السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    عبد الله حمدوك.. متلازمة الفشل والعمالة ..!!    بريطانيا .. (سيدى بى سيدو)    كريستيانو يقود النصر لمواجهة الهلال في نهائي الكأس    المربخ يتعادل في أولى تجاربه الإعدادية بالاسماعيلية    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظهور إصابات حمى «الجمرة الخبيثة» بالجور في غرب بحر الغزال
نشر في الانتباهة يوم 22 - 03 - 2014

كشف محافظ مقاطعة فشودة بأعالي النيل بدولة جنوب السودان موريس اديانك عن استمرار المعارك بين قوات الجيش الحكومي وقوات المعارضة المسلحة، وفي السياق نفسه كشف إديانك، عن تزايد اعداد النازحين من ملكال ومقاطعات أخرى بأعالي النيل بمحلية فشودة، داعيا المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالإسراع في مد المتأثرين بالمعينات الإنسانية وخيام الإيواء، وقال إديانك ان هنالك معاناة تواجه المتأثرين الذين فروا جراء الصراعات إلى فشودة، موضحاً أن أعدادهم في تزايد، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية مستقرة بفشودة، لكنه أقر بصعوبات تواجه المتأثرين نتيجة لنقص الغذاء وخيام الإيواء، كاشفاً تفشي حالات الإصابة بالإسهالات وسط الأطفال وعزا السبب للتكدس، وفي ولاية الوحدة كشف مستشار الأمن بالولاية جون لوك عن صد قوات الجيش الشعبي لثلاثة هجومات من قبل المعارضة على منطقة اللير آخرها قبل خمسة أيام وتم صدها من قبل الجيش الحكومي في محاولة لاستردادها، وقال ان الأوضاع مستقرة ببقية أجزاء ولاية الوحدة، فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان.
استمرار المعارك
كشف الناطق الرسمي باسم وفد مشار المفاوض مع حكومة جوبا يوهانس موسى عن استمرار المعارك بين طرفي الصراع بمدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي، ونفى مزاعم الجيش الشعبي باستعادته لملكال، وقال موسى في مقابلة مع راديو تمازج أن تصريحات الناطق الرسمي القائل إن قوات الجيش الشعبي استعادت سيطرتها على ملكال غير صحيحة، ووصف موسى التصريحات بإنها دعاية إعلامية من قبل جوبا، وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي العقيد فليب اقوير قد أعلن أمس الأول إستعادة قوات الجيش الشعبي لمدينة ملكال حاضرة أعالي النيل بعد معارك دارت ثلاثة ايام مع قوات المعارضة على حد تصريحات اقوير، وتأتي هذة الإشتباكات قبل عشية إنطلاقة جولة مفاوضات جديدة بين الطرفين، واتهم موسى قوات الجيش الشعبي بخرق اتفاق العدائيات ، واشار إلى أن الجيش الشعبي هاجم قواتهم في ملكال، في المقابل أكد الناطق باسم الجيش في جوبا العقيد فيليب اغوير مجدداً إستعادة ملكال من قوات المعارضة عصر أمس الأول، نافياً وقوع إشتباكات أمس داخل مدينة ملكال، لكنه أكد وقوع إشتباكات بالقرب من منطقة دوليب بين قوات الجيش الشعبي وقوات المعارضة.
