حملت نفيسة أوراقها واتجهت نحو لجنة الاختيار بعد سماعها للاعلان المتكرر على فضائية بعينها.. نفضت الغبار عن الملف الذي وضعته باكية آخر مرة منذ ان ذهبت هناك للتقديم قبل ستة اشهر وسقطت أرضا بسبب الزحام والاختناق والغضب من المعاملات التحتية التي يقدمها بعض العاملين هناك عن طريق المحسوبية التي تنصب في إطارات عديدة قريب فلان وابن فلان واحيانا نظير ورقة براقة! وقفت في زحام المركبات العامة حتى جلست الشمس في كبد السماء فحنت لحالها حافلة متهالكة حملتها على متنها الى حيث نزلت امام اللجنة، ودلفت من امام المدخل فأوقفها مسئول الامن بالباب أخبرته عن وجهتها فطلب اوراقها وتفحصها كأنه رئيس لجنة المعاينة قبل ان يحاول اثناءها عن الدخول بشتى السبل! دخلت ويحدوها امل ان تجد نفسها امام ورقة بها اسمها ضمن مجموعة من اصحاب الوجوه المرهقة حولها معظمهم سئم من اخذ اجرة الحافلة من والده او شقيقته الصغرى وقفت في الشباك وجدت الرجل منشغلاً بحديث جانبي مع آخر جواره دون أن يرد على سؤالها المتكرر عن اين تقدم أوراقها فجاءه نظر اليها بشراسة وهو يقول امشي قدمي عبر موقع اللجنة!! جاوبته باندهاش التقديم عبر الأصول من الشهادات فكيف يكون عبر الموقع جاء مسئول الامن يلحق بها متحفزا وهو يقول اسمعي يابت اطلعي بره. فوجئت للاجابة واعترضت وجدت نفسها خارج اللجنة تحمل ملف شهاداتها ومعه دمعة سائلة وغصة حزينة منعتها من الأكل طوال اليوم. * ملحوظه: قصة واقعية 100% فمن يحاسب من؟