٭ الإدارة العامة للمخدرات في عهد السيد اللواء المكي محمد المكي الذي جاء إليها من ولاية كسلا.. حيث كان مديراً للشرطة هناك... تشهد هذه الأيام انتصارات كبيرة في عملية مكافحة المخدرات بأنواعها وحماية عقول الشباب بذلك من التلف والخراب والدمار. ٭ القبض على هذه الآفة بهذه الكميات التي تزيد أطناناً اليوم بعد الآخر دليل عافية.. وأن الإدارة ترفع يومياً من درجة نشاط كوادرها ومصادرها وأنها موجودة وتعمل. ٭ لكن غير الطيب والمزعج تزايد الكميات بهذه الصورة المذهلة رغم ارتفاع درجات المكافحة من قبل الادارة.. فهذا يؤكد أن منابع هذه الآفة مازال مترعاً بالكثير الوفير... وتصبح مشكلة لو كان مهرباً لسوداننا عبر الحدود من دول أخرى.. فهذا مؤشر سيئ جداً لخلو حدودنا من الموانع والمتاريس التي تحول بين دخوله أراضي السودان وجعله سوقاً رابحة لبيعه بالأطنان. ٭ أما إذا كانت مزارعه هنا بالسودان فهذا يؤكد أن الذين يزرعونه مازالوا يعتقدون أنه بعيد عن التحريم، خاصة وأننا نعلم أنهم يؤدون صلواتهم داخل حقوله بعد «فج» مربع منه كمصلى. ٭ بالطبع هذا يتطلب منا جهوداً كبيرة لجعل التوعية بخطورته وحرمته ماثلة في كل خططنا وبرامجنا التوعوية الاعلامية وغيرها... وهي رسالة يجب أن تقوم بها كل التكوينات المجتمعية المدرسية والأسرية وكل مؤسسات الضبط الاجتماعي كالاعلام ودور العبادة من مساجد ومدارس ومسايد والمجتمع. ٭ لو عملت كل هذه الوحدات على قلب رجل واحد بهدف الخلاص من هذا الوحل الدماغي لفلحت ونجحت وفاز المجتمع... وتخلُّف أية وحدة من هذه الوحدات والنكوص عن القيام بدورها يجعل العملية في المكافحة مستحيلة. ٭ اللواء المكي مدير هذه الإدارة «أجمل» ما عنده للعمل في هذه الإدارة أنه رجل إعلامي صاحب خلفيات اعلامية مطلوبة للعمل في مثل هذه الإدارات.. اضافة لخلفيته الدينية حيث الرجل متصوف من الطراز الأول، وله برنامج أسبوعي إذاعي يقدم فيه الشرح الممل لقصائد المديح التي توعظ وترشد وتقوم وتبصر وتفلح كثيراً في تعديل الكثير من السلوك الشبابي.. كل هذا واضعين في الاعتبار أنه شرطي. ٭ لكن رغم كل هذا نقول جازمين إن سعادة اللواء مهما أوتي من كل مقدرات العمل في المكافحة من قوة شرطية وآليات.. لن يفلح أبداً في المكافحة هذه.. ما لم يمد المجتمع له يد العون والمساعدة... وتزداد عيون مصادره وتنتشر. ٭ ما كان لذلك الانتصار الذي حققته قوته أمس الأول في قبض أطنان من القناديل «المعتبرة» من البنقو أن يكون إلا حين نشطت مصادره ووفرت المعلومات الصادقة ليتم على ضوئها القبض. ٭ لكن حين اكتشفت قوات أمن المجتمع قبل فترة من الزمن كميات مشابهة في دفار مصمم خصيصاً للتهريب... سمعت مجموعة من الناس يتساءلون عن هذه الكميات أين تذهب؟ وهل تباد حقيقة؟ أم تستخدم في صناعات كالعقاقير والأدوية؟ وإذا كانت تباد ما هي طريقة إبادتها وكيف تكون؟ وكم تستغرق من الزمن عملية الإبادة هذه؟... وإذا كانت بالإبادة بالحريق يقولون إنه المطلوب حين تتصاعد دخاخينها وتملأ الأفق للمتعاطين في أنهم يستنشقون الهواء كما يريدون فيتكيفون ويسطلون وترتاح نفوسهم المدمنة. ٭ ولأني لست مختصاً ولا متخصصاً في هذا العمل «الشرطي الدقيق الحساس».. رأيت أن أحيل أسئلتهم هذه لسعادة الأخ اللواء المكي محمد المكي مدير الإدارة ورجل المخدرات الأول الآن في السودان بحكم المسؤولية المباشرة طبعاً... ليجيب على هذه الأسئلة الحائرة. ويكون للوهج أجر المناولة بينه وبين المواطن السائل. ٭ ليت الأخ اللواء يقرأ «وهج» اليوم لننتظر منه الإجابة عبر ذات الوهج. ٭ وهج أخير: «في جماعة قالوا لي خلي سعادتو يورينا الحريق وين ومتين عشان نمشي».