لاجئو السودان
أمهل محافظ مقاطعة المابان بولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان، جميس باشا المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة بدولة جنوب السودان شهرين لترحيل لاجئي ولاية النيل الأزرق السودانية والبالغ اعدادهم أكثر من (120) لاجئ إلى خارج المابان، ويأتي هذا القرار على خلفية التوترات بين اللاجئين والأهالي بالمابان الأيام السابقة والتي راح ضحيتها قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، واوضح ناظر عموم قبائل ولاية النيل الأزرق بمقاطعة المابان بدولة جنوب السودان أن هنالك صعوبات تواجه لاجئي النيل الأزرق الذين فروا من جحيم الحرب بين الحركة الشعبية شمال والقوات المسلحة السودانية منذ سبتمر من العام 2011، مشيراً إلى أن الصعوبات تفاقمت بعد أن أمهل الشباب بالمابان لاجئي النيل الأزرق 24 ساعة لمغادرة المابان، وابان بأن ذلك كان يوم 15 مارس الحالي، لكن جابر رجع وأكد بأن المحافظ تدخل ومد الفترة لشهرين بدلاً عن ال(24) ساعة ، وقال جابر بأن المحافظ زاد المدة لشهرين حتى يتسنى للمفوضية السامية الإتصال بالمانحين لتوفير إمكانيات كافية لترحيل اللاجئين وذلك بدءاً من شهر مارس حتى مايو المقبل، إلا أن جابر استبعد قدرة المفوضية السامية في إنفاذ قرار المحافظ في شهرين، كما اشار إلى أنه بالرغم من قرار المحافظ القاضي بمغادرة اللاجئين في شهرين ما زال الشباب متمسكين بال(24) ساعة، محذراً من تفاقم الأوضاع وفي منحى مقارب يواجه أكثر من (4) آلاف طفل من ابناء لاجئي النيل الأزرق وهم في سن التعليم يواجهون مصيرا مجهولا بمعسكر بمبسي بدولة اثيوبيا، واوضح العمدة عبود النور من المعسكر ان هنالك مايقارب ال(4) آلاف طفل خارج اسوار التعليم بمبسي، وعزا الأسباب لعدم استجابة المنظمات العاملة في مجال التعليم لرغباب أولياء أمور الأطفال، كاشفاً عن أن أولياء الأمور ناقشوا جهات الإختصاص مراراً دون ما استجابة، وقال ان هنالك تلاميذ في الفصول العليا قرروا أن يمتحنوا مهنة التدريس لتقديم المساعدة للأطفال.
مقتل «10» في رمبيك
اشتدت الاشتباكات بين القبائل في مقاطعة رمبيك شرق ولاية البحيرات مخلفة أكثر من 10 قتلى وعشرات المصابين بأعيرة نارية في منطقة ملوال، وبحسب مصدر شرطة جنوب السودان فان الاشتباكات استهدفت من قبائل الدينكا في المنطقة، وبحسب المصدر الذي تحدث لصحيفة سودان تربيون امس فان حكومة ولاية البحيرات لم تكن قادرة على فصل المدنيين المسلحين حين وقوع الاشتباكات وان الحكومة لم ترسل قوات الشرطة او الجيش وانهم اطلقوا النار على بعضهم البعض.
محاكمة الانقلابيين
رفضت محكمة المديرية بجوبا أمس والخاصة بمحاكمة (4 ) قيادات من الحركة الشعبية «الحزب الحاكم بالجنوب» المتهمين في المحاولة الإنقلابية برئاسة القاضي جميس آلالا دينق، طلب المدعي العام القاضي بإحضار المتهمين ال(7) الذي تم الإفراج عنهم في السابق، وقررت المحكمة فصل النظر في القضيتين، وكان المدعي العام قد قدم تهما تتعلق بالخيانة العظمى نيابة عن الحكومة في المعتقلين، وقال محامي هيئة الدفاع عن المتهمين منجلواك الور الذي رفض في السابق طلب المدعي عقب قرار المحكمة أمس في تصريح لراديو تمازج، بإن ذلك إنجاز وذلك في إشارة لقرار المحكمة التي رفضت طلب المدعي بربط قضية المتهمين ال(4) مع ال(7) متهمين الذي افرج عنهم في السابق، مشيراً إلي أن المتهمين ال(4) ليست لهم علاقة بالإفراج عن المتهمين وبالتالي تمسكنا بمواصلة النظر في قضية ال(4) متهمين بمعزل عن الآخرين. وكشف بإن المحكمة قررت تواصل في قضية المتهمين ال(4)، ويشار إلى أن المحبوسين الأربعة كانوا من بين 11 شخصية سياسية معروفة اعتقلوا بعد أيام من اندلاع القتال واتهموا بالتآمر للإطاحة بحكم الرئيس سلفا كير. وأرسل السبعة الآخرون إلى كينيا بعد أن عرض الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الوساطة بين المعارضين وكير.
حمى فحمية
كشف جون أروب محافظ مقاطعة نهر الجور بغرب بحر الغزال عن إنتشار مرض الحمى الفحمية والمعروفة بالجمرة الخبيثة في منطقة ماريال باي بمقاطعة الجور، وأوضح أروب الذي تحدث لاذاعة تمازج عقب تفقده للأحوال بالمنطقة، أن المقاطعة تعاني مشاكل في مجالي التعليم والصحة، حيث تعاني المقاطعة من شح المعلم المؤهل كما تعاني المقاطعة مشاكل صحية جمة رغم تواجد ما يقرب الأربعين وحدة صحية، مؤكداً انتشار مرض الحمى الفحمية بالمنطقة.
قوات مصرية
أعربت حكومة الانقلاب في مصر عن رغبتها في إرسال قوات دولة جنوب السودان في خضم الصراع الدائر في البلاد، وقال وزير الخارجية برنابا أن القوات المصرية سيتم إرسالها من خلال بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام، وقال الوزير الجنوبي ان ما قاله الرئيس عدلى منصور هو أن مصر سوف تكون على استعداد أيضا للمساهمة في الأمم المتحدة التي سيتم نشرها في جنوب السودان.
سحب كمبالا
جددت يوغندا استعدادها لسحب قواتها من دولة جنوب السودان في أعقاب زيادة الطلب من كل من الدول الاقليمية والمجتمع الدولي، وقال وزير الشؤون الخارجية اوكيلو اوريم أن يوغندا سوف تسحب على الفور قواتها من جنوب السودان لحظة جلب إيقاد قوة استقرار، وقال الوزير خلال لقائه بالسفير الفرنسي في كمبالا ألين كوستر، وأشار يوريم أن يوغندا ينتظر بفارغ الصبر لرؤية تنفيذ اتفاق السلام.
انتهاكات واسعة
قالت لجنة حقوق الإنسان في دولة جنوب السودان انها سجلت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان منذ ديسمبر الماضي، من جانب كل من الحكومة والمعارضة، ودعت اللجنة الطرفين إلى احترام أرواح وممتلكات المواطنين.
الاعتداء على الأمم المتحدة
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن العلاقة بين الأمم المتحدة وجنوب السودان وصلت لأدنى مستوياتها في الآونة الأخيرة، إذ يقوم المسلحون هناك بالتعدي على موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة وتفتيش سياراتهم قسرا بالإضافة لتنظيم مظاهرات لتشويه صورة المنظمة العالمية وتصويرها كعدو للدول الأفريقية. ووفقا لتقارير سرية حصلت عليها فورين بوليسي فإن إدارة الأمم المتحدة لحفظ السلام أعدت قائمة للهجمات وبعض الحوادث المنفصلة التي هدد رجال مسلحون بجنوب السودان في إحداها باختطاف موظف الأمم المتحدة إذا لم يقبل التجسس على المنظمة الدولية لصالحهم. وتضمنت التقارير أيضا اعتداء المسلحين بجنوب السودان على قوافل الأمم المتحدة لنقل الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية فيما اعتدوا أيضا في كثير من الأحيان على سائقي الشاحنات بالضرب، بالإضافة لمنع الأمم المتحدة من تسيير دوريات برية وجوية روتينية في جميع أنحاء جنوب السودان وإعاقة خبرائها عن إزالة الألغام في ولاية جونقلي. وشمل التقرير الذي قدمته المنظمة الدولية لمجلس الأمن اعتداءات من الجيش الشعبي لتحرير السودان وإيقاف شاحنات الأمم المتحدة وأمر السائقين بإفراغ شحنتها والاعتداء عليها وإجبارهم على دفع الأموال أيضا، كما تم إيقاف أحد موظفي المنظمة الذي كان ينقل المياه إلى مخيم النازحين في بلدة بور وأكد التقرير أن قوات الشرطة التي توقف موظفي المنظمة تسير خلف تعليمات من الجيش الشعبي بعدم السماح بمرور أية ناقلة تحمل المساعدات دون دفع مبلغ من المال.
المصالح الإقليمية
تسبب التدخل العسكري اليوغندي في جنوب السودان في توجيه تحذيرات من أن الأزمة المستعرة في أحدث دولة في العالم يمكن أن تتفاقم وتصبح صراعاً إقليمياً. ولكن ما هي مصالح الدول المجاورة في جنوب السودان؟ وماذا تفعل لتعزيز تلك المصالح؟ وكيف ستؤثر تصرفاتها على الجهود المبذولة لإنهاء القتال؟أرسلت يوغندا قوات وطائرات عبر حدودها الشمالية بعد تحول الصراع السياسي على السلطة بين رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار، الذي أصبح الآن زعيم المعارضة المسلحة، إلى مواجهات عنيفة في شهر ديسمبر الماضي. ولكن قوات كمبالا التي يُقدر عددها بما بين 1.500 و4.500 جندي توغلت داخل البلاد، بحسب التقارير الواردة، لمساعدة القوات الحكومية على إعادة احتلال المدن الرئيسية وتأمين حقول النفط بالقرب من الحدود مع السودان. وقد أثار ذلك القلق بشأن رد فعل الخرطوم، التي ترتبط بتاريخ طويل من العداء مع كمبالا.وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»، قال جون يونغ، وهو محلل مستقل مخضرم ومتخصص في شؤون تلك المنطقة: لولا قدوم اليوغنديين، لانتهى وجود الحكومة في جوبا. إن تدخل اليوغنديين لدعم أحد جانبي الصراع يجعل من الصعب على السودانيين البقاء بعيداً عن المشهد. علاوة على ذلك، يقيم الآلاف من اليوغنديين في جنوب السودان، بعد أن جذبتهم الفرص التي يتيحها اقتصاد في طور الانتعاش من سنوات الحرب. كما أن يوغندا لديها مخاوف أمنية منذ أمد طويل. ويبدو أن يوغندا تعتبر كير، الرئيس المنتخب، الزعيم الذي من الأرجح أن يحمي مصالحها. وقال إبراهيم أووليتش، المحلل في معهد سود (Sudd Institute) في جوبا، أن علاقة كير الشخصية مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني تكتسب أهمية أيضاً في هذه الحسابات. فقد نمت بين الرجلين علاقة وثيقة خلال السنوات الماضية، وموسفيني لن يسمح بسقوط صديقه وحليفه، كما كتب أووليتش في ورقة سياسات صدرت في الآونة الأخيرة.
موقف السودان
وكانت الخرطوم قد فقدت نحو 75 % من انتاجها من النفط الخام عندما انفصل عنها جنوب السودان. ونظراً لهشاشة الاقتصاد السوداني، زاد هذا من أهمية رسوم العبور والتكرير، التي لا يزال السودان يحصلها مقابل السماح لجوبا بمواصلة تصدير النفط عبر ميناء بور تسودان على البحر الأحمر. وقال يونغ أن كير عزز تلك العلاقات في العام الماضي عن طريق استبدال عدد من وزراء حكومته الذين انضم بعضهم إلى المعارضة الآن بشخصيات لها صلات قوية مع الخرطوم. مع ذلك، يرى محللون أن تدخل يوغندا العلني قد يدفع الخرطوم إلى الرهان على كلا الجانبين، وخصوصاً إذا تمكن معارضون المساندون لمشار من تحقيق مكاسب سياسية وإقليمية وتهديد حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل في جنوب السودان. وقال صفوت فانوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، إن الخرطوم دعمت سلفا كير على أمل أن يتمكن من إعادة تأسيس حكومة قوية قادرة على السيطرة على الحدود وكذلك الحفاظ على تدفق النفط. وتساور الخرطوم مخاوف بشأن التسلل عبر حدودها الجنوبية. كما يقاتل السودان عدة حركات تمرد داخل حدوده، بما في ذلك في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث ترتبط الجماعات المتمردة هناك بعلاقات طويلة الأمد مع قادة الحركة الشعبية، وكذلك مع يوغندا.
مصالح إثيوبيا
وعلى الرغم من أن مصالح إثيوبيا الاقتصادية في جنوب السودان أقل وضوحاً من تلك الخاصة في يوغندا وكينيا، يقول محللون أن لها أيضاً مصالح أمنية واستراتيجية تتطلب تحقيق نهاية سريعة للقتال.وأوضح فانوس أن إثيوبيا لا تريد أن ترى فوضى في جنوب السودان، فلديها ما يكفي من المشاكل مع دولة فاشلة في الصومال على حدودها الشرقية، ولا تريد دولة فاشلة أخرى على حدودها الغربية. ومن الجدير بالذكر أن الكثير من سكان منطقة غامبيلا على الحدود الغربية لإثيوبيا ينتمون إلى نفس عرقية النوير التي ينتمي إليها العديد من أنصار مشار، مما يثير احتمال أن يرغب بعض الاثيوبيين في تقديم الدعم أو المأوى لمعارضي جنوب السودان، أو حتى الانضمام إليهم في القتال. وقد أدى الصراع بالفعل إلى فرار أكثر من 60.000 لاجئ عبر الحدود إلى إثيوبيا. كما كانت هناك تكهنات بأن إريتريا، يمكن أن ترضخ لإغراء تسليح المعارضين التابعين لمشار. ويقول محلل آخر في معهد سود، زكريا دينغ أكول، أن جهود الوساطة الإثيوبية تتأثر أيضاً بالتنافس مع كينيا. وأكد اكول في هذا الصدد أن بعض المسؤولين الإثيوبيين يعتقدون أن نيروبي حققت مكاسب اقتصادية ودبلوماسية أكثر مما ينبغي من دورها المساعد في تأمين اتفاق عام 2005، الذي مهد الطريق لانفصال جنوب السودان في نهاية المطاف. وقد انضم كل من وزير الخارجية الاثيوبي السابق سيوم مسفين والجنرال الكيني المتقاعد لازاروس سومبيو، اللذان توسطا للتوصل إلى اتفاق عام 2005، وبعد ذلك ألفا كتاباً حول هذا الموضوع، إلى مفاوضي الإيقاد.
كينيا
تساور كينيا نفس المخاوف التي تنتاب يوغندا من أن إطالة أمد عدم الاستقرار في جنوب السودان يضر بتجارتها المربحة مع جوبا، فضلاً عن دخول اللاجئين الفارين عبر حدودها.وقد استثمر الكينيون في مجالات الخدمات المصرفية والتأمين والطيران والبناء والضيافة والمعلومات والاتصالات والنقل وتجارة الجملة والتجزئة، وفقاً لبول أوديامبو وأغسطس مولوفي من معهد كينيا للبحوث السياسة العامة والتحليل. واستشرافاً للمستقبل، عرضت كينيا على جوبا توفير طريق بديل لصادراتها النفطية أيضاً. أعدت نيروبي خططاً لبناء الطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب التي من شأنها أن تغذي الميناء الجديد العملاق في لامو على المحيط الهندي، وهي مشاريع طموحة تشمل أيضاً إثيوبيا ويوغندا وتعتمد جدواها جزئياً على الاستقرار في جنوب السودان.
مع ذلك، يقول آخرون منهم أووليتش أن من المفهوم أن المعارضين ينظرون إلى التدخل على أنه من جانب واحد، ولكن هذا لا يسلب حقيقة أن الاستقرار النسبي في جوبا وأجزاء أخرى من البلاد كان إلى حد كبير نتيجة مباشرة لتدخل يوغندا. ويرى العديد من المراقبين أن أي اتفاق سلام بين الفصائل المتناحرة في الجيش الشعبي لتحرير السودان يجب أن يقترن ببرنامج إصلاح سياسي ومصالحة شعبية للحد من فرص تصاعد العنف الذي يعطل مسيرة التنمية في البلاد. وقال محمود ممداني، مدير معهد ماكيريري للبحوث الاجتماعية في يوغندا، أن الضغوط الإقليمية المتضافرة ستكون ضرورية لضمان تحقيق تغيير سياسي كبير في جنوب السودان. وأوضح ممداني أن الواقع الداخلي هو أنه سوف يتعين فرض الإصلاح من الخارج على سلفا كير المتردد. والواقع الخارجي هو أنه من المرجح أن تعارض يوغندا هذا الإصلاح أيضاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.