جعفر باعو: دهشة عريضة ارتسمت على وجه محمد إبراهيم وهو يزور مسقط رأسه القابعة على منحنى النيل لأول مرة، وقال لي محمد إنه قرأ عن مدارس طه علي البشير التي شيدها في قرية العفاض على الضفة الشرقية للنيل في محلية الدبة، ورتب حاله في مكان عمله وسكنه في ولاية النيل الأبيض لزيارة العفاض لأول مرة في حياته، وغير محمد هناك الكثيرون الذين قطعتهم مشاغل الحياة عن زيارة العفاض فكانت مناسبة افتتاح مدارس طه علي البشير فرصة جيدة بالنسبة لهم لزيارة قريتهم الوادعة، ومعظمهم إن لم يكن جميعهم تمنى لو أنهم وضعوا «طوبة» لإعمار العفاض لتصبح منارة للعلم والمعرفة وغيرهما من مناحي الحياة، ويرى كثير من المراقبين أن مدارس طه علي البشير النموذجية تعتبر صرحا شامخا في الولاية الشمالية وليس العفاض وحدها، فسوف تعم الفائدة كل أبناء الولاية بمختلف قراها، وذهب حديث والي الشمالية د. إبراهيم الخضر في ذات الاتجاه حيث قال إن طه يعتبر أنموذجاً لأبناء الوطن الصالحين وعدد الكثير من المشاريع القومية التي لعب فيها طه دورا كبيراً في السياسة والاقتصاد والرياضة، وأضاف الخضر في الاحتفال الضخم الذي نظم بالعفاض عند افتتاح مدارس طه علي البشير أنهم يتوقعون المزيد من المشاريع التنموية من طه وغيره من أبناء الوطن الناجحين اقتصادياً، وأشار الخضر إلى أن حكومة الولاية لديها الآن أربعون مدرسة تشرع في بنائها ومن المقرر ان ينتهي العمل فيها قبل نهاية هذا العام هذا إلى جانب العديد من المدارس التي تحتاج للصيانة وبعض التحسينات في بيئتها المدرسية، فيما أكد وزير مجلس الوزراء وممثل النائب الأول لرئيس الجمهورية الأمير سعد أحمد سعد إلى أن السودان يحتاج لسواعد أبنائه في مختلف المجالات، مشيرا إلى ان كل الأعمال والمشاريع التى قام بها طه علي البشير تعتبر جميلة ورائعة، وقال ان أياديه ممتدة لكل السودان حيث كان أول من مد يده لنا في أزمة دارفور وتكفل حينها بسفر وفد الى مفاوضات أبوجا مشيدا بمجموعة مدارس طه في العفاض، وقال نرجو ان تسهم في دفع مسيرة التعليم بالمنطقة والولاية كلها، فيما شكر رجل الأعمال طه علي البشير كل الحضور ومن أسهم بجهده ووقته في إنشاء هذا الصرح التعليمي الشامخ، وتطرق لفترة الطفولة والشباب في العفاض ورمالها مما جعله يرد بعض الدين على قريته الجميلة وأشار طه الى أن الخدمات بصورة عامة تعتبر تكلفتها باهظة جداً إلا ان ضرورة قيام هذا الصرح التعليمي كان ضرورياً جدا خاصة وان أقرب مدرسة ثانوية للعفاض تقع في رومي البكري، مما يشكل مشقة وصعوبة على بنات وأبناء العفاض من إكمال مسيرتهم التعليمية، وأكد البشير ان العفاض دوما في الخاطر ولن تنقطع تنميتها والتفكير فيها بالخير لرد جزء من دينها على ابنائها، واتفقت وزيرة التربية والتعليم بالولاية هويدا إبراهيم مع من سبقوها في أهمية وضرورة هذا الصرح التعليمي الشامخ، وقالت إن كل مدارس الولاية حكومية وتحتاج لبعض التحسينات في بيئتها المدرسية، موضحة الدور والجهد الكبير الذي تقوم به حكومة الولاية في توفير مدارس جيدة تخرج أجيالا قادرين على العطاء، وأكدت على الدور الذي ستلعبه مدارس طه علي البشير بالعفاض في محلية الدبة، فيما قال معتمد الدبة عصام الدين على أن طه رجل سياسة واقتصاد ورياضة والأخيرة هذه جعلت أهل الرياضة يطلقون عليه حكيم الهلال وقال إن مجموعة مدارس طه في العفاض ستكون هي أساس لصروح تعليمية في الدبة وغيرها من محليات الولاية وستكون أساساً لمؤسسة تربوية تعيد شعار «سنعيد للتعليم سيرته الأولى»، وقال عصام إن الكثير من بنات العفاض المتفوقات تركن التعليم بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية قريبة، وأضاف انه بعد هذا الصرح التعليمي الشامخ سنشهد العديد من المتوفقات والمتوفقين من أبنائنا وهم يسطرون أفضل النتائج في المرحلة الثانوية. يذكر أن مدارس طه علي البشير في العفاض وصلت تكلفت إنشائها سبعة ملايين جنيه وتم تأسيسها على أفضل الطرق التعليمية، حيث توجد بها داخليات لسكن الطالبات وكذلك اخرى للبنين واستراحة للمعلمين، هذا الى جانب وجود ملاعب لممارسة الرياضة ومسرحين لعكس مواهب الطلاب في مختلف ضروب الفن.