يا سيدي الرئيس أسمح أن أتشاور معكم إن شاء الله وأنا منطلق من تجارب عبر زمان عاصرت طيبة الذكر الإدارة الأهلية عليها الرحمة والغفران، وعاصرت زمن الإنجليز والاستعمار وعاصرت أياماً طيبة في تاريخ السودان وعاصرت الزعيم إسماعيل الأزهري الذي رفع علم السودان خفاقاً وكنت من حواريه المقربين، وقال: «استقلال زي قدح الصيني لا شق ولا طق»، وأنت يا ريس في خطابك الذي ألقيته على الشعب بحضور القيادات المختلفة فتحت الباب للمحاوره والشورى ليكون الناس أمة واحدة في تغيير الوضع الذي يراد منه إنقاذ البلد، وهذا هو المطلوب أن تكون المشورة، وكما قيل فإن بيت الشورى ما خرب، ولذا أتقدم لكم بمقترحاتي بصفتي الشخصية ولست رئيس حزب أو طريقة، ولكنني عمدة من رجال الإدارة الأهلية وكنت عمدة سابقاً وأنت أعلنت بتاريخ 12/3 في فراش المرحوم وزير المالية الأسبق عبد الوهاب عثمان أنني عمدة حق اليوم وليس عمدة سابقاً وهذا قرار جمهوري على السيد/ الفريق والي نهر النيل لأنه صدر من رئيس الجمهورية، وكذلك كنت عضو برلمانات سابقة وأتمتع ببعض الخبرة في التجربة والقيادة. السيد/ الرئيس من هذا المنطلق وتلك المنطلقات أود أن أدلي بما أرى ليسجل في محاضر حزبكم الوطني للعمل بموجبه إذا رأيتم صحبته وإليكم الموضوع مطروح للنقاش، تعلمون أن هذا البلد كان يدار عن طريق قوانين وأعراف الحكم المحلي المديرية ومديرها الإداري ومعاونوه من بضباط المجالس، وكمثال المديرية الشمالية بحدودها من دنقلا حتى حدود مديرية الخرطوم كانت مقسمة إلى مجلس ريفي ومدينة ومجالس تدار بأعضاء بدون مخصصات يديرها الضابط التنفيذي بمجلس أعضاء بدون مخصصات ولا يجتمعون كثيراً السنة فقط ثلاث جلسات وبإجازة الميزانية وبعض الآراء «أنتم اجتماعكم يومياً حتى مغيب الشمس وخير الكلام ما قل ودل»، هذا ما كان في الماضي والضرائب تجمع في هدوء وتورد لخزنة الدولة وجاء الجديد لتقريب الظل الإداري ولم يكن به سوى أنه تقرب أكثر من المطلوب، وكان للسودان برلمان واحد يشرع ويراقب يأتي أعضاؤه بالانتخاب دوائر جغرافية، وجاءت حكومة مايو قيادة المرحوم جعفر محمد نميري وتبدل الحال وحكمنا بالمانديت Mandiat بالبندقية والرصاص «راجل فارس» وجعل في كل مديرية برلماناً، يعني السودان فيه سبعة وعشرون برلماناً أعضاؤه لهم مواهي ذات وزن ثقيل وكمان كل مديرية بها مجلس وزراء ووالي يصرفون بذخاً وحفلات ويركبون عربات فاخرة مما زاد التكلفة ليه يركب ليلى علوي أو ليلى العامرية أو الشبح والعربة لا أعرف ثمنها كم مليار، ليه ما يركبوا بكاسي وجاطت وجاءت حكاية رئيسين غرقوا المركب ولكن هو وأولئك ليسوا رئيسين وإنما حزمة رؤساء وزير اتحادي ووزير دولة ومستشارون بالكوم ثم جاءت حكومتكم الرشيدة لترفع من شأن البلد بالخدمات الطرق والكباري وهذه كانت محمدة ولكن كانت الإدارة جايطة لتؤيد نظام أبو عاج برلمانات ووزارات وتكلفة ووزراء وولاة يغلقون أبوابهم دون المساكين إلا من رحم ربي، مثل إيلا الذي عمَّر بورتسودان في صمت دونما جلبة وغيره من لا نعرف من الولاة المخلصين وزراء عددهم كثير اتحاديين وغير اتحاديين سموهم الولائيين ومخصصاتهم عالية إنهم دستوريون ولم يكن دستورهم نازل في الخرطوم ثلاثة كما قال الفنان أحمد المصطفى، ثم هناك مجلس للولايات واعضاؤه ليسوا من الولايات وإنما خرطوميون لا يعرفون شيئاً عن الولايات، زد على ذلك المختلسين جماعة الشيكات الطائرة مساجين من سجن خمس نجوم «سراير وتلفزيونات» ولم نسمع بمن اختلس تحاكم. وهناك يا سيدي مؤتمرات تصرفون عليها صرف من لا يخشى الفقر وكانت المديرية الشمالية يديرها السيد حسين شرفي بعربة « لاند روفر» بكل أبعادها واسألوا عما قدمه شرفي من خدمات دون أي إعلام أو ضوضاء أوله مستشفى الدامر ودار الرياضة وكلية المعلمات والثانوية بنات، وكلها بالعون الذاتي عليك الرحمة يا حسين شرفي الإداري الناجح طالعوا كتابة «الأداء الإداري في السودان» لكي تستفيدوا منه، حكومة الولاية تدار بعربات مكيفة غالية الثمن ليه!! لماذا؟ وعشان شنو؟ وماذا قدمت بعض الولايات «إلا من رحمه ربي» سوى خطب أو صور، يا سيدي الرئيس نعلم صدقك وحبك ووفاءك لهذا البلد وأنت حينما تقدمت بخطابك تطلب الشورى والشورى ليس للأحزاب وأهلها أو الطوائف التي رفضناها بقيام ثورتكم الميمونة، وإنما الشورى تكون للذين يعملون وليس للذين يطلبون الكراسي وجربناهم وما عملوا أية فائدة غير حركاتهم وبركاتهم وهأنذا العمدة السابق أتقدم بما أرى وأرجو أن أتمكن من مقابلتكم أو تزورنا مرة بالبسلي نهر عطبرة بلد زميليك الماحي عباس رحمة وحمد السيد محيي الدين العطا لتفتتح مستشفى البشير بالبسلي وخلاوي القرآن التي شيدت مبانيها ونحن أهلاً للحوار دون أولئك وهؤلاء. ودمتم ذخراً للوطن سيدي الرئيس