كلام تير..محمد علي التوم من الله: قد ننظر إلى الطالب الراسب في مادة التربية الإسلامية بأنه «ساقط في الدين» وقد يكون هذا الطالب حسن الخلق، مهذب لا يتعدى على حقوق الغير وأمين. وقد ننظر إلى طالب آخر يكون ناجحاً في مادة «التربية الإسلامية» على أنه «ناجح في الدين»، وقد يكون هذا الطالب فوضوي ومشاغب ولا يرعى حقوق الغير، بل «يأكل حق الناس عديييل»!! وفي كلا الحالتين فاننا ينبغي أن لا نحكم عليهم «بالسقوط في الدين». ذلك ان مادة التربية الاسلامية التي ينبغي ان تتوفر في المدارس باسلوب «عملي» و«نظري» هي من المواد التي لا يفترض ان نتعلمها من استاذ «الدين» وحده فالبيت والمدير والمشرف واستاذ التربية الاسلامية والتربية الرياضية والرياضيات والعلوم واللغات.. كل الاساتذة هم الذين يدرسونها ويقومون ويقيمون ويحددون الدرجات، إذا نظرنا إلى المادة باعتبارها أهم المواد التي بدونها لا قيمة أو معنى لأي مادة أخرى في الحياة. وتحضرنا الطرفة الشائعة التي تقول إن أستاذاً للغة الإنجليزية ركب يوماً مع أحد التلاميذ في مركب، وسأل الأستاذ التلميذ «يا ابني انت بتعرف إنجليزي؟» أجاب التلميذ: لا.. قال الأستاذ: «نُص عمرك ضائع» يا ابني. بعدها هبت عاصفة قوية هددت سلامة المركب والركاب، وكان التلميذ يجيد العوم، فتساءل الأستاذ: يا أستاذ بتعرف تعوم؟ أجابه لا قال التلميذ :«يا أستاذ عمرك كله ضائع»!! والحقيقة إن إطار هذه الطرفة يصلح لان يلبس على «الماعندو دين» أيضاً لأن «عُمرو كلو ضائع» لسبب نعايشه اليوم في واقعنا الحياتي. ذلك أن بعض الذين نجحوا وربما تفوقوا أكاديمياً في مادة «الدين» والمواد الأخرى واحرزوا الشهادات العليا ونالوا الدرجات والوظائف العليا ورسبوا في مادة «الامانة» عملياً، وضبطوا متلبسين بهذ الرسوب وتم تصحيح اوراقهم «عملياً» أولاً امام الرأي العام و«حسهم انشال» وسمعة اهلم «اتمرمطت» بالواطة وقد يكون التصحيح ومراجعة اوارقهم المحاكم. فلو كانوا ناجحين حقاً في «مادة الدين» لعاموا إلى بر الامان بالصدق والأمانة والنزاهة. انها مهارات عموم لا تنجي صاحبها فقط في الحياة الدنيا، ولكنها تعينه في الآخرة. مساكين «اولاد مكتب الوالي».. سقطوا في مادة «الأمانة» فراحوا في خبر كان. ومسكين أستاذ الإنجليزي .. سقط في مادة العوم فأصبح في خبر «Once upon atime»