أكد المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس الأسبق ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان حالياً، على الدور الكبير والمميز الذي تقوم به دولة قطر في دعم السودان وحل مشكلاته، بصفة خاصة ودعم العمل الخيري عامة، مثمناً جهود أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد، وأكد اعتزازه بإشادة سموه به شخصياً أمام الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمه الله - العاهل السابق للمملكة العربية السعودية، استناداً إلى معرفة سموه به وذلك خلال فترة العمل الذي شرفت به كمستشار عسكري للحكومة القطرية في سبعينيات القرن العشرين، مثمناً الدعم الذي أمر به الملك فهد بتقديم مساعدات مادية ومالية مباشرة للسودان بعد تغيير نظام نميري، وقد استطعنا بتوفيق من الله سد تلك الثغرات، فهذا موقف لن أنساه.وأكد قناعته واقتناعه ورضاه على ما قام به من أدوار لبلاده، بما فيها قيامه بانقلاب ضد رئيس الجمهورية الأسبق جعفر نميري، مشيراً إلى أن ذلك جاء تحقيقاً لرغبات وآمال الشعب السوداني، بعد أن ساءت أحواله وأوضاعه وفشل النظام. جاءت تلكم الإشادات والتأكيدات خلال ندوة نقاشية أقيمت في صالون سعد الرميحي الثقافي وفيما يلي نقدم خلاصة الندوة.. وقد سأله سعد الرميحي عن الأسباب التي أدت إلى إعدام محمود محمد طه في تلك الفترة؟ فأجاب بعد أن أصدر الجمهوريون سنة 1983 كتاباً عن الهوس الديني على إثره أعتقل محمود محمد طه ومعه عدد آخر من الجمهوريين لمدة ثمانية عشر شهراً. في نفس هذا العام صدرت قوانين الشريعة الإسلامية والمسماة «بقوانين سبتمبر 1983» فعارضها محمود محمد طه والجمهوريون وفي 25 ديسمبر 1984 أصدر الجمهوريون منشورهم الشهير «هذا أو الطوفان» في مقاومة قوانين سبتمبر. أعتقل الجمهوريون وهم يوزعون المنشور واعتقل محمود محمد طه ومعه أربعة من تلاميذه وقدموا للمحاكمة في يناير 1985 وكان محمود محمد طه قد أعلن عدم تعاونه مع تلك المحكمة الصورية في كلمة مشهورة فصدر الحكم بالإعدام ضده وضد الجمهوريين الأربعة بتهمة إثارة الكراهية ضد الدولة. حولت محكمة أخرى التهمة إلى تهمة ردة وأيّد الرئيس جعفر نميري الحكم ونُفّذ في صباح الجمعة 18 يناير 1985 . لماذا كان الانقلاب؟ وسئل المشير عما إذا كانت تلك الأوضاع قد دفعته وقيادات الجيش للقيام بالانقلاب ضد نميري؟ فأجاب: بعد أن سافر نميري في رحلة علاج إلى واشنطن في الأسبوع الأخير من مارس عام1985، فبلغت مسببات الغضب على نظامه درجاتها العليا. وخرج الناس إلى الشارع تقودهم النقابات والاتحادات والأحزاب فاضطررنا بقيام حركة مبارك لإزاحة الرئيس فأعلنت انحياز القوات المسلحة للشعب، ونصح نميري من قبل معاونيه لتغيير وجهة الرحلة إلى القاهرة. وهناك كان منفاه الاختياري وتجدر الإشارة إلى أن النميري توفاه الله في 30 مايو 2009م. دور الترابي: وقد سئل المشير عن دور الدكتور حسن الترابي بعد أن تعرض للضرب أثناء زيارته لكندا... وعن تأثير ذلك نفسياً وعقلياً؟ فأجاب: لا أعتقد أن ذلك قد أثر عليه فقد عاد إلى السودان أكثر قوة وتأثيراً وتعرض للعديد من الاعتقالات.. ولكنه في هذه الأيام أصبح متحالفاً مع الرئيس البشير.. وتلك عودة لما كان بينهما قبل «15» خمسة عشر عاماً. ولماذا زهدت في منصب الرئاسة... وهذا خرق لما تعودانه نحن العرب من رؤساء الجمهوريات في الوطن العربي لا يتركون هذا المنصب إلا بموت أو انقلاب أو قد يستمرون حتى وإن أجروا انتخابات مزورة لمدة قد تزيد عن ثلاثين عاما... أما للكرسي جاذبية فتشدك إليه؟ فأجاب سيادته بابتسامة يكاد يخفيها إنني رجل أحترم وأفي بوعودي وأحمد الله أنني قد ألقيت من على كاهلي جبالاً من ثقل الأمانة والمسؤولية فعندما استجبت مع قيادات الجيش لمطالب ورغبات الشعب السوداني تعاهدت بان أؤدي المسؤولية بأمانة وشرف فعملنا على تشكيل حكومة لتيسير الأعمال وعهدنا بالمناصب العليا لوكلاء الوزارات الذين اجتمعت بهم ووجدت أن الكل يعاني من ضعف الإمكانات بل وندرتها، على سبيل المثال فإن مورد الطاقة لا يزيد على حاجة «5» خمسة أيام فقط والميزانيات في كل الوزارات لا تكفي، لكن بحمد الله كانت المملكة العربية السعودية أول الملبين لحاجة السودان فقد كانت من أول من اعترف بالحكومة الجديدة، حيث حرص السفير السعودي على أن يقدم اعتراف المملكة وتهانيها في اليوم التالي وأبلغني السفير بأن الملك قال له إننا في المملكة مستعدون لتقاسم الخبزة «رغيف الخبزة» مع أشقائنا في السودان، فشكرته على هذا الموقف الإيجابي الطيب. وفي سؤال عن مرتأياته للوضع الحالي حيث يقوم البشير بدعوة كافة الأحزاب والتيارات للحوار... أجاب قائلاً: لا شك أن الرئيس السوداني يقوم حالياً بمساع حثيثة لإيجاد قواعد صلبة، للانطلاق نحو تسوية شاملة بجميع الأطراف و حسب علمي عددها سبعون حزباً وقد اجتمع مع أكثر من نصف قادتها ومن أبرزهم الدكتور حسن الترابي... ونسأل الله التوفيق.