** عمُّنا «الصديق» يحفظ الكثير من أشعار «البطانة» وأشعار «الحقيبة» ، وربما بعض أُغنيات المطربين الشباب ، ولكنهُ لا يحفظ من فصيح الشعر العربي غير شطر بيت واحد للمتنبي ، يقول : على قدر أهل العزمِ تأتي «العزائم».. ** والذي وضع «العزائم»هذه بين قوسين ليس حاج الصِّدِّيق، وإنما نحن ، حتّى نميِّز بين (العزائم) التي كان يعنيها المتنبي ، والعزائم التي يفهمها حاج الصّدّيق ، الذي كان قد سمع بشطر بيت المتنبي ذاك – لأول مرة ، فأُعجِب ببلاغته وحفظهُ عن ظهر قلب – في محفل وليمة باذخة ،حين التقطت أُذناهُ جزءاً من حوار بين شابّين من «المعازيم» تضمَّن بعض عيون أشعار العرب ، ولم يبق بذاكرة «الصديق» من حديثهما ذاك غير شطر بيت المتنبي هذا.. ** ثُم لم ينس حاج الصِّدِّيق بعدها ، أن يستشهِد بشطر بيت المتنبي هذا ، كلَّما دُعي إلى وليمة فأعجبتهُ (والعزائمُ ، يا صاح ، فيما يرى حاج الصِّدِّيق ، جمعُ «عزومة»، وأهلُ العزم هُم كُلُّ من يدعو إخوانهُ إلى «عزومة»..) إذ ما إن يزدرد عمُّنا نصيبهُ من الطيبات ، ويختمها بكوب الشاي ، حتَّى ينظُر إلى صاحب الوليمة بعين الرضا ، قائلاً : - هلاّ هلاّ يا ود محجوب ، صدق القال : «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»!! ** مرّة واحدة استشهد حاج الصِّديق بشطر البيت ذاك ، في مقام السخط ، حين دُعي إلى وليمة صديق لهُ رقيق الحال ، فلم يجد فيها ما كان يتوقعُهُ من طيبات .. فأطلق قولتهُ ، في مقام المقارنة بين أقدار «أهل العزم» *** *** *** غزلٌ في «أهل العوضْ» أصابَ الزُّكامُ الرَّقيقةَ «لينا» فأسعفها القومُ ، مستعجلينا ولاذُوا بمستوصفٍ كالفراديسِ ، تحت النجُومِ وَمَضْ وفي غُرفةٍ حسدتها «الأُوَضْ» تكأكأ حولَ الأميرة كوكبةُ الحُكماءِ الفطاحِلِ ..كُلُّ قضيضٍ وقضْ فقاسوا الحرارة ، نبض الدماءِ ،و لون العيون، انتظام التنفس يستنبطُونَ المُحقَّقَ والمُفتَرَضْ خليَّةُ نحلٍ ، أهابَ بهِ طارقٌ ، فانتفضْ قضت أشهراً بين أشهى المطاعم ، حلو الشراب وحلو الدواءِ .. فراشٍ رقيقٍ وبَضْ ولكنَّ داءَ الأميرة ألقى كلاكلهُ وربضْ أبى أن يُجيب الدواءَ ، تهكّمَ بالحكماءِ ، رفضْ!! ولينا الرقيقة تأبى الطعام ، تثورُ ، تئنُّ ، تمُوءُ ، تعايِنُ عينَ الهلاكِ ، الحَرَضْ ولمّا – أخيراً – تمكَّنَ فيها المرض نجت بالفرارِ إلى دارِ «أهلِ العوض» وراحت تُعايِنُ كيف «الحكيم» البَلُولْ يُعالجُ داء «البتولْ» *** *** *** قليلٌ من الثومِ ، ثُمَّ «القَرَضْ و ضغطُ البتولِ انخَفَضْ *** *** *** على قَدْرِ أهلِ العوضْ