موسم الإجازات الصيفية قد بدأ وبدأ معه القلق والإحساس بالفراغ خاصة بعد زخم وضغط ايام الامتحانات وحصار الأهل والدروس.. وينتهى الأهل من توتر الأيام الأخيرة ويدخلون فى توتر العطلة... والابناء يضيقون ذرعا بالفراغ وبالبيت ويريدون برامج لا نجدها عادة فى متناول اليد.. وكم نتمنى لو شغلت وزارة التربية والتعليم نفسها بالعام الدراسي وبالعطلة الصيفية معاً.. واضعف الايمان اذا لم تتكفل ببرامج مثل هذه ان تضع الخطط لمعسكرات وبرامج صيفية تستعين بكادر المعلمين وتطرح فرصاً لخريجين للمشاركة فى هكذا برامج.. ولتحسبها كعمل استثماري تشارك فيه اسماء رؤوس اموال كبيرة فى البلاد، ويتحمل الأهل جزءاً معلوماً من التكلفة فى شكل رسوم دخول، ولا أظن أن الأهل يبخلون على أولادهم واستفادتهم من الوقت في أشياء ترفيهية وتعليمية وتثقيفية ورياضية بدلاً من التعود على الخمول والكسل.. أمامهم التلفاز وبين ايديهم اجهزة الموبايل والألعاب الالكترونية المختلفة .. فحينها نفقد هذه الاشياء التي تكمل العملية التعليمية وتمتلئ بها شخصية الطالب رجل الوطن القادم. وفكرة المعسكرات الصيفية نجدها خجولة جداً فى مجتمعنا وضيقة النطاق وحتى هى كثقافة قد تكون غير مألوفة عند بعض الاهالي.. لكنها مجربة على نطاق عالمي ولها فوائد جمة، لأن المعسكر عادة ما يكون فى منطقة مفتوحة او سياحية ويتيح للطلاب قضاء وقت ممتع في أحضان الطبيعة، وان يتعودوا على الحياة بأبسط الإمكانات بعيداً عن تعقيدات الحياة العصرية والأجهزة الإلكترونية التي ادمنوها، وان يتمكنوا من خلق تواصل مباشر مع الناس والرفاق في المعسكر بعيداً عن التواصل الإلكتروني البارد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى تعلم المهارات الجديدة والاعتياد على النظام واحترام المواعيد، والاستيقاظ المبكر والمشاركة في أداء الأعمال المنزلية الأساسية كالغسل والطهي والترتيب، هذا بالاضافة الى التعرف على صداقات جديدة وايضاً الاستقلال فى التصرف وحل المشكلات دون الرجوع للاهل. وقبلاً اقترحنا وناشدنا وقلنا لماذا لا يقيم بالاتفاق مع وزارة التربية ووزارة الشباب والاجتماعية كل من معهد الموسيقى والدراما وكلية الفنون الجميلة والتطبيقية والنوادي الرياضية المختلفة .. هلال ..مريخ.. والمراكز الثقافية بالاستعانة بجميع كوادر الابداع فى البلد، لماذا لا يقيموا مشروعاً للطلبة في العطلة الصيفية.. مسرح.. القاء شعري.. تشكيل.. خياطة.. اشغال يدوية.. فروسية.. سباحة.. رماية.. لا ادري لماذا نستصعب الاشياء ونزيد حياتنا تعقيدا؟هل ما نفتقده حقا الامكانات ام الحماس والحيوية والنشاط ام الرغبة والتفكير فى ان نكون الأفضل؟