منذ صغرها كانت «س» كثيرة الأسئلة تحبّ معرفة كل شيء وكانت تنهال على والدها بالأسئلة عندما تكون معه في السيارة عن هؤلاء الناس الذين يستلقون على حافة الشارع وتحت ظلال الشجر ويأكلون من القمامة مَن هؤلاء؟ وأين ذويهم ومنازلهم؟ إلى أن كبرت ودخلت الجامعة وخصصت مشروع تخرجها عنهم «المتشردون»، وهنا بدأت القصة حيث كانت تخرج في كل صباح لمراقبتهم والبحث عن كيفية التوصل إليهم لمعرفة معلومات تساعدها في بحثها إلا أنها كانت تخشى عواقب ما تبحث عنه؛ لأن الاقتراب منهم يمثل خطرًا كبيرًا فخطرت لها فكرة أن تصبح واحدة منهم وفعلاً مثلت أنها منهم وهكذا صادقت واحدة منهم، وتمارس أعمالهم وبدأت «س» في جمع معلوماتها التي تريد ولكن أصبحت تشغلها قضيه أخرى وهي أن «ع» تمتلك موهبة الرسم وكانت لوحاتها التي كانت ترسمها على بقايا الأوراق والأقلام التي تخرجها من القمامة تدل على تمكنها فكانت لا تبحث في القمامة إلا على أوراق وأقلام وعندما لا تجد كان ذلك دافعها إلى السرقة لتشرد من عالمها إلى دنيا الألوان الذي تجسِّده بريشتها وكانت تعيش مع تلك اللوحات التي لم تكن تريها لأي شخص سوى «س» التي وثقت بها وبعد ذلك أصبحت «س» تهتم بتلك اللوحات البديعة وكانت تساعدها في الحصول على المواد التي تحتاج إليها للرسم مما شد استغراب «ع» لتلك المسألة ولكنها كانت سعيدة بذلك وأنها ترسم باحترافية كأي رسام وأصبحت ترسم إلى أن جمعت لوحات كثيرة بعدها طرحت عليها «س» فكرة افتتاح معرض لبيع لوحاتها.. ذهلت «ع» من ذلك الحديث وفرحت كثيرًا رغم أنها لم تكن تعي معنى معرض تشكيلي وبيع لوحات ومن سيشتري لوحات «متشردة» إلا أن إصرار «س» عليها جعلها متشوِّقة لتنفيذ الفكرة ولكنها سألت «س» أين سيكون المعرض ومن سيشتري اللوحات ومن أين لهم بالتكاليف وعندها روت لها «س» قصتها الحقيقية فصدمت «ع» وبدأت في الحقد عليها إلا أن دافع أنها ستصبح إنسانة «طبيعية» وسوف يصبح لها كيانها كان أكبر من حقدها لذلك تناسته وسامحتها وبدأتا في التجهيز للمعرض بمساعدة والد «س» الثري وجاء يوم العرض وكانت ترتجف من الخوف.. الخوف من الفشل في أول ظهور لها كإنسانة «طبيعية» وليست متشرّدة ولكنه زال بعد أن رأت قبول الجميع باللوحات فقد نالت اللوحات إعجاب الجميع؛ لأنها كانت تحكي عن قصص واقعية ومع انتهاء المعرض أصبحت «ع» فنانة تشكيلية مشهورة يشار إليها بالبنان.