رحل الفنان الشعبي عثمان اليمني أمس الأول بعد معاناة مع المرض، ويشكل رحيله فقدًا كبيرًا في الساحة الفنية السودانية وخاصة في الفن الشعبي، ورحيله جاء بعد معاناة مع المرض بدأت كما قصها في لقاء له في «الإنتباهة» منذ العام «1974م» عندما انقلب به لوري ونجم عن ذلك إصابته بكسر في الفخذ اخترق مفصل المخروقة، وتمّ علاجه لكن الإعاقة ظلت موجودة واستمرت فترة طويلة إلى العام «1990م» بعدها ذهب إلى الأردن وأجريت له عملية لاستبدال المفصل، ثم حدث أن أُصيب بكسر نتيجة سقطة، وفي ذات المكان مما فاقم الأمر إضافة إلى إصابته بالكلى ويعالج بالغسيل بشكل منتظم. الفنان عثمان اليمني جذوره يمنية وأمه من الشوايقة وكذلك زوجته، من مواليد القرير، تعلَّم في الخلوة على يد والده الذي كان شيخاً وحفظ الكثيرون على يده القرآن، وبعدها التحق بمدرسة جقلاب بالقرير عمل ترزياً بحزيمة والقرير والتحق بالقوات المسلحة في العام «1957م» وتمّ تعيينه بمروي وتدرب بجبيت وفي العام «1958م» ذهب إلى حلايب ثم عاد وعمل ترزياً بسوق أم درمان، وفي تلك الفترة بدأ الغناء بالطمبور وأجازته الإذاعة.. وأصبح واحدًا من أبرز فناني الطمبور والغناء الشعبي، وشكل بصمة في الوسط الغنائي السوداني؛ تعامل مع سبعة وثلاثين شاعراً وشاعرة.. منهم الأستاذ كدكي إبراهيم بن عوف محمد العبيد عبد الله كنة وعبد المنعم أبو نيران. أما بالنسبة للأغنيات الوطنية فأكثرها كان من كلمات نور الدين اليمني.. وكان يلحن لنفسه عدا عمل واحد فقط قام بتلحينه محمد سعيد دفع الله «العين بصيرة» وهو مسجل بألحانه في الإذاعة قبل قانون حقوق المؤلف. أول من تغنى ب (بلادي أنا) كما تغنى (يا الغابيك شوف العين) كما اشتهر بأغنية (تقولي شنو). تعلم العزف على آلة الطنبور وعمره خمسة عشر عاماً، ومن أقواله وقناعاته الثابتة أن الفنان حتى ينجح يجب عليه احترام نفسه وجمهوره.. وظل هذا ديدنه حتى وفاته، نسأل الله له الرحمة والمغفرة.