبر الحدود إلى إثيوبيا. كما كانت هناك تكهنات بأن إريتريا، يمكن أن ترضخ لإغراء تسليح المعارضين التابعين لمشار. ويقول محلل آخر في معهد سود، زكريا دينغ أكول، أن جهود الوساطة الإثيوبية تتأثر أيضاً بالتنافس مع كينيا. وأكد اكول في هذا الصدد أن بعض المسؤولين الإثيوبيين يعتقدون أن نيروبي حققت مكاسب اقتصادية ودبلوماسية أكثر مما ينبغي من دورها المساعد في تأمين اتفاق عام 2005، الذي مهد الطريق لانفصال جنوب السودان في نهاية المطاف. وقد انضم كل من وزير الخارجية الاثيوبي السابق سيوم مسفين والجنرال الكيني المتقاعد لازاروس سومبيو، اللذان توسطا للتوصل إلى اتفاق عام 2005، وبعد ذلك ألفا كتاباً حول هذا الموضوع، إلى مفاوضي الإيقاد.
كينيا
تساور كينيا نفس المخاوف التي تنتاب يوغندا من أن إطالة أمد عدم الاستقرار في جنوب السودان يضر بتجارتها المربحة مع جوبا، فضلاً عن دخول اللاجئين الفارين عبر حدودها.وقد استثمر الكينيون في مجالات الخدمات المصرفية والتأمين والطيران والبناء والضيافة والمعلومات والاتصالات والنقل وتجارة الجملة والتجزئة، وفقاً لبول أوديامبو وأغسطس مولوفي من معهد كينيا للبحوث السياسة العامة والتحليل. واستشرافاً للمستقبل، عرضت كينيا على جوبا توفير طريق بديل لصادراتها النفطية أيضاً. أعدت نيروبي خططاً لبناء الطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب التي من شأنها أن تغذي الميناء الجديد العملاق في لامو على المحيط الهندي، وهي مشاريع طموحة تشمل أيضاً إثيوبيا ويوغندا وتعتمد جدواها جزئياً على الاستقرار في جنوب السودان.
مع ذلك، يقول آخرون منهم أووليتش أن من المفهوم أن المعارضين ينظرون إلى التدخل على أنه من جانب واحد، ولكن هذا لا يسلب حقيقة أن الاستقرار النسبي في جوبا وأجزاء أخرى من البلاد كان إلى حد كبير نتيجة مباشرة لتدخل يوغندا. ويرى العديد من المراقبين أن أي اتفاق سلام بين الفصائل المتناحرة في الجيش الشعبي لتحرير السودان يجب أن يقترن ببرنامج إصلاح سياسي ومصالحة شعبية للحد من فرص تصاعد العنف الذي يعطل مسيرة التنمية في البلاد. وقال محمود ممداني، مدير معهد ماكيريري للبحوث الاجتماعية في يوغندا، أن الضغوط الإقليمية المتضافرة ستكون ضرورية لضمان تحقيق تغيير سياسي كبير في جنوب السودان. وأوضح ممداني أن الواقع الداخلي هو أنه سوف يتعين فرض الإصلاح من الخارج على سلفا كير المتردد. والواقع الخارجي هو أنه من المرجح أن تعارض يوغندا هذا الإصلاح أيضاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.