الأم هي أعز إنسان في الوجود وقد عظم الله تعالى من مكانة الأم فجعل طاعة الوالدين بعد طاعة الله عز وجل بل هي السبب في دخول الجنة، ورد الرسول صلى الله عليه وسلم على سائله عن من هو أحق الناس بصحبتي قال أمك، قال ثم من قال أمك، قال ثم من قال أمك، قال ثم من قال أبوك. ونحن في عيد الأم نقف هذه الوقفة الاحتفالية الإنسانية مع الإنسان الذي قدم لنا الحب في أصدق صوره وأسمى آياته وأكبر معانيه لنقل له إننا نحبك، والحب هو الكلمة المقدسة التي تجري على اللسان وتصدر عن القلب والقلب الوحيد الذي ينبض بالحب نبضاً حقيقياً هو قلب الأم وعندما نحتفل بالأم ونغني للأم فإننا نقبل علي الأم بغير ما تظن وتردد في مثلنا الشعبي قلبي علي جنايا وقلب جناي على حجر. نقول للأم إنه قد فات الأوان الذي تحبين فيه وحدك وتترجمين هذا الحب إلى أفعال وأقوال وتخرجينه إلى الوجود تضحيات وحرصاً على الأبناء وقد سئلت أم أي أبنائك تحبين فقالت أني أحب الصغير إلى يكبر وأحب المريض إلى أن يشفى وأحب الغائب حتى يعود. وخير تعبير عن حب الأم لأبنائها الصغير منهم والكبير والغائب والحاضر هو الدعاء لهم، فهي تجلس بين يدي ربها لتقول على السليقة والطبيعة ومن غير تكلف أنها تريد الخير كل الخير لأبنائها وبناتها والله يسمع ما تقوله الأم من فوق سبع سماوات حيث يلتقي العطوف بالعطوف ويستجيب الخالق للوالد وتجتمع الرحمات في ملكوت السماء والأرض. فهل إحساس الأم هو إحساس رباني أم هو إحساس أناني، فالناس كلهم عيال الله المسلم ومنهم والكافر والبر والفاجر وهل تحس الأم هذا الإحساس النبيل تجاه كل أبناء وطنها تحب لهم الخير وتدعو لهم بالفلاح والنجاح؟ وعندما تكون الأم أماً للجميع فهي الوطن والوطن كالأم يسع الجميع والوطن ليس في مساحته الجغرافية ولكن في التقاء القلوب والأرواح في رحابه الجميل فيا أمنا الأرض رفقا بأمنا الإنسان: كتمت حبك حتى منك تكرمة ثم استوى فيه إسراري وإعلاني كأنه زاد حتى فاض عن جسدي فصار سقمي به في جسمي كتماني «2» البروفيسور علي شمو أوجه تحية إجلال وتقدير لأستاذي البروفيسور علي محمد شمو وأهنئه على نجاح عملية القلب المفتوح التي أجراها له الأطباء بالقاهرة وهو يتعافى ليعود لمعانقة القاعات والمنابر ويواصل العطاء المدرار الذي عرف به وهو يهب المعرفة في مؤسساتنا العلمية والأكاديمية. هل تصدقوا أن كل الجامعات السودانية التي تضع برامج لدراسة الماجستير تضع البروفيسور علي شمو على قائمة الأساتذة الذين يقومون بمهمة تأهيل طلابها لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في الإعلام. والبروفيسور علي شمو هو أستاذي الذي تعلمت منه في قاعات المحاضرات في جامعة الخرطوم ودرست على يديه واحدة من أهم الدراسات الأكاديمية في مجال الإعلام وهي المؤسسية الإعلامية من الناحية الإدارية والتنظيمية وهذا ليس من فراغ فهو المؤسس للإعلام المرئي من قبله المسموع أو الراديو كما يحلو للبروفيسور أن يقول الراديو بدلاً من الإذاعة فهو ابن الراديو أو الإذاعة القومية ومؤسس التلفزيون وهو اليوم رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وقد عكف على الحث في كل هذه المجالات من كل النواحي الإدارية والقانونية والتقنية. وما يحيرني في البروفيسور علي شمو هو أن احترمه وأقدره وهو أستاذي ولكني أجد منه الاحترام والتقدير ولا يسلم علي جالساً ولا يراني إلا وتبسم في وجهي فرحاً وهذا ديدنه مع الجميع وعندما ألمت به الوعكة تعالت الأكف بالدعاء له بعاجل الشفاء والسؤال عن نجاح العملية من كل الناس، نسأل الله أن يسبغ عيه نعمة العافية فهو عندنا النبرة الحلوة والكلمة الطيبة والبسمة الجميلة: فصيح متى ينطق تجد كل لفظة أصول البراعات التي تتفرع، فالتحية والتقدير لأستاذنا علي شمو من كل أهل السودان وأهل الإعلام فهو أخو الإخوان قدح الضيفان. «3» الفاتح عز الدين: الدكتور الفاتح عز الدين رئيس البرلمان فات علي أن أهنئك برئاسة البرلمان وذلك لما بيننا من علاقات أخويه حيث جمعت بيننا الأسفار وتلاقينا في ساحات شباب الوطن وكذلك فرقت بيننا سبل الحياة حيث ذهبت أنت في ربوع السودان معتمدا ووزيرا ورئيس لجنة بالبرلمان ثم رئيساً له وهذا إن دل إنما يدل على ما قلناه فيك قبل عقدين من الزمان وأنت شاب تتولى قيادة الشباب حيث كنت تحقق النجاح وراء النجاح في شباب الوطن، وكان الشباب في عهدك والله خيار من الخيارات الوطنية التي كانت تصنع المستحيل في ظل شح الإمكانات وندرة الموارد واليوم أنت في قيادة البرلمان وجئت في مرحلة صعبة والمطلوب منك الكثير في ظل الدعوة للحوار والبرلمان هو منبر الشعب الذي يمكن أن يصنع التحول ويحارب الفساد ويضع الأمور في نصابها.