إنصاف أحمد: ظلت السياحة في السودان لفترات طويلة تعاني من الاهمال رغم امتلاك الدولة للمقومات طبيعية يمكن ان تؤهله أن يكون في مقدمة الدول السياحية ويظهر جلياً في ضعف المخصصات الممنوحة من الدولة والتي تعتبر ميزانية تسيير بجانب التشريعيات والتقطاعات مع بعض الولايات وعدم وعي بعض الدستوريين للدستور الإتحادي الصادر، الأمر الذي أحدث بعض المشاكسات القانونية التي شوهت الأداء العدلي فرغم مجهودات الوزارة المتواضعة للنهوض به إلا انه مازال دون الطموح ولكن تلك المعوقات تحول دون تصنيف السودان في مجال السياحة العالمية رغم احتلاله المرتبه السابعه عالميا وفق الارث الحضاري والتاريخي وفق آخر تقارير في العالم ووفق المكتشف منه والموجودة على سطح الأرض. والناظر للوضع يجد أن السودان به آثار للحضارات العريقة كاثار البجراوية والتي تعكس حضارتنا ،ولكن في الفترة الاخيرة وجدت اهتماماً بتوفير حماية من التعديات والسرقات كما شهد القطاع أنتعاشاً بدخول بعض الاستثمارات الخارجية بتطور بعض القطاعات من خلال الاهتمام القطري بالسياحة السودانيه مما يعني ضخ الدماء فيها والتي شملت اقامة حفائر والكشف عن الاثار السودانية في الولاية الشمالية ودعم فتح مواقع اثرية وتطويرها حيث بلغ حجم الدعم المقدر بحوالي 135 مليون دولار لمشاريع تطوير الآثار السودانية وقد اثار هذا الجانب تخوف الجانب المصري أن يسهم اهتمام قطر بضرب السياحة المصرية والتي تعتمد عليها مصر بصورة كبيرة في الدخل القومي والبالغ 13 % وحسب آخر الاحصائيات فان عدد السياح لمصر بلغ في العام 2013 حوالي 10,5مليون سائح ، وقد ذكرت بعض الوكالات أن مصر اعتبرت الخطوة ايجاد بديل في السودان عن المواقع الاثرية التي تتميز بها مصر محذرة من خطورة استخدام قطر للآثار السودانية ترويجياً خاصة بعد حصولها على حق ادارتها لتكون بديلاً للسائح الاجنبي عن الآثار المصرية ومن المعلوم أن الاثار السودانية تعتبر الاقدم من نظيرتها المصرية إلا أن الاهتمام المصري ساهم في ظهورها عالمياً ،ويرى بعض المراقبين أن اتجاه قطر للسياحة السودانية يمكن أن يكون بداية جديده في عهدها خاصة الولاية الشمالية باعتبارها منطقة جذب سياحي لامتلاكها اثار منوعة من كل تاريخ السودان والنوبة ،وذكر سفير السودان بقطر ياسر خلف الله في تصريح سابق (للانتباهة) تم توقيع العديد من الاتفاقيات لمشروع تطوير واستكشاف الآثار وتم رصد تمويل خاص له بتنفيذ من شركة تسمى )آثار ومتاحف(، وسيتم الاستكشاف على يد خبراء من دول أوربية وألمانية لتطويره ووضع بنية تحتية للمواقع وربطها بنشاط سياحي على منطقة نهر النيل لتكون جاذبة للسياحة التي أصبحت في حد ذاتها صناعة وهذا المشروع بلغت تكلفته »135« مليون دولار وتم رصد التمويل بالكامل إلى جانب تعمير متحف السودان القومي، وابدت وزارة السياحة تفاؤلها من دخول قطر للقطاع واكد وزير السياحة عبد الكريم الهد في حديثة للانتباهة أن الوزارة تسعى لجذب الكثير من السياحة مع عدد من الدول بجانب رفع الوعي السياحي. وهذا يتم عبر المهرجانات والمنتديات المختلفة وتنظيم وتدريب الكوادر في كل الولايات إضافة الى وضع خطة لفتح مجالات الاستثمار لعدد من المشروعات المختلفة بجانب وضع خطة لإعادة وإكمال مباني المتحف الإسلامي، وهذه ضمن اتفاقية دولة قطر بجانب الاشراف على »7« محميات اتحادية مسجلة بحرية ونهرية، مشيرا لأنطلاق مهرجان السياحة في الشهر المقبل ،ويرى العديد من الخبراء في هذا المجال أن القطاع سيشهد تطوراً ملحوظاً في الفترة المقبلة إذا وجد الجدية من الطرفين ووجد الأهتمام من قبل الحكومة حتى يتم بالصورة المطلوبة وبالتالي يساهم في الاقتصاد القومي باعتباره أحد أهم مصادر الدخل للعملة الصعبة مع وجود الكم الهائل من المناطق السياحية في البلاد مع توجه السودان للاهتمام بالسياحة (النظيفة